مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

بعد 7 عقود دفاعية كبرى.. هل تنهض ألمانيا كقوة عسكرية مهيمنة؟

مقاتلة "يوروفايتر تايفو" ألمانيةالمصدر: ديفينس بوست

صادق البرلمان الألماني على 7 عقود دفاعية كبرى، في خطوة تعكس التحول الأعمق في العقيدة الدفاعية الألمانية منذ الحرب الباردة.

وكشف موقع "ديفينس بوست"، أن أبرز هذه الاتفاقيات صفقة بقيمة 3.75 مليار يورو لشراء 20 طائرة "يوروفايتر ترانش 5"، لتكون  العمود الفقري الجديد لسلاح الجو الألماني، خلفًا لأسطول تورنادو ECR المتهالك.

أخبار ذات علاقة

”أسرة ميدانية وبطانيات“.. كيف تعاملت ألمانيا مع ”شبح المسيرات“ فوق ميونيخ؟

كيف تعاملت ألمانيا مع "شبح المسيرات" فوق ميونخ؟ (فيديو إرم)

يرى الخبراء أن هذه الطائرات المزودة برادارات AESA وأنظمة حرب إلكترونية متقدمة، ستمكّن برلين من أداء أدوار هجومية ودفاعية أكثر استقلالية داخل منظومة الناتو. 

وبينما تسوّق الحكومة الصفقة كخطوة "ضرورية للأمن القومي"، يرى محللون أنها تمثل خروجًا تدريجيًا من القيود العسكرية التي كبّلت ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

وبحسب مصادر، فإن البرنامج الدفاعي يشمل أيضًا تخصيص أكثر من 400 مليون يورو لتحديث أنظمة المحاكاة والتدريب للطيارين، ومليار يورو أخرى لتعزيز القدرات الإلكترونية والهجومية للمقاتلات الجديدة، مع خطط تمتد حتى عام 2034.

كما أقرّت برلين مشاريع لتطوير الذخائر الخارقة للدروع والأنظمة البحرية المتقدمة، في ما يُعدّ أوسع عملية تحديث متزامنة تشهدها القوات الألمانية منذ عقود.

أبعاد سياسية أوسع

غير أن الأبعاد السياسية تفوق التقنية بكثير؛ فالمخصصات الهائلة التي تمرّ عبر صندوق الجيش الخاص، الذي أنشئ بعد الغزو الروسي لأوكرانيا بقيمة مئة مليار يورو سعيا لاستدراك سنوات من التقشف في الإنفاق العسكري، تكشف عن تحوّل جذري في النظرة الألمانية إلى القوة العسكرية كأداة للسياسة لا مجرد درع دفاعي، وما كان يُسمى سابقًا "ثقافة ضبط النفس" بات يُستبدل اليوم بـ"ثقافة الردع".

ويرى مراقبون أوروبيون أن هذا التحول يثير مزيجًا من القلق والإعجاب؛ فالدول المجاورة ترى في صعود ألمانيا العسكري فرصة لتقوية الدفاع الأوروبي داخل الناتو، لكنها تخشى في الوقت ذاته من عودة الهيمنة الألمانية بصيغتها الجديدة "هيمنة بالقدرة والقرار لا بالاحتلال"؛ إذ لم تعد برلين تعتمد فقط على المظلة الأمريكية، بل باتت تصوغ رؤيتها الخاصة للأمن الأوروبي، وتستثمر في منظومات تكنولوجية تتيح لها اتخاذ القرار العسكري المستقل إن لزم الأمر.

ومع توسع ميزانيتها الدفاعية وتنامي حضورها الصناعي العسكري، تعود الأسئلة القديمة لتطفو من جديد: هل تمهد ألمانيا الطريق لقيادة عسكرية أوروبية جديدة، أم أنها تسير نحو إعادة إنتاج ماضٍ حاولت نسيانه منذ ثمانية عقود؟

ويعتقد البعض أن ما يبدو واضحًا هو أن أوروبا ترتجف من برلين مجددًا، لا خوفًا من التاريخ وحده، بل من مستقبل قد تفرض فيه ألمانيا إيقاعها العسكري والسياسي على القارة بأسرها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC