وسط سخط أمريكي، الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يفوز وحزبه بالانتخابات التشريعية والإقليمية في فنزويلا، وذلك في 23 من أصل 24 ولاية، بلغت نسبة المشاركة فيها 42.6% فقط؛ ما يعكس عزوفًا شعبيًّا واسعًا عن العملية الانتخابية، بينما وصفتها أمريكا والمعارضة المحلية بـ"المهزلة"، فمن يكون نيكولاس مادورو الذي يحكم فنزويلا منذ عام 2013؟
نيكولاس مادورو، تولى السلطة بعد وفاة الرئيس هوغو شافيز، ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا. خلال فترة حكمه، واجهت فنزويلا أزمات اقتصادية خانقة، بما في ذلك تضخم مفرط، ونقص في السلع الأساسية، وهجرة جماعية للمواطنين بحثًا عن حياة أفضل.
وُلد في الـ23 من نوفمبر 1962 في العاصمة كراكاس، قبل دخوله عالم السياسة، عمل سائق حافلة، ثم انخرط في العمل النقابي، حيث ترأس اتحاد سائقي الحافلات، وفي التسعينيات بدأ مسيرته السياسية بالانضمام إلى حركة الجمهورية الخامسة، وهي حركة اشتراكية أسسها هوغو تشافيز. عيّنه تشافيز وزيرًا للخارجية عام 2006، ثم نائبًا للرئيس في عام 2012، بعد وفاة تشافيز في مارس 2013، تولى مادورو رئاسة الجمهورية بالإنابة، ثم فاز في الانتخابات الرئاسية في أبريل 2013 بفارق ضئيل، قبل أن تتم إعادة انتخابه في مايو 2018 وسط اتهامات بتزوير الانتخابات من قبل المعارضة والمجتمع الدولي.
علاقته مع أمريكا شهدت توترات متقطعة، بدأت في عام 2015 حينما فرضت أمريكا عقوبات على مسؤولين فنزويليين بحجة تنفيذ أعمال عنف خطيرة بحق سجناء على صلة بالاحتجاجات المناوئة للحكومة، وفي عام 2017 اندلعت احتجاجات واسعة في فنزويلا ضد حكومة مادورو؛ ما دفع الولايات المتحدة إلى فرض مزيد من العقوبات، في عام 2020، بدأت الولايات المتحدة وفنزويلا محاولات للتواصل عبر وسطاء، لكن هذه المحاولات لم تسفر عن نتائج ملموسة، وفي أغسطس 2023، أعلنت أمريكا عن تخفيف بعض العقوبات على قطاع النفط الفنزويلي بعد أن أبدت حكومة مادورو استعدادها لإجراء إصلاحات سياسية، قبل أن تعود لتفرض مزيدًا من العقوبات عام 2025، بسبب انتخابات فنزويلية اعتبرتها واشنطن غير نزيهة.
