logo
العالم

"لوموند": ماكرون يُضعف موقع بايرو بسبب فوضى التصريحات الحكومية

"لوموند": ماكرون يُضعف موقع بايرو بسبب فوضى التصريحات الحكومية
ماكرون وبايروالمصدر: أرشيف - أ ف ب
05 يوليو 2025، 12:52 م

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  عبّر علنًا عن استيائه من الفوضى في حكومة بلاده.

وأشارت إلى أنه وجه انتقاداً لاذعاً خصوصًا إلى رئيس وزرائه فرانسوا بايرو، الذي تتزايد الشكوك حول قدرته على فرض سلطته.

وخلال زيارة له إلى منطقة أفيرون، وجّه ماكرون رسالة واضحة إلى بايرو قائلاً إن عليه "قيادة حكومته"، مشدداً على أن "كل وزير يجب أن يهتم بالقضايا التي عُيّن من أجلها". 

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن هذا التصريح، الذي يبدو رسمياً في ظاهره، يخفي في الواقع توبيخاً سياسياً يحمل طابع الإهانة. والرسالة واضحة: في مواجهة حكومة منقسمة وجمعية وطنية غير قابلة للحكم، يستعيد الرئيس زمام المبادرة.

أخبار ذات علاقة

فرانسوا بايرو

بين التأجيل وتركه لمواجهة الشارع.. بايرو يتجاوز "فخ" البرلمان الفرنسي

 
ومنذ فشل الانتخابات التشريعية المبكرة في عام 2024، عجزت الأغلبية الرئاسية عن فرض نفسها، فالتحالف الهش الذي يجمع بين أحزاب "النهضة" و"آفاق" والوسط واليمين المعتدل لم يعد إلا صيغة نظرية أكثر منه تحالفاً عملياً. 

وفي البرلمان، يصعب تمرير مشاريع القوانين، وتتحول النقاشات أحياناً إلى ما يشبه العبث، كما أشار أحد الوزراء ساخراً من مشاريع قوانين تتناول "اتجاه الكراسي" أو "إغلاق النوافذ".

وفي هذا السياق، تتفاقم المنافسة بين الوزراء، ما يزيد الوضع تعقيداً، فوزير الداخلية برونو ريتايو، الذي انتُخب حديثاً رئيساً لحزب الجمهوريين، أصبح شخصية مزعجة داخل الحكومة، حيث يواصل اتخاذ مواقف أحادية.

ووجّه أخيراً انتقادات علنية لإدارة وزارة الخارجية، كما دعا إلى وقف الدعم المادي لمصادر الطاقة المتجددة، ما أثار غضب الوزراء المقرّبين من ماكرون.

وأوضح التقرير أن هذه المواقف الفردية، بدلاً من تعزيز الانسجام داخل الجهاز التنفيذي، أسهمت في تعميق الشعور بالفوضى.

حتى المتحدثة باسم الحكومة، صوفي بريماس، تم توبيخها بعد تصريحاتها عبر الإذاعة حول "إجراءات ردّ" ضد الجزائر، وهي تصريحات تتناقض مع الخط السياسي الذي يحدده قصر الإليزيه.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

حل البرلمان لا يزال على الطاولة.. هل يُكرّر ماكرون "المقامرة"؟

 


وبحسب التقرير، فإنه في مواجهة هذه التوترات، يحاول فرانسوا بايرو الحفاظ على توازنه السياسي. 

وفي مقابلة مباشرة على قناة BFM-TV، صرح بأنه يريد حكومة تضم "شخصيات قوية"، لكنه أشار إلى أنه "لا يمكن إدارتها كما لو كانت صفاً للأطفال". غير أن سلطته تبدو في تراجع واضح. 

وبحسب عدد من المراقبين، فإن الرئيس ماكرون فقد ثقته برئيس وزرائه. يقول أحد المقربين السابقين من الرئيس: "منذ أسابيع، بات واضحاً أن ماكرون لا يفكر إلا في التخلص من بايرو".

رسمياً، ينفي قصر الإليزيه أي نية لإقالة رئيس الوزراء أو الذهاب نحو حل جديد للجمعية الوطنية، لكن التهديد قائم، خاصة إذا فشلت مناقشات الموازنة في الخريف.

وبات بايرو، الذي يعاني من العزلة ويتعرض للّوم والانتقادات حتى من داخل فريقه، مهدداً إما بالاستقالة وإما مواجهة تصويت بسحب الثقة.

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو

"لوفيغارو": ارتفاع مفاجئ في شعبية رئيس الوزراء الفرنسي بايرو

وختم التقرير بالقول إنه في هذه الأثناء، يبدو إيمانويل ماكرون أكثر انعزالاً من أي وقت مضى، فقد قام يوم الجمعة بزيارة غير معلنة إلى مدينة سان جيرمان أون ليه، لزيارة منزل مولد الموسيقار كلود ديبوسي، مبتعداً عن ضوضاء باريس.

ومع تبقي أقل من عامين على انتهاء ولايته، يبدو بأن الرئيس أصبح منشغلاً بالحفاظ على إرثه وسلطته، حسب الصحيفة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC