كشفت تقارير غربية عن استعداد الصين، خلال العرض العسكري المرتقب في ساحة تيانانمين ببكين، الكشف عن نظام دفاع جوي بالليزر يوصف بأنه "الأقوى في العالم".
ووفق تقرير لصحيفة "التيليغراف" البريطانية، فإن النظام الجديد، المعروف بـ OW5-A10، هو ليزر بقوة 10 كيلووات مثبّت على شاحنة، قادر على اعتراض أسراب الطائرات دون طيار بكفاءة عالية وتكلفة منخفضة جداً.
ويُعد هذا السلاح جزءاً من مجموعة أسلحة متطورة تشمل صواريخ "هجوم النسر" المضادة للسفن، المصممة لتهديد السفن الحربية الأمريكية أو البريطانية في حالة أي تدخل، خاصة في سيناريو غزو محتمل لتايوان بحلول 2027، كما تشير تقارير المخابرات الأمريكية.
ويترقب محللو البنتاغون العرض بحذر لتقييم قدرات الصين العسكرية، إذ يقول روب بيترز من مؤسسة هيريتيج إن المحللين سيبحثون عن "مؤشرات فنية" لتحديد ما إذا كانت هذه الأسلحة حقيقية أم مجرد استعراض دعائي.
ورغم التقدم الصيني الملحوظ، يحذر بيترز من المبالغة في تقدير قدرات بكين، مشيراً إلى أن جيش التحرير الشعبي لم يُختبر في معركة منذ خسارته الفادحة في غزو فيتنام عام 1979.
تكتسب أسلحة الليزر أهمية متزايدة عالمياً بفضل فاعليتها ضد الطائرات دون طيار منخفضة التكلفة، التي أصبحت عبئاً على أنظمة الدفاع التقليدية القائمة على الصواريخ باهظة الثمن.
ونجحت إسرائيل في استخدام أنظمتها "لايت بيم" و"إيرون بيم" لإسقاط طائرات حزب الله العام الماضي، بينما أظهرت تجارب بريطانية على نظام "دراغون فاير" قدرة على تدمير 30 طائرة دون طيار.
لكن في المقابل، تواجه الولايات المتحدة نكسات في برامجها لتطوير أسلحة الليزر، فقد ألغت خططاً لتجهيز مركبات سترايكر وطائرات مقاتلة بأنظمة ليزر بعد نتائج مخيبة.
وتشير التقارير إلى تفوق الصين في سرعة تطوير هذه التكنولوجيا، مع أنظمة مثل "الصياد الصامت" التي استخدمتها القوات الروسية في أوكرانيا، لكن جاريد كيلر، مؤلف نشرة "Laser Wars"، يرى أن الأدلة على الاستخدام الفعلي لهذه الأنظمة لا تزال محدودة.
أما سيدهارث كوشال، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، فيعتقد أن الدول الكبرى متقاربة في تطوير أسلحة الليزر، ولا يتوقع تقدماً كبيراً لدولة واحدة عن الأخرى.
إلا أن العرض الصيني، وفق "التيليغراف"، يُبرز تحولاً في استراتيجيات الدفاع، مع التركيز على الطائرات دون طيار والليزر بدلاً من الصواريخ الاستراتيجية التي هيمنت في 2015، وقد تكشف بكين أيضاً عن طائرة GJ-11 Sharp Sword الشبحية، المصممة لدعم الطائرات المأهولة.
ورغم التحديات التقنية، مثل الحاجة إلى طاقة هائلة والتأثر بالعوامل البيئية، يؤكد الخبراء أن أسلحة الليزر تقترب من تغيير قواعد الحرب الحديثة، مما يجعل هذا العرض بمثابة رسالة قوية للعالم.