logo
العالم

"تنجو بفعل الحظ".. المواقع النووية في أوكرانيا مهددة في أي لحظة

علماء داخل معهد خاركيف مركز الأبحاث النووية في أوكرانياالمصدر: نيويورك تايمز

تتصاعد المخاوف من كارثة نووية محتملة تهدد أوروبا وأجزاءً من آسيا، حيث تتعرض المنشآت النووية المنتشرة في جميع أنحاء أوكرانيا لخطر الضربات العسكرية، وأن نجاتها حتى الآن بفعل الحظ لا أكثر. 

ووفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن هذه المنشآت، التي تشمل مفاعلات أبحاث، ومحطات طاقة نووية، ومواقع تخزين الوقود المستنفد، تشكل قنبلة موقوتة في ظل استمرار الصراع، مما يثير قلق المجتمع الدولي.

أخبار ذات علاقة

 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون

لتعزيز ترسانتها النووية.. كوريا الشمالية تختبر محركا صاروخيا

 في مدينة خاركيف، على بعد 14 ميلاً فقط من خط المواجهة، يقع معهد خاركيف للفيزياء والتكنولوجيا، أحد أبرز مراكز الأبحاث النووية في أوكرانيا، إذ يضم المعهد جهازاً تجريبياً يُعرف باسم "مصدر النيوترون"، يحتوي على عشرات الأرطال من اليورانيوم المخصب، وهي كمية كافية لتلويث جزء كبير من المدينة في حال تسربها. 

وبحسب السلطات الأوكرانية، تعرَّض مبنى المختبر لأضرار بسبب القصف الروسي 74 مرة، مما يعكس هشاشة الوضع، إذ يقول أوليكساندر بيخون، نائب كبير المهندسين في المعهد: "إنه أمر مخيف، لكننا اعتدنا عليه". 

تكيّف قسري

وهذا التكيف القسري يعكس الواقع القاسي الذي يعيشه العاملون في هذه المنشآت، حيث تتركز الأنظار على محطة زابوريزهيا للطاقة النووية، أكبر محطة من نوعها في أوروبا، والتي تسيطر عليها القوات الروسية منذ بداية الحرب في العام 2022. 

لكن الخطر لا يقتصر عليها، إذ تمتلك أوكرانيا شبكة واسعة من المنشآت النووية، بما في ذلك موقع تشيرنوبيل، مسرح أسوأ كارثة نووية في التاريخ العام 1986. 

وفي فبراير/ شباط الماضي، أصابت طائرة بدون طيار روسية هيكل الاحتواء فوق مفاعل تشيرنوبيل رقم 4، مما تسبب في كسر الختم المحكم دون تسرب إشعاعي، لكن الحادث أثار مخاوف من تكرار كارثة مماثلة.

وتعرّضت محطة زابوريجيا لضربات متكررة، وفي 2023، تسبب انفجار سد نهري في استنزاف المصدر الرئيس لمياه تبريد مفاعلاتها الستة، مما أجبر المشغلين على الاعتماد على بركة تبريد احتياطية. 

كما يعتمد الموقع، الآن، على خطي نقل كهرباء، أحدهما يتعرض للانقطاع بشكل متكرر بسبب القتال، فيما هذه الحوادث تُظهر مدى هشاشة البنية التحتية النووية في ظل الحرب.

أخبار ذات علاقة

رؤساء روسيا والصين والهند

"ثلاثي الرعب النووي".. هل يشكل تحالف الصين وروسيا والهند تهديدًا لأمريكا؟

 من جهة أخرى، لم تسلم المنشآت الروسية من التداعيات، حيث تسبب حطام طائرة أوكرانية دون طيار في أضرار بمحطة محولات قرب محطة كورسك للطاقة النووية، مما أجبرها على تقليص إنتاجها. وهذه الحوادث المتبادلة تزيد من التوترات، وتؤكد أن الخطر النووي يهدد الطرفين.

ويتهم المسؤولون الأوكرانيون روسيا باستهداف المنشآت النووية عمدًا، معتبرين أن مثل هذه الهجمات تهدف إلى إثارة الذعر، وتلويث مساحات واسعة من أوروبا. 

ويُشار إلى أن توقيت بعض الهجمات، مثل غارة تشيرنوبيل قبل مؤتمر ميونيخ للأمن، يحمل رسائل سياسية من موسكو. وفي خاركيف، وجهت السلطات الأوكرانية اتهامات لخمسة ضباط روس باستهداف معهد الفيزياء، واصفة أفعالهم بـ"الإبادة البيئية"، حيث يمكن أن تتسبب إصابة مباشرة في تلوث منطقة يقطنها 640 ألف شخص.

النجاة بسبب الحظ

على الرغم من التزام معهد خاركيف بوقف استخدام اليورانيوم القابل لصنع الأسلحة العام 2010، إلا أنه لا يزال يحتفظ بمواد شديدة الخطورة، مثل اليورانيوم المخصب في مصدر النيوترون، والذي يُعد أكثر إشعاعاً من الوقود المستخدم في محطات الطاقة. 

والجهاز نفسه، المكوّن من نواة مدرعة ومسرّع جسيمات، لم يُصمم لتحمل هجمات عسكرية مباشرة، مما يجعله عرضة للخطر. ورغم التحديات، يواصل العلماء في المعهد أبحاثهم، حتى تحت القصف اليومي، يقول ميكولا أزارينكوف، القائم بأعمال مدير المعهد: "لقد ضربونا، ونقوم ونعود إلى العمل". 

ويحذّر الخبراء من أن استمرار الحرب يزيد من مخاطر وقوع كارثة نووية، إذ يقول برونو شاريرون، المستشار العلمي للجنة البحوث المستقلة والمعلومات حول الإشعاع: "نحن محظوظون لأنه لم يقع أي حادث نووي حتى الآن"، متسائلاً: "لكن إلى متى سيستمر هذا الحظ؟".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC