قالت صحيفة "ذي آي بيبر" البريطانية إن احتفال روسيا بيوم النصر هذا العام لم يكن استعراضًا للقوة كما جرت العادة، بل محاولة لإخفاء مظاهر الضعف على خلفية الحرب المستمرة في أوكرانيا والضغوط الاقتصادية المتزايدة.
وبحسب الصحيفة، فقد جاء العرض العسكري في الساحة الحمراء وسط توتر أمني شديد، أعقب ما وُصف بأنه أكبر هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية على العاصمة، ما دفع السلطات الروسية إلى إغلاق المجال الجوي وتحويل رحلات جوية لقادة أجانب، من بينهم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش.
وأشارت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن وقفًا لإطلاق النار لمدة 3 أيام، ليس لأسباب إنسانية، بل لضمان أمن الاحتفال في موسكو، معتبرةً أن الأمر يعكس حجم التهديدات التي تواجهها روسيا في الداخل.
وأكدت الصحيفة أن الإنفاق العسكري الروسي بات يلتهم قرابة 40% من الميزانية السنوية، في حين تتراجع مخصصات قطاعات أساسية مثل الصحة والتعليم، ما يعزز تحول روسيا إلى "اقتصاد حرب".
كما حذّرت من ضغوط إضافية ناجمة عن تراجع عائدات النفط بسبب تباطؤ الطلب العالمي، وتضرر الإنتاج الزراعي نتيجة التقلبات المناخية، إضافة إلى إعلان الاتحاد الأوروبي وقف وارداته من الغاز الروسي بحلول 2027.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول، إن هذه العوامل مجتمعة تمثل تحديًا وجوديًا لروسيا، وتجعل من استعراض القوة في المناسبات الرسمية غطاء هشًا يخفي واقعًا أكثر هشاشة على المستويين العسكري والاقتصادي.