logo
العالم

ما أهداف واشنطن من إرسال كريتنبرينك إلى بكين؟

ما أهداف واشنطن من إرسال كريتنبرينك إلى بكين؟
04 يونيو 2023، 12:50 م

تعود الإدارة الأمريكية لإيلاء الملف الصيني الاهتمام الأساس، عبر تفعيل أجهزتها الدبلوماسية وتكثيف التواصل المباشر مع السلطات الصينية، حيث يتوجه مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانيال كريتنبرينك، على رأس وفد رفيع المستوى إلى بكين، اليوم الأحد، ترافقه مديرة شؤون الصين وتايوان في مجلس الأمن القومي الأمريكي سارة بيران؛ سعيًا إلى تخفيف التوتر المتصاعد بين البلدين.

يأتي ذلك، بعد تأكيد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في مؤتمر "شانغريلا" في سنغافورة، أن "الحوار بين الولايات المتحدة والصين ضروري وسيتيح تجنب حسابات خاطئة قد تؤدي إلى نزاع"، وذلك بعد أن رفضت بكين عقد اجتماع رسمي بينه وبين نظيره الصيني، على خلفية العقوبات الأمريكية المفروضة على وزير الدفاع الصيني لي شانغفو، والتي تطالب بكين برفعها كشرط مسبق لإجراء أي محادثات.


efdc6c91-db56-46a5-8b66-5eac0036984e

وكانت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، أعلنت أن الصين تشكك في صدقية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تضغط من أجل استئناف المحادثات الدبلوماسية رفيعة المستوى مع بكين، مع تشديدها، في الوقت نفسه، "عقوبات التكنولوجيا" على بكين.

تسعى إدارة بايدن، عبر إرسال الوفد الأمريكي، إلى تجنب تكرار ما حدث من غزو روسي لأوكرانيا في الشرق الآسيوي، عبر احتلال صيني لجزيرة تايوان

وتوترت العلاقات بين البلدين في الأشهر التي تلت لقاء جمع بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جينبينغ، خلال قمة مجموعة العشرين التي عقدت في جزيرة بالي الإندونيسية، في تشرين الثاني/نوفمبر؛ بسبب المواقف المتباعدة بين الجانبين إزاء ملف تايوان والحرب الدائرة في أوكرانيا، وتحالف بكين الخفي مع موسكو، والمحادثات النووية المجمدة بسبب شروط الصين المسبقة.

حوادث خطرة

يأتي الإعلان عن زيارة دانيال كريتنبرينك، فيما تتصاعد الحوادث البحرية والجوية بين القوات الأمريكية والصينية في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، حيث ندد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بات رايدر، بالتصرفات "الخطرة بشكل متزايد" للجيش الصيني في المنطقة، فيما تتهم السلطات الصينية الولايات المتحدة بالتسبب "عمدًا باضطرابات في مضيق تايوان" الذي تطالب بحقوق سيادية فيه.

وتعتبر الصين (تايوان) جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، مؤكدة عزمها على استعادتها بالقوة إذا لزم الأمر، ومحذرة من إقامة تحالفات عسكرية شبيهة بحلف شمال الأطلسي "الناتو" في المنطقة، وتعيش الجزيرة في ظل خوف دائم من غزو محتمل كالذي حصل في أوكرانيا.

وفي نيسان/أبريل أجرت بكين مناورات عسكرية استمرت 3 أيام في محيط جزيرة تايوان ذات الحكم الذاتي، قامت خلالها بمحاكاة ضربات محددة الهدف وحصار عسكري.

وتسعى إدارة بايدن، عبر إرسال الوفد الأمريكي، إلى تجنب تكرار ما حدث من غزو روسي لأوكرانيا في الشرق الآسيوي، عبر احتلال صيني لجزيرة تايوان، وتأمل بفتح قنوات حوار جدية لايجاد صيغة توافقية لحل الأزمة في تايوان، والحد من حوادث الطيران الحربي التي تقع بين الفينة والأخرى بين المقاتلات الأمريكية المتمركزة بالمنطقة وسلاح الجو الصيني.

تقارب صيني روسي

لعل أبرز ما سيتم بحثه بين الجانبين، مسألة "حرب أوكرانيا" وحث السلطات الصينية على ممارسة الضغط على موسكو للانسحاب من الأراضي التي احتلتها في الشرق الأوكراني، والحد من التعاون الصيني الروسي (خاصة الاقتصادي)، رغم إصرار بكين على أنها تلتزم الحياد، وعدم تقيدها بالعقوبات الغربية على موسكو.

وتعد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا، إذ بلغت التجارة بين البلدين مستويات قياسية قدرت بـ190 مليار دولار العام الماضي، وفق بيانات صادرة عن الجمارك الصينية.

يعد كريتنبرينك، خبيرًا بالشأن الصيني، حيث عمل في السفارة الأمريكية في العاصمة الصينية بكين، بين عامي 2005 و2009، ثم قائمًا بأعمال السفير الأمريكي حتى عام 2015

473a80b5-bb1f-4b03-883f-e2cd8901bfc2

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" قبل أيام، إن "الممثل الصيني الخاص لأوكرانيا لي هوي، طالب خلال جولته الأوروبية الأخيرة، الحكومات بالدعوة إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا مع حفاظ روسيا على الأقاليم الأوكرانية الأربعة التي ضمتها مؤخرًا".

والصين لم تندد بـ"الغزو الروسي" علنًا، واقترحت في شباط/فبراير الماضي، خطة من 12 نقطة لإنهاء الحرب قوبلت بتشكيك من قبل الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، اعتبر، أن التقارب السياسي والعسكري بين روسيا والصين يطرح "مخاطر جديدة أمام (الناتو) ويهدد بتعددية الأقطاب في العالم".

مخاطر نووية

تسعى واشنطن عبر إرسال كريتنبرينك، إلى بكين لفتح محادثات نووية مع السلطات الصينية؛ للحد من انتشار الأسلحة النووية، وذلك بعد تأكيد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان، رغبة إدارة بايدن، في الحوار مع الصين، بهذا الشأن.

وبرغم التوتر الشديد بين القوتين العظميين (الصين وأمريكا)، فإن الإدارة الأمريكية مستعدة لمناقشة الحد من الانتشار النووي "بدون شروط صينية مسبقة"، لكن بكين "لم تظهر إرادة للقيام بذلك حتى الآن"، وفق سوليفان.

وقال المستشار الأمريكي: "نحن ندخل حقبة جديدة تتطلب استراتيجيات جديدة.. الصين لم تبد حتى الآن رغبة في التواصل مع الولايات المتحدة بشأن حجم ترسانتها النووية أو سياستها في هذا الشأن، ونحن لا ننوي مع ذلك الشروع في سباق تسلح".

ويقدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (Sipri) أن الصين تمتلك ترسانة تضم 350 رأسًا نووية - فيما تمتلك روسيا 4477 رأسًا والولايات المتحدة 3708، لكن واشنطن تتوقع أن تمتلك بكين 1500 رأس نووية بحلول عام 2035.


135726cc-adfe-4aa8-b3a5-44250f8dea19

كريتنبرينك.. الخبير بآسيا

لا يعتبر كريتنبرينك، الذي يتقن اللغة الصينية بطلاقة بالإضافة إلى اليابانية، غريبًا عن الشرق الآسيوي، فمنذ بدء مهامه في الدبلوماسية الأمريكية عام 1994، يعد نقطة التقاء "جمهورية ـ ديمقراطية" في واشنطن، إذ عينه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سفيرًا في فيتنام عام 2017، مؤديًا في الوقت نفسه دور المستشار الرئيسي في ملف كوريا الشمالية في وزارة الخارجية الأمريكية، حيث واكب عقد ثلاث قمم بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ـ أون؛ في 2018 و2019.

ويعد كريتنبرينك خبيرًا بالشأن الصيني، حيث عمل في السفارة الأمريكية في العاصمة الصينية بكين، بين عامي 2005 و2009، ثم قائمًا بأعمال السفير الأمريكي حتى عام 2015، حيث يمثل اختياره لمنصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا، من قبل جو بايدن، نية الرئيس الأمريكي إحداث تغير إيجابي للعلاقات بين البلدين، والسعي لحلحلة الملفات العالقة بين الجانبين.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC