بوتين: روسيا لا ترى حتى الآن استعدادا أوكرانيا للسلام
أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو يوم الخميس، عن نشر نظام الصواريخ الروسية الجديدة متوسطة المدى "أوريشنيك"، القادرة على العمل بسرعة فرط صوتية وحمل رؤوس نووية.
وقال لوكاشينكو إن القوات البيلاروسية تسلمت المنظومة يوم الأربعاء، وستبدأ "واجب التأهب القتالي"، مضيفاً: "تم تجهيز المواقع الأولى لأنظمة صواريخ أوريشنيك".
يأتي هذا الإعلان بعد فترة وجيزة من استخدام روسيا هذه المنظومة لأول مرة في العمليات القتالية ضد أوكرانيا، وهو ما يزيد من المخاوف الدولية بشأن تصعيد التوترات العسكرية في أوروبا الشرقية.
تم الكشف عن نظام "أوريشنيك" في أواخر عام 2024، ويستند إلى الصاروخ الروسي RS-26 روبيز السابق، مع قدرة على الوصول إلى سرعات تصل إلى 10 ماخ، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا أن النظام سيدخل "الخدمة القتالية" بحلول نهاية العام، وأكد على التزام روسيا بإنتاج هذه المنظومات بكميات كبيرة.
وقال بوتين خلال اجتماع رفيع المستوى لوزارة الدفاع: "القوات الروسية تجري تدريبات تشمل حلفاءنا وشركاءنا الأجانب، الذين ننقل إليهم الخبرة المكتسبة خلال العملية العسكرية الخاصة".
ويأتي ذلك في سياق استمرار روسيا في اختبار صاروخ كروز استراتيجي يعمل بالطاقة النووية "بوريفستنيك" والمركبة تحت الماء غير المأهولة "بوسيدون"، التي قال بوتين إنها أثبتت نجاحها ولها مدى عملي غير محدود، مما يعكس استمرار موسكو في تطوير أسلحة نووية وتقنيات قتالية متقدمة للحفاظ على التفوق الاستراتيجي.
رغم هذه التطورات العسكرية، تواصل روسيا نفي أي نية لشن حرب على أوروبا أو حلف شمال الأطلسي، متهمة الغرب بمحاولة التصعيد ووصف أي اتهامات ضد الكرملين بأنها "هستيريا" و"كذبة".
وقال بوتين: "بفضل استخدام محطة طاقة نووية، ستظل هذه الأنظمة فريدة من نوعها لفترة طويلة؛ وستضمن التكافؤ الاستراتيجي والأمن ومكانة روسيا العالمية لعقود قادمة؛ سنواصل العمل على هذه الأنظمة - سنواصل تحسينها وتطويرها - لكنها موجودة بالفعل".
إعلان لوكاشينكو عن جاهزية "أوريشنيك" يسلط الضوء على تزايد الاعتماد العسكري بين روسيا وحلفائها في مواجهة التحديات الدولية، ويثير تساؤلات حول مدى قدرة هذه الأسلحة على تغيير معادلات الردع الاستراتيجي في المنطقة.
ومع استمرار موسكو في تطوير منظومات نووية فرط صوتية وتكثيف التعاون العسكري مع بيلاروسيا، يبقى السؤال المركزي حول قدرة المجتمع الدولي على احتواء التصعيد وفرض قيود على استخدام هذه الأسلحة في سياق النزاعات الإقليمية، وسط تحذيرات من أن أي تحرك عسكري خاطئ قد يؤدي إلى تداعيات لا يمكن التنبؤ بها على الأمن العالمي.