حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
تعتزم الأمم المتحدة القيام بوساطة بين دول النيجر ومالي وبوركينافاسو من جهة وتكتل "إيكواس" كـ"جهة محايدة" لسد فجوة التوترات، بعد فشل جهود الوساطة الأفريقية في منع انسحاب كونفدرالية الساحل من المجموعة الإقليمية.
وأعلن الممثل الخاص للأمين العام لغرب أفريقيا ومنطقة الساحل، ليوناردو سانتوس سيماو، في الاجتماع الـ17 للجنة التوجيهية لاستراتيجية الأمم المتحدة المتكاملة لمنطقة الساحل، مساء الخميس، عن زيارة سوف تقوده إلى موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو، بعدما "تواصل مع الهيئات الحاكمة في الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بهدف تعزيز التعاون لصالح شعوب المنطقة، الذين يعتمد كثير منهم على الحدود المفتوحة في معيشتهم".
اضطرابات سياسية عميقة
وقال سانتوس سيماو، إن "منطقة الساحل لا تزال تشهد اضطرابات سياسية عميقة"، مشيرا إلى انسحاب بوركينا فاسو ومالي والنيجر رسميا من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، الذي دخل حيّز التنفيذ الأسبوع الماضي، على الرغم من أن "إيكواس" منحت مهلة مدتها ستة أشهر للتفاوض على شروط هذا الخروج، وبالتالي إبقاء "أبواب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا مفتوحة أمام البلدان الثلاثة".
وحذّر المسؤول الأممي من تسبب الجماعات المسلحة غير التابعة للجهات الرسمية في تأجيج الصراعات وتآكل سلطة الدولة من خلال الأرباح الناتجة عن استغلال الموارد المعدنية والطبيعية.
وتأتي الوساطة الأممية بعد فشل الرئيس السنغالي باسير ديوماي فاي، في الوساطة التي أعلن عنها منذ يوليو/تموز الماضي، وبحثه مواصلة التفاوض عن حلول ترضي الجميع وتحول دون تفكك المجموعة.
ويتقاسم الرئيس السنغالي مع قادة تحالف دول الساحل مواقف متطابقة من "إيكواس"، إذ يرى أنها تعاني مشاكل بنيوية، ولا بد من خطوات جادة لإصلاحها كي تساير التكتلات العالمية.
توتر العلاقات بين التكتل و"إيكواس"
وتوترت العلاقات بين "إيكواس" ومالي وبوركينا فاسو والنيجر، بعدما طالب التكتل بالعودة إلى الحكم المدني إثر انقلابات عسكرية في مالي عام 2020، وبوركينا فاسو في 2022، والنيجر 2023.
وفي يناير/كانون الثاني 2024، أعلنت الدول الثلاث التي تضم نحو 72 مليون نسمة، انسحابها من المجموعة، ودخل القرار حيز التنفيذ في 29 يناير/كانون الثاني 2025.
وبرّرت انسحابها إلى "الافتقار إلى الدعم الملموس من إيكواس في الحرب ضد الإرهاب" وفرض عقوبات على الحكام العسكريين في مالي.
كما أعلنت الدول المشكّلة لـ"كونفدرالية دول الساحل" في 22 يناير/كانون الثاني الماضي، استعدادها لنشر قوة مشتركة من 5 آلاف عسكري لمحاربة الجريمة المنظمة والإرهاب، وفق وزير الدفاع في النيجر ساليفو مودي.
مركز إرهاب عالمي
وتُصنّف أفريقيا كمركز للإرهاب العالمي بسبب منطقة الساحل التي تحولت لنقطة البداية لواحدة من أكثر الأزمات وحشية في العالم، وفق تصريحات نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد.
وأشارت إلى أنه على مدى ثلاث سنوات متتالية، شكل عدد الوفيات المرتبطة بالإرهاب في تلك المنطقة أكثر من نصف إجمالي الوفيات المرتبطة بالإرهاب في العالم.
وأكدت المسؤولة الأممية في إحاطة لها بمجلس الأمن في يناير/كانون الثاني الماضي، أن بوركينا فاسو تتصدر دول العالم في عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب.
وسجل مركز مكافحة الإرهاب التابع للاتحاد الأفريقي أكثر من 3200 هجوم إرهابي و8400 ضحية مدنية بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2024 بالقارة.