تمر أوكرانيا بأيام عصيبة في ظل سعي الكرملين لتعظيم مكاسبه قبل أي تسوية محتملة، وتراجع حماس واشنطن لإنهاء الحرب، بحسب ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وبيّنت المجلة أن اتخاذ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفًا متشككًا تجاه قدرة كييف بالاستمرار في القتال وضع الحكومة الأوكرانية أمام احتمال اضطرارها إلى مواجهة روسيا بدعم أقل من الولايات المتحدة.
وأكدت المجلة أن كييف تمتلك ورقة رابحة على الرغم من تراجع الدعم الأمريكي، فقد شهدت السنوات الثلاث الماضية من الحرب تقدمًا عسكريًا حققه الأوكرانيون، معتبرة أن أوكرانيا نجحت بمفردها في تغيير شكل الحرب الحديثة، وهو ما ظهر في سياق الطائرات المسيرة.
وذكرت أن حرب الطائرات المسيرة شهدت ثورة حقيقية منذُ شهر فبراير/شباط عام 2023، فقد ازدادت تنوع استخداماتها ووظائفها.
وأوضحت أن أوكرانيا كانت رائدة في بناء قدرات محلية قوية لتصنيع الطائرات المسيرة، وأنشأت وحدات طائرات مسيرة متطورة، وأقامت ورش عمل للطائرات المسيرة على خطوط المواجهة في الحرب، مكنتها من إعادة إمداد الوحدات المتقدمة بسرعة.
وأشارت المجلة إلى أن القطاع الحكومي والخاص ينتجان نجو 200 ألف طائرة مسيرة شهريًا، وستصنع ما مجموعه 2.5 مليون طائرة أو أكثر العام الحالي، وهو ما سيعوض أوكرانيا عن بعض مزايا روسيا في القوة النارية التقليدية على الأقل.
وأكدت المجلة أن القوات الأوكرانية تستخدم بشكل متزايد أنظمةً غير مأهولة لنقل المصابين من خطوط المواجهة، أو لتوفير الإمدادات الطبية لهم، ما يُقلل من المخاطر التي يتعرض لها الطاقم الطبي، ويُتيح علاجًا فوريًا يُنقذ حياة المصابين في المعارك.
وأضافت أن القوات المسلحة الأوكرانية اتجهت إلى استخدام الواقع الافتراضي (VR) لتدريب القوات بكلفةٍ أقل وكفاءةٍ أكبر في تخصصاتٍ مثل الدفاع الجوي وقيادة الطائرات المسيرة.
ولفتت المجلة إلى أن وزارة الدفاع الأوكرانية خصصت ثلث ميزانيتها السنوية لتطوير أسلحة متطورة، معتبرة أن هذا الضخ الجديد للأموال سيُحفّز دورة أخرى من الابتكار العسكري من جانب الجيش الأوكراني.
ونقلت عن معهد "جزيرة الثعبان"، وهو مركز أبحاث دفاعي وأمني مقره أوكرانيا، قوله في دراسة حديثة، "أصبحت ساحة المعركة في أوكرانيا أكثر ساحات الاختبار ديناميكية في العالم لتكنولوجيا الدفاع، في هذه البيئة، لم يعد الابتكار نظريًا، بل أصبح تكتيكيًا وعاجلًا ومتكررًا".
ورأت المجلة أن هذه رسالة مهمة ينبغي لواشنطن سماعها، خصوصًا أن إدارة ترامب ركزت معظم انتقاداتها للسياسة الخارجية على حاجة أوروبا إلى بذل مزيد من الجهد لتحمل عبء الأمن الجماعي.
وبينما تحتاج كييف إلى دعم مستمر من الغرب، فإنها تُحدث بالفعل تحولاً في ساحة المعركة الحديثة، أو كما وصفها معهد جزيرة الثعبان "أوكرانيا تُعيد تشكيل دورة الابتكار الدفاعي".