الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
في لقاء وصف بالمثير للجدل، تمكّن الرئيس الكوري الجنوبي، لي جاي ميونغ، من الخروج من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بابتسامة عريضة، رغم تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المثيرة للقلق قبل ساعات من اللقاء.
وفي منشور على منصته "تروث سوشيال"، وقبل ساعات من اللقاء، أثار ترامب تكهنات حول "تطهير أو ثورة" في كوريا الجنوبية، مما أثار قلق الوفد الكوري، وفق تقرير لصحيفة "بوليتيكو".
لكن "لي"، ببراغماتيته وأسلوبه الدبلوماسي، نجح في تحويل الاجتماع إلى فرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين، متجنباً "فخاخ" ترامب السياسية، والظروف المحرجة التي عادة ما يضع فيها الرئيس الأمريكي ضيوفه في البيت الأبيض.
وكان الإطراء متواصلاً، بل ومبالغاً فيه، بالنسبة لبعض الكوريين الذين تابعوا الاجتماع الساعة الواحدة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي. لكنه أصبح مألوفاً بين القادة الأجانب في الأشهر الأخيرة، نظراً لعادة ترامب بمهاجمة أقرب حلفائه إذا لم يرضوه.
وكانت الظروف السياسية معقدة قبل اللقاء، فتصعيد كوريا الشمالية لهجماتها الكلامية ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، يهدد خطط لي لتحسين العلاقات الثلاثية، بينما لا تزال تفاصيل الاتفاق التجاري بين واشنطن وسيول غامضة، مما يثير مخاوف اقتصادية.
ومع ذلك، أظهر "لي" مهارة في التعامل مع ترامب، مستفيداً من قراءته لكتابه "فن إبرام الصفقات"، إذ ركز الرئيس الكوري الجنوبي على موضوعات تهم نظيره الأمريكي، مثل الغولف، بناء الأبراج، والتشطيبات الذهبية في المكتب البيضاوي، مما ساعد في خلق جو ودي.
ولم يقتصر نجاح لي على الإطراء فحسب، بل اعتمد أيضاً على استراتيجية دبلوماسية ذكية، فقد زار اليابان قبل واشنطن للقاء رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا، في خطوة مفاجئة تهدف إلى تنسيق المواقف وتسوية القضايا الشائكة، مع إبراز دوره كداعم للتعاون الثلاثي الذي يروق لترامب.
ولقيت هذه الخطوة ثناء ترامب، الذي أبدى موافقته على التعاون مع اليابان وكوريا الجنوبية، مشيراً إلى أن "الشعب الياباني رائع".
كما لم يفت "لي" أن يشيد بترامب كـ"صانع سلام"، معرباً عن استعداده لدعمه في تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية، وهي خطوة تهدف إلى ضمان عدم تهميش سيول في أي مفاوضات مستقبلية بين واشنطن وبيونغ يانغ، ليثير بذلك مشاعره نحو جائزة نوبل للسلام.
وهذا النهج، كما يرى كارل فريدهوف من مجلس شيكاغو للشؤون العالمية، كان "ذكياً للغاية"، حيث سمح لـ "لي" بإبراز دور كوريا الجنوبية كوسيط دبلوماسي.
في المقابل، تجنّب ترامب خلال اللقاء طرح قضايا مثيرة للجدل، مثل سحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية، واكتفى بتوضيح أن منشوره عن "التطهير" كان سوء فهم، مشيراً إلى مداهمات كنائس في سول.
كما أكد استمرار الرسوم الجمركية بنسبة 15% على السلع الكورية، لكن جو الاجتماع الودي حال دون تصعيد التوترات، إذ يقول ناثان بارك من معهد كوينسي إن خبرة "لي" كسياسي محلي جعلته براغماتياً قادراً على التعامل مع شخصيات مثل ترامب.
وعلى عكس سلفه مون جاي إن، الذي كان يفضل أسلوباً أكثر رسمية، أظهر لي مرونة ومهارة في استخدام "الكلام المعسول" لتحقيق أهدافه.