باتت الحكومة السلوفاكية مهددة بالسقوط بسبب الغضب الذي أثارته مواقف رئيس الوزراء، روبرت فيكو، المؤيدة لروسيا، والخلاف مع أوكرانيا بشأن الغاز، وفق موقع "يورونيوز".
ولفت الموقع إلى أن الحكومة السلوفاكية ستواجه تصويتا بحجب الثقة في 21 يناير/كانون الثاني الجاري.
وكان فيكو أثار خلافا مريرا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسبب رفض كييف تجديد عقد لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، والذي انتهى أواخر العام الماضي، بحسب الموقع.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أثار فيكو صدمة عندما زار موسكو، وتم تصويره مبتسما إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إن "الغرب شيطنه ظلما"، على أمل الحفاظ على تدفق الطاقة الرخيصة إلى سلوفاكيا، حيث أزعجت تصرفات فيكو كلا من كييف وشركاء سلوفاكيا في الاتحاد الأوروبي.
وفي سلوفاكيا، كان الغضب يتصاعد، وتفاقمت الأزمة في الائتلاف الحاكم؛ ما شجع أحزاب المعارضة المتنازعة في سلوفاكيا، والمؤيدة للغرب، على التوحد في محاولة لإزاحة فيكو من منصبه.
ورغم أن قرار أوكرانيا بوقف عبور الغاز الروسي لم يكن مفاجئا، إلا أنه كان له تأثير قوي على سلوفاكيا.
ومن المعروف أن رسوم العبور من خط أنابيب "يوستريم"، الذي جمع الغاز الروسي لسنوات على الحدود بين أوكرانيا وسلوفاكيا، ونقله إلى مراكز نمساوية، تغذي براتيسلافا بما يقدر بنحو 500 مليون يورو سنويا، وهي في أمس الحاجة إليها.
ومع ذلك، لم يفعل فيكو - مثل حكومة سلوفاكيا السابقة غير الفعالة المؤيدة للغرب - شيئا لتنويع إمدادات الغاز في البلاد، التي لا تزال تعتمد على الواردات الروسية.
وهذا يتناقض مع أغلب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي امتنعت عن الاعتماد على الإمدادات الروسية على مدى الأعوام الثلاثة الماضية.
وبدلا من ذلك، يلقي فيكو باللوم على أوكرانيا، قائلا: إن رفضها تجديد عقد نقل الغاز سيؤدي إلى ارتفاع فاتورة الغاز في بلاده، وتهديد اقتصاد الاتحاد الأوروبي بأكمله.
ولفت الموقع إلى وصف فيكو للزعيم الأوكراني بـ"المتسول والمبتز"، وهدد بمنع طموح بلاده للانضمام إلى كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ووقف صادرات الكهرباء وإنهاء المساعدات للاجئين الأوكرانيين.
من جانبه، أصر زيلينسكي على أن أوكرانيا لن تسمح لروسيا "بكسب مليارات إضافية ثمنا من دمائنا"، منتقدا ما أسماه "المخططات الخفية" التي وضعها فيكو بالاتفاق مع موسكو.
وختم "يورونيوز" قائلا، إن جهود فيكو لم تسفر عن إقناع بروكسيل ــ التي عادة ما تكون هدفا لازدرائه الشديد ــ بالضغط على كييف عن أي نجاح يذكر، وإنما نجح في إثارة غضب شركاء سلوفاكيا في الاتحاد الأوروبي.