الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن
ذهب خبيران في الشؤون الآسيوية والدولية، إلى أن تأكيد وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، استعداد بلاده لأي قتال يخص الصراع في "تايوان"، هو بمنزلة تحضير سياسي للرأي العام في لندن وأوروبا والعالم لتقبل فكرة انخراط الناتو أو بعض أعضائه في صراع محتمل مع الصين في المستقبل القريب.
وكان وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، صرّح بأن بلاده مستعدة للقتال في المحيط الهادئ في حال اندلع صراع حول تايوان، وهو ما يعد متناسبًا مع الخط الأمريكي وما تراه أوروبا من ضرورة مواجهة الصين في الوقت الحالي، ولا سيما في ظل دعم الأخيرة للجانب الروسي.
وفي هذا السياق، أكد الخبير في الشؤون الآسيوية الدكتور محمد بايرام، لـ"إرم نيوز"، أن هذا التصريح يعكس على المستوى الأوروبي استمرار الانقسام داخل القارة بين معسكر متشدد يضم بريطانيا وبعض الدول الاسكندنافية يدعو لمجاراة النهج الأمريكي، ومعسكر أكثر حذرًا يريد الحفاظ على المصالح الاستراتيجية مع بكين ومنها ألمانيا وفرنسا.
ويعتقد "بايرام"، أن المشهد يشمل الآن تصعيدا تدريجيا إذ من المنتظر إجراء مناورات بحرية تقوم بها الصين وحرب إعلامية ودبلوماسية ردًّا على مناورات بين بريطانيا وشركائها في المحيط الهادئ، وسط أخبار عن أن القوات البحرية البريطانية تنوي نشر بعض الوحدات العسكرية في المحيط الهادئ في مناطق قريبة من بحر الصين الجنوبي.
وبين "بايرام" أن دخول قوة أوروبية مثل بريطانيا في بحر الصين الجنوبي على خط الأزمة سيؤدي إلى تغير في توازن القوى؛ إذ سيعزز الجبهة البحرية المواجهة لبكين ويضاعف الضغوط الاستراتيجية عليها، كما قد يدفع الصين إلى زيادة تمركزها في جزر سبراتلي وباراسيل، وإطلاق مناورة ردع أكبر لإثبات السيطرة على الممرات البحرية الحيوية التي تمر منها نسبة كبيرة من التجارة العالمية.
وأشار إلى أن ما خرج من وزير الدفاع البريطاني من تصريح ليس مجرد رسالة إعلامية بل هو جزء من تحضير سياسي للرأي العام في لندن وأوروبا والعالم لتقبل فكرة انخراط الناتو أو بعض أعضائه على الأقل، في صراع محتمل حول تايوان في المستقبل القريب؛ ما يعزز إندماج المسرحين الأوروبي والآسيوي في الحسابات الاستراتيجية الغربية ويزيد فرص المواجهة عبر طرق عدة غير مباشرة مع بكين على المدى المنظور، بحسب الخبير.
فيما يرى الخبير في العلاقات الدولية أحمد سعيد، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن لندن تلوح بالقتال في المحيط الهادئ وسط إشارات باصطفاف أوروبي أمريكي ضد الصين. قائلًا إن ما أعلنه "هيلي" بمنزلة تطور لافت يعكس تحولا في الموقف الأوروبي تجاه الصين، وهو خطوة اصطفاف واضح مع واشنطن التي لها التوجه ذاته بربط مباشر بين قضيتي تايوان ودعم بكين لموسكو في حرب أوكرانيا.
وبين سعيد أن تصريحات هيلي تحمل أبعادا استراتيجية أبرزها الإشارات التي أراد إرسالها بأن بريطانيا لم تعد تكتفي بدورها كحليف أطلسي في أوروبا، بل باتت شريكا نشطا في مسرح العمليات الآسيوي انسجاما مع التوجه الأمريكي الذي يربط الأمن الأوروبي والآسيوي ويضع التهديد الصيني في مرتبة موازية للتهديد الروسي.
وأشار إلى أن هذا الموقف ينظر إليه في الصين على أنه تهديد مباشر في الوقت الذي تعتبر فيه بكين جزيرة تايوان قضية سيادة وترفض أي تدخل خارجي وسط ترجيحات من عدة أوساط في الصين أنها لن ترد عسكريا، وإنما عبر تصعيد الخطاب الإعلامي أو فرض بعض القيود الاقتصادية الجديدة على بعض الشركات التي تتعاون مع تايوان ومنها البريطانية أو تكثيف التحركات العسكرية قرب الجزيرة.