تتجه الأنظار إلى القوة البحرية الإيرانية، بالتزامن مع اشتعال المواجهات بين إيران وإسرائيل، حيث تمتلك إيران قدرات بحرية كبيرة، تنقسم إلى قسمين، أحدهما القوات البحرية الإيرانية التابعة للجيش، والآخر القوات البحرية التابعة لـ الحرس الثوري الإيراني، ويمتلك كل منهما قواعد بحرية خاصة به.
وتأتي القوات البحرية الإيرانية في المركز الـ37 بين أقوى 145 دولة على مستوى العالم، حسب مؤشرات موقع "غلوبال فاير باور" الأمريكي لعام 2024، وتضم 18 ألفا و500 جندي.
فما هي أبرز القدرات البحرية لإيران؟ وما هو الفرق بين القوات البحرية النظامية والقوات البحرية التابعة لـ"الحرس الثوري"؟
تمتلك القوات البحرية النظامية الإيرانية، 67 قطعة رئيسية مختلفة الأنواع والفئات، بينها 25 غواصة، و8 فرقاطات، و3 كورفيتات، و10 سفن برمائية هجومية، و21 زورق دورية، حسبما أفاد موقع الدليل العالمي للسفن الحربية الحديثة.
وذكر الموقع أن أسطول الغواصات الإيراني، يضم 25 غواصة، بينها 3 غواصات هي "الطارق"، و"نوح"، و"يونس"، من الفئة Kilo صينية الصنع، وغواصة من الفئة "فاتح" إيرانية الصنع تحمل الاسم نفسه، وغواصة قزمية من الفئة "غدير" إيرانية الصنع تحمل اسم "نهنج"، و20 غواصة قزمية أخرى من الفئة "غدير" إيرانية الصنع.
ويضم الأسطول أيضاً 8 فرقاطات، بينها 3 من الفئة "ألفاند" بريطانية الصنع هي "ألفاند، وألبُرز، وسبلان"، و5 من الفئة "موج" إيرانية الصنع هي "جمران، وديلمان، وسهند، ودينا، ودماوند".
كما يضم كورفيتين من الفئة "باياندور" أميركية الصنع هما "باياندور، ونقدي"، وكورفيت هولندي الصنع من الفئة "حمزة" يحمل الاسم نفسه.
ويتألف أسطول السفن البرمائية الهجومية لدى البحرية الإيرانية من 10 سفن، بينها 4 من الفئة "هنغام" بريطانية الصنع هي "هنغام، ولارك، وطنب، ولاوان"، و6 سفن من الفئة "كربلاء" إيرانية الصنع هي "Fouque، وقشم، وهرمز، وفرور"، ومن سفينتين تحملان اسم "Ship".
ويضم أسطول زوارق الدورية في البحرية الإيرانية 10 زوارق، بينها 10 من الفئة "كامان" فرنسية الصنع، و5 من الفئة "سينا" إيرانية الصنع، و6 زوارق من الفئة "كيوان" أميركية الصنع.
يكشف تقرير صادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية عام 2019، أن القوات البحرية التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني لا تملك قطعاً كبرى أو رئيسية مثل الغواصات والفرقاطات، وإنما هي قطع صغيرة مختلفة الأنواع والفئات، تناسب نوعية المهام التي ينفذها، والتي تندرج في معظمها تحت تصنيف الحرب غير المتناظرة، وما تتطلبه من خفة الحركة والسرعة في الكر والفر.
ويفيد التقرير بأن القوات البحرية لـ"الحرس الثوري" الإيراني تضم 10 زوارق صواريخ هجومية سريعة من الفئة Houdong، و15 زورق دورية مسلحًا بطوربيدات من الفئة Peykaap I، و25 زورق دورية صاروخيًا من الفئة Peykaap II، و5 زوارق دورية صاروخية من الفئة Peykaap III، و10 زوارق دورية صاروخية من الفئة MK 13، و5 زوارق دورية صاروخية من الفئة C-14، و10 زوارق دورية من الفئة "طير"، و15 زورق دورية من الفئة Tarlan و15 زورق دورية من الفئة Kashdom II و20 زورق دورية من الفئة "بوغمار"، وبأعداد غير معروفة من زوارق الدورية من فئات "عاشوراء" و"Cougar" و"FB RIB-33" و"جشتي" و"كوتش" و"سراج".
وتملك القوات البحرية لـ"الحرس الثوري" سفينتي إنزال من الفئة "هرمز 21"، و3 سفن إنزال من الفئة "هرمز 24"، وسفينة دعم من الفئة "حارث 55"، و3 سفن نقل من الفئة "سفير كيش"، و3 سفن نقل من الفئة "ناصر".
وعلى مدار السنوات الماضية، عكف الجيش الإيراني على الاستثمار بكثافة في تصميم وتطوير سفن حربية وغواصات محلية الصنع سعياً لبسط النفوذ في الممرات المائية الحيوية في المنطقة، ولكن الملحوظ أن معظم القطع الرئيسية في البحرية الإيرانية يعود تاريخ صناعتها أو حصول إيران عليها إلى ما قبل الثورة الإسلامية عام 1979، وهذا ما يفسر وجود قطع غربية الصنع ضمن الأسطول الإيراني.
وفيما يلي أبرز القطع التي تمتلكها القوات البحرية الإيرانية:
الفرقاطة "ألبُرز"
صُنعت الفرقاطة قبل أكثر من 53 عاما، وهي مدمرة بريطانية الصنع حصلت عليها طهران قبل اندلاع الثورة الإيرانية، وانضمت إلى البحرية الإيرانية عام 1972، وخضعت منذ ذلك الحين لعدة عمليات تطوير وتحديث، جرى خلالها تزويدها بمنظومات تقنية وملاحية جديدة، وتعمل حالياً ضمن الأسطول الجنوبي التابع للبحرية الإيرانية.
ويبلغ طول الفرقاطة 94 متراً وعرضها 11 متراً، وتزن 1500 طن، كما أنها مزودة بمحركين بقوة 46 ألف حصان، وتصل سرعتها إلى 72 كيلومتراً في الساعة.
وزُودت الفرقاطة خلال عمليات التحديث والتطوير التي خضعت لها خلال السنوات الماضية، بمنظومة دفاع جوي قصيرة المدى من طراز "كمند" وهي قادرة على إطلاق النار نحو أي هدف يقترب لمسافة كيلومترين بمعدل 4000 - 7000 طلقة في الدقيقة.
الفرقاطة "ألفاند"
وهي فرقاطة خفيفة الوزن بريطانية الصنع، دخلت الخدمة عام 1971، وتستخدمها إيران لإجراء دوريات في منطقة الخليج العربي.
ويصل وزن الفرقاطة إلى نحو 1100 طن، وطولها 94.49 متر، وشعاعها 10.97 (الشعاع هو عرض السفينة عند أوسع نقطة بها)، وهي مزودة بمحركي ديزل من طراز Paxman Ventura بقوة 3800 حصان، وبمحركين توربينيَين غازيين من طراز Rolls- Royce Olympus TM-3A ويولّدان قوة تبلغ 46 ألف حصان لمروحتي الفرقاطة.
وبإمكان الفرقاطة الإبحار بسرعة 44.9 ميل في الساعة، وتستطيع حمل طاقم يتراوح بين 125 و146 فرداً، وهي مزودة بمدفع عيار 114 ملم من طراز Mark 8 القادر على إطلاق 25 طلقة في الدقيقة بمدى يصل إلى 12 ميلا بحرياً (22 كيلومتراً).
والفرقاطة مزودة بنظام دفاع جوي قريب المدى يتمثل في مدفع مزدوج عيار 55/90 ملم من طراز Oerlikon مضاد للطائرات، ومدفعين فرديين عيار 20 ملم من طراز GAM-B01AA، إضافة إلى مدفعي هاون عيار 81 ملم يُستخدمان لقصف الأهداف الشاطئية.
وتتمتع الفرقاطة بقدرات مضادة للغواصات، تتمثل في مدفع من طراز Limbo Mk 10، وطوربيدات 12.75 بوصة مع أنبوبي إطلاق، كما زودتها البحرية الإيرانية مؤخراً، بصواريخ كروز صينية مضادة للسفن من طراز C802.
الفرقاطة "جمران"
وعلى الرغم من أن البحرية الإيرانية تصنف هذه السفينة كمدمرة، فإن "جمران" يُنظر إليها من الناحية الفنية على أنها "فرقاطة" بناء على حجمها.
وتعتبر "جمران" أول فرقاطة إيرانية محلية الصنع، وأُعلن عنها العام 2006، وهي عبارة عن سفينة صواريخ موجهة، تتمركز خارج ميناء بندر عباس المطل على الخليج العربي.
ويبلغ طول الفرقاطة 93.88 متر، وشعاعها 11.9 متر، ووزنها 1400 طن، أما سرعتها القصوى فتبلغ 34.5 ميل في الساعة، وتضم طاقماً يتراوح بين 120 و140 فرداً.
ولا توجد الكثير من المعلومات المتاحة عن تجهيزات السفينة، لكن من المرجح أن تكون معظم التكنولوجيا المدمجة بها قائمة على تصميم روسي أو صيني، ومع ذلك، يُنظر إليها باعتبارها واحدة من أكبر الإنجازات التكنولوجية في البلاد، ويُعتقد أنها مجهزة بأحدث معدات التتبع والاستهداف والاتصالات والحرب الإلكترونية، كما أنها مجهزة بمهبط للطائرات العمودية.
وفي ما يتعلق بالتسليح، يُعتقد أن "جمران" مجهزة بمدافع بحرية حديثة، وصواريخ موجهة أرض-جو، وأرض-أرض، بالإضافة إلى طوربيدات، ومزودة بمدفع مزدوج عيار 76 ملم، ومدفعين مضادين للطائرات أحدهما من طراز "فتح" عيار 40 ملم والآخر من طراز Oerlikon عيار 20 ملم.
وسلّحت إيران الفرقاطة بصواريخ C-802 كروز الصينية المضادة للسفن، كما تحمل على متنها قاذفات صواريخ أرض-جو من طراز "فجر" للتعامل مع التهديدات الجوية، ومزودة بأنبوبي إطلاق طوربيدات عيار 324 ملم.
الفرقاطة "سهند"
وتُعد الفرقاطة "سهند" (مدمرة حسب التصنيف الإيراني) واحدة من أحدث السفن الحربية التابعة للبحرية الإيرانية، ودخلت الخدمة في ديسمبر 2018، وتتمركز بالقرب من ميناء بندر عباس جنوبي إيران.
ويبلغ طول الفرقاطة 93.88 متر، وشعاعها 11.9 متر ووزنها 1500 طن، كما تصل سرعتها القصوى إلى 34.5 ميل في الساعة، وهي مزودة بـ4 مولدات تعمل بالديزل مع محركين توربينيين يعملان بالديزل بقوة 10 آلاف حصان لكل منهما.
ويتألف طاقم السفينة من نحو 140 فرداً، كما أنها مجهزة لتبقى مع طاقمها في البحر لمدة تصل إلى 150 يوماً في حال توفر الإمدادات المناسبة.
ويُعتقد أن الفرقاطة صناعة محلية بالكامل، ما يُمثل تغييراً واضحاً عن العقود السابقة التي كانت تعتمد فيها البحرية الإيرانية بشكل كبير على التصميمات والتكنولوجيا الأجنبية، لا سيما السوفيتية.
وما يميز الفرقاطة "سهند" أنها تتمتع بتصميم شبحي يجعلها غير مرئية نسبياً لأجهزة الرادار المعادية، فضلاً عن تزويدها بعدد من أنظمة الرادار والاتصالات وأجهزة الاستشعار، بالإضافة إلى مهبط مخصص للمروحيات.
ويتمثل تسليح الفرقاطة في مدفع آلي من سلسلة "فجر-27" عيار 76 ملم، و4 صواريخ أرض-جو من طراز "محراب"، ويمكن تزويدها بـ4 صواريخ من طراز "نور" أو 8 صواريخ من طراز "قادر" المضادة للسفن.
والسفينة مجهزة بمدفع واحد عيار 40 ملم من طراز "فتح 40" مضاد للطائرات، بالإضافة إلى مدفع رشاش من طراز Oerlikon AA عيار 20 ملم، وأنبوبي إطلاق طوربيد عيار 324 ملم للتعامل مع الغواصات والتهديدات السطحية الأخرى.
الفرقاطة "ديلمان"
وتُعد الفرقاطة "ديلمان" (مدمرة حسب التصنيف الإيراني) أحدث قطعة بحرية، إذ انضمت في نوفمبر الماضي، وتتمتع بتصميم خارجي يعزز قدراتها الشبحية.
ويبلغ طول الفرقاطة 95 متراً، وشعاعها 11.13 متر ووزنها 1655 طناً، وهي مزودة بمحركين كل منهما بقوة 10 آلاف حصان مع 4 مولدات تعمل بالديزل بقوة 740 حصاناً، بينما تبلغ أقصى سرعة للسفينة 34.5 ميل في الساعة، ويتألف طاقمها من 140 فرداً.
ويُعتقد أن الفرقاطة مزودة بأنظمة حرب إلكترونية، ورادار ثلاثي من طراز Asr 3D PESA، كما أنها مزودة بمدفع من فئة "فجر-27" عيار 76 ملم، مدعوماً بمدفع آلي عيار 30 ملم أو 40 ملم، إلى جانب مدفعين آليين من طراز Oerlikon عيار 20 ملم.
والسفينة مجهزة بـ4 صواريخ أرض-جو من طراز "محراب"، وصواريخ "نور" أو "قادر" المضادة للسفن، بالإضافة إلى أنبوبي إطلاق طوربيد عيار 324 ملم.
زورق الصواريخ "بيكان"
ويُعد الزورق "بيكان" واحداً من 4 زوارق صاروخية تنتمي إلى الفئة "سينا" التي دخلت الخدمة عام 2003. ويبلغ طول الزورق 47 متراً، وشعاعه 7.10 متر، ووزنه 275 طناً، ويصل عدد طاقمه إلى 31 فرداً، ويعمل بـ4 محركات ديزل بقوة 14400 حصان، ويستطيع الإبحار بسرعة قصوى تبلغ 41.4 ميل، بينما يبلغ مداه 850 ميلاً (1368 كيلومتراً).
ويحتوي تسليح الزورق على مدفع عيار 67 ملم، ومدفع آلي مضاد للطائرات عيار 40 ملم، وما بين 2 و4 صواريخ صينية مضادة للسفن من طراز C802.
وتستعين البحرية الإيرانية بالزوارق الصاروخية السريعة مثل زورق "بيكان" في ضربات الكر والفر ضد السفن الحربية الأكبر حجماً، وعمليات البحث والإنقاذ واعتراض السفن المعادية.
الغواصة Kilo
هي غواصة سوفيتية الصنع دخلت الخدمة في إيران في أبريل 1982، ولا تزال في الخدمة ضمن القوات البحرية لبعض الدول، مثل الصين، والجزائر، وبولندا، ورومانيا، وفيتنام.
ويبلغ طول الغواصة 74 متراً، وشعاعها 9.90 متر، ووزنها على السطح 2350 طناً، و 4 آلاف طن في عمق البحر، وتستطيع الغوص على عمق يصل إلى 300 متر.
وجُهّزت الغواصة بمحرك تقليدي يعمل بالديزل والكهرباء، إلى جانب مولدين يعملان بالديزل لإنتاج ما يصل إلى 6800 حصان لتشغيل مروحة واحدة مثبتة في مؤخرتها، أما سرعتها فوق الماء، فتصل إلى 13.8 ميل في الساعة، وتحت الماء 28.8 ميل في الساعة، ويصل مداها إلى 7500 ميل.
ويمكن للغواصة البقاء في البحر مع طاقمها المكون من 52 فرداً لمدة تصل إلى 45 يوماً، تزداد في حال حصلت على إمدادات.
ويتألف تسليح الغواصة، من 6 أنابيب طوربيد عيار 533 ملم، ونظام صواريخ مضادة للسفن من طراز Club S، كما يمكن للغواصة نشر 24 لغماً بحرياً في حال لم تحمل طوربيدات، بينما تضم النسخة الروسية من الغواصة 8 أنظمة صواريخ أرض-جو من طراز SA-N-10 Gimlet.
الغواصة "فاتح"
وتُعد الغواصة "فاتح" أول غواصة إيرانية محلية الصنع، ويصاحبها في مهامها زورقان من الفئة "فاتح"، ويُعتقد أن تصميمها يعتمد بشكل أساسي على تصميمات الغواصات الصينية والكورية الشمالية، ودخلت الخدمة رسمياً عام 2015.
ويبلغ طول الغواصة 47.85 متر، وشعاعها 4.57 متر ووزنها فوق سطح الماء 530 طنا، وتحت الماء تصل إلى 600 طن، وتستطيع الإبحار بسرعة 12.7 ميل في الساعة فوق سطح الماء، وبسرعة 16.1 ميل تحت الماء، أما مداها فيصل إلى 4200 ميل (6759 كيلومتراً).
ويبدو تصميم الغواصة تقليدياً بعض الشيء، ومزودة بشراع أو "زعنفة" في منتصف هيكلها، ويُعتقد أن هذه المنطقة بها غرفة قفل لاستخدامها من قبل عناصر القوات الخاصة أو الضفادع البشرية الذين ينفذون مهامّ سرية أو تخريبية.
والغواصة مجهزة بمحرك يعمل بالديزل والكهرباء، ويمكنها البقاء تحت الماء لمدة تصل إلى 35 يوماً، لكن عدد طاقمها غير معروف، وربما لا يقل عن 20 فرداً بناء على تصميمات لغواصات مشابهة.
ويتكون تسليح الغواصة من 4 أنابيب طوربيد عيار 533 ملم مثبتة في مقدمة الغواصة، مع إمكانية تزويدها بصواريخ وألغام بحرية.