logo
العالم

الكاريبي "على وشك الانفجار".. ما خطة ترامب للإطاحة بمادورو؟

رئيس فنزويلا نيكولاس مادوروالمصدر: رويترز

كشف خبراء عن مهام متنوعة تقوم بها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، في فنزويلا، وذلك بتفويض من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها.

وأوضحوا لـ"إرم نيوز"، أن المهام تتنوع ما بين العمل على التحالف مع بعض الجنرالات والمقربين من الرئيس نيكولاس مادورو، لاستهداف تنفيذ انقلاب عسكري عليه أو إنشاء ثورة مضادة داخل البلاد.

ولفت الخبراء إلى أن مهام الوكالة الأمريكية ذهبت إلى التواصل مع الطيار الخاص بمادورو من أجل إنزال طائرته في إحدى القواعد التابعة للولايات المتحدة، وهو ما يظهر أن واشنطن تريد إسقاط النظام الفنزويلي بأقل كلفة ودون الذهاب إلى عملية عسكرية يكون لها انعكاسات على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

أخبار ذات علاقة

السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس غرافلي" قرب ساحل فنزويلا

"معركة ترامب السرية".. كواليس قرار تحويل كارتلات فنزويلا إلى أهداف عسكرية

وبينوا أن المؤشرات الحالية لا توحي بأن النظام الفنزويلي يعاني من ضعف داخلي كبير، رغم احتمال حدوث بعض الانشقاقات أو التحركات المحدودة، التي لن تكون مؤثرة أو محورية في مسألة إسقاطه ، وبناءً على ذلك، يبقى الخيار العسكري هو الأقوى والأكثر ترجيحًا حتى الآن بالنسبة للولايات المتحدة.

نظام حليف لواشنطن

وقال الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور بلال رامز بكري، إن وتيرة التصعيد ترتفع في حوض الكاريبي وتتزايد معها التهديدات الأمريكية لحكومة نيكولاس مادورو، موضحًا أن آخر تجليات هذا التصعيد تمثلت في وصول أكبر حاملة طائرات في العالم، المسماة "جيرالد فورد"، إلى مياه الكاريبي قادمة من البحر المتوسط، بالإضافة إلى حشد 20% من القوات البحرية الأمريكية قبالة السواحل الفنزويلية.

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن استهداف القوارب والسفن الفنزويلية مستمر لتبلغ الحصيلة نحو 18 قاربا وسفينة، وعدد الضحايا يقارب 70 قتيلا تقريباً، وسط مواصلة ترامب ونظامه الضغط على الحكومة الفنزويلية بغية الإطاحة بـ"مادورو" والمجيء بنظام حليف لواشنطن.

وأشار الدكتور بكري إلى أن المشهد الجيوسياسي العام له عدة أوجه، بدءاً من الإقليم اللاتيني الأمريكي، حيث عبرت دولتان كبيرتان هما البرازيل وكولومبيا عن تضامنهما مع فنزويلا ورفضهما للعدوان الأمريكي.

وبيّن أن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أعلن استعداده للقيام بدور الوساطة بين واشنطن وكراكاس لاحتواء الأزمة، في وقت يراهن فيه ترامب على الجبهة الداخلية، وعلى الانشقاقات داخل الجيش، وعلى التعاون مع المعارضة للإطاحة بـ"مادورو"، ولكن هذا الرهان لم يتحقق بالشكل المطلوب في الوقت الحالي ، لأن الجبهة الداخلية الفنزويلية تبدي تماسكاً ملحوظا.

وأوضح الدكتور بكري أن الحكومة الفنزويلية أعلنت استعدادها لمقاومة أي عدوان أمريكي بري على البلاد عبر اعتمادها على أسلوب حرب العصابات، إذ إن الحرب بالوسائل التقليدية والأساليب الكلاسيكية ستكون غير متكافئة إطلاقاً، ومن المتوقع، في حال نشوبها، أن تسحق القوات الفنزويلية بسهولة من قبل القوات الأمريكية.

واعتبر أن المشهد يزداد تعقيداً، والضغوط الأمريكية تتصاعد، ولكن في ضوء الصورة الجيوسياسية العامة، فإن هناك استبعادا للإطاحة بالنظام الفنزويلي وأيضاً نشوب حرب شاملة، والمتوقع هو استمرار شد الأعصاب وتصاعد التوتر.

الطيار الخاص

بدوره، أكد الباحث في الشؤون اللاتينية، علي فرحات، أن منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها التحشيد في البحر الكاريبي، كانت الولايات المتحدة تعمل على أكثر من صعيد من أجل تسهيل محاولة إسقاط النظام في فنزويلا.

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن ترامب استهدف من خلال القرار الذي وقعه بتفويض وكالة الاستخبارات المركزية لمهام أساسية وحساسة داخل الأراضي الفنزويلية، التخابر والتحالف مع بعض الجنرالات والمقربين من الرئيس نيكولاس مادورو.

ولفت فرحات إلى أن الوكالة الأمريكية سعت إلى اختراق الصف الأول المحيط به والتأثير عليه من الداخل، فضلا عن عمليات سرية قد تشمل تنفيذ عمليات اغتيال داخلية أو التواصل مع قوى المعارضة وحتى إنشاء ثورة مضادة داخل البلاد. 

أخبار ذات علاقة

رئيس بنما

بعد تدريبات عسكرية أمريكية.. بنما تنفي فتح أراضيها لاستهداف فنزويلا

وبين فرحات أن هذه المهام لوكالة الاستخبارات الأمريكية انعكس جانب منها فيما كشفت عنه فنزويلا حول الطيار الخاص بمادورو الذي تواصل معه الأمريكيين من أجل إنزال طائرته في إحدى القواعد الأمريكية، وبالتالي فهي تحاول استخدام وسائل متعددة حتى لا تكون الحرب الخيار الوحيد في هذه المسألة.

وذكر أنه من الواضح أن واشنطن تراهن منذ وقت طويل على فكرة الثورة الداخلية لإسقاط النظام من الداخل إذ لم تتمكن الولايات المتحدة في ظل التحشيدات العسكرية في البحر الكاريبي، من فرض واقع اجتماعي يخدم المعارضة الداخلية، بل على العكس تمامًا.

وأشار فرحات إلى أن الخطورة الكبرى تكمن في احتمال حدوث اختراق داخل المؤسسة العسكرية الفنزويلية، ورغم عدم وجود مؤشرات ملموسة على ذلك حتى اللحظة، إلا أن هذا الاحتمال يبقى قائمًا وغير مستبعد، خصوصًا مع استمرار عمليات التحشيد العسكري والترهيب الأمريكي.

ومضى قائلًا: إن واشنطن تواصل محاولاتها لإسقاط النظام بطرق غير مباشرة، نظرًا لأن الخيار العسكري ما زال محل نقاش داخل الأوساط الأمريكية بسبب التكلفة العالية والتداعيات المحتملة لأي عمل عسكري مباشر داخل فنزويلا، موضحا أن إدارة ترامب تفضل المضي في خيارات أخرى، وتسعى حاليًا إلى تهيئة الظروف لإنضاج هذه المسألة بطرق مختلفة.

وخلص فرحات إلى أن المؤشرات الحالية لا توحي بأن النظام الفنزويلي يعاني من ضعف داخلي كبير، رغم احتمال حدوث بعض الانشقاقات أو التحركات المحدودة، التي لن تكون مؤثرة أو محورية في مسألة إسقاط النظام، وبناءً على ذلك، يبقى الخيار العسكري هو الأقوى والأكثر ترجيحًا حتى الآن بالنسبة للولايات المتحدة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC