في ذكرى مرور 1000 يوم على الحرب في أوكرانيا، تعوّل كييف على الضوء الأخضر للرئيس الأمريكي جو بايدن، بضرب العمق الروسي، لتحقيق نشوة انتصارات، فيما تنظر بعين أخرى إلى سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإنهاء الحرب وفق مفاوضات تنهي الحرب عام 2025.
وما بين دعم بايدن، وعودة ترامب، تحيي أوكرانيا، ذكرى الغزو الروسي الشامل اليوم الثلاثاء، في وقت تخوض فيه قواتها قتالاً على جبهات عديدة، وتتعرض فيه العاصمة كييف لضربات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ، وفق وكالة "رويترز".
وحتى مع عودة ترامب، الذي تعهد بإنهاء الحرب بسرعة، دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك، فإن تساؤلات تثار حول مستقبل المساعدات العسكرية الأمريكية والجبهة الغربية الموحدة ضد بوتين، كما تثير احتمال إجراء محادثات لإنهاء الحرب.
ومع دخول أوكرانيا إلى منطقة مجهولة، أصبح الشعور بالتصعيد ملموساً في الوقت الذي تسعى فيه موسكو وكييف، إلى تحسين مواقعهما في ساحة المعركة قبل أي مفاوضات.
ولقي آلاف الأوكرانيين حتفهم، ويعيش أكثر من ستة ملايين كلاجئين في الخارج، وانخفض عدد السكان بمقدار الربع، منذ أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا براً وبحراً وجواً؛ ما أدى إلى اندلاع أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
والخسائر العسكرية للحرب فادحة، رغم أنها لا تزال محاطة بالسرية.
وتتفاوت التقديرات الغربية العامة المستندة إلى تقارير مخابراتية على نطاق واسع، لكن أغلبها تقول إن مئات الآلاف من القتلى والجرحى سقطوا على كل جانب.
وخلفت الحرب أثرها على السكان في كل ركن من أركان أوكرانيا، حيث أصبحت الجنازات العسكرية، أمراً شائعاً في المدن الكبرى والقرى البعيدة.
وأصبح الناس منهكين بسبب الليالي التي لا ينامون فيها، بسبب صفارات الإنذار من الغارات الجوية والمعاناة.
وعززت روسيا قدراتها بطائرات مسيرة هجومية إيرانية، وقذائف مدفعية وصواريخ باليستية كورية شمالية، وفق "رويترز".
ونشرت موسكو 11 ألف جندي من كوريا الشمالية، وتقول كييف إن بعضهم اشتبكوا مع القوات الأوكرانية التي استولت على جزء من منطقة كورسك الروسية.
وقال مسؤول كبير في كييف إن "بيونغ يانغ لديها القدرة على إرسال 100 ألف جندي إلى روسيا".
وفي هذه الأثناء، تحاول أوكرانيا اعتماداً على عدد من أفضل قواتها، الاحتفاظ بتلك المساحة الصغيرة من الأراضي الروسية التي استولت عليها في أغسطس \ آب لاستخدامها كورقة مساومة.
وتقول كييف إن "روسيا حشدت 50 ألف جندي بالمنطقة، في حين حققت قوات الكرملين أيضاً أسرع مكاسبها في شرق أوكرانيا منذ عام 2022، وكثفت الضغط في الشمال الشرقي والجنوب الشرقي أيضاً".
ومع حلول فصل الشتاء، جددت موسكو يوم الأحد، هجومها الجوي على شبكة الطاقة المتداعية في أوكرانيا، وأطلقت 120 صاروخاً و90 طائرة مسيرة في أكبر قصف جوي منذ أغسطس \ آب.
وعلى الرغم من تحقيق نمو اقتصاد متوسط على مدى عامين متتاليين، فإن الاقتصاد الأوكراني لا يزال يمثل 78 %فقط من حجمه قبل الغزو.
وانكمش الناتج المحلي الإجمالي بنحو الثلث في عام 2022، فيما تعرضت صناعتا الصلب والحبوب العملاقتان في أوكرانيا لضربة قوية.