قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
يرى خبراء أن الهجوم الروسي الواسع على العاصمة الأوكرانية كييف يمثل منعطفًا خطيرًا في الصراع، فقد انتقلت موسكو من ردود الفعل المحدودة إلى عمليات عسكرية شاملة تستهدف البنى التحتية الحيوية.
وحذر الخبراء من أن هذا التصعيد قد يكون مقدمة لمرحلة جديدة أكثر قوة، تهدف إلى إجبار أوكرانيا وحلفائها الغربيين على قبول الشروط الروسية.
وأشاروا إلى أن الهجمات الروسية الأخيرة جاءت رداً مباشراً على استهداف أوكرانيا لمنشآت استراتيجية داخل الأراضي الروسية، بما في ذلك قاذفات قادرة على حمل أسلحة نووية.
ويرى مراقبون أن موسكو قد تلجأ لخيارات أكثر تطرفاً، بما في ذلك احتمال استخدام أسلحة تكتيكية متطورة، إذا استمرت الهجمات الأوكرانية على عمقها الإقليمي.
حول هذا الموضوع، قال الدبلوماسي الروسي السابق، فيتشسلاف ماتوزوف، إن الرد يكمن في استراتيجية العمليات العسكرية المستقبلية، إذ لا يكمن الرد في عملية ما، بل في تغيير الخطط العسكرية النشطة.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن كثيرين يتكلمون اليوم عن كيفية شكل الرد الروسي على مغامرات الاستخبارات والقوات العسكرية الأوكرانية في الأراضي الروسية، فالرد حتماً غير تقليدي بمعنى "العين بالعين والسن بالسن"، بحسب تعبيره.
وأوضح أن الرد المتمثل في تغيير الاستراتيجية الروسية فيما يتعلق باحتلال أراض أو السيطرة على الثروات الطبيعية لأوكرانيا مستبعد، مبينا أن "روسيا كانت على استعداد لاحترام الحدود الرسمية لأوكرانيا (حدود العام 1991) بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وكانت موافقة على نشاط السلطات الأوكرانية".
وأشار إلى أن كل هذا كان ممكنا بشرط ألا تتحول أوكرانيا إلى دولة معادية لروسيا تشكل تهديداً لأمنها القومي، فقضية الأمن القومي الروسي هي من أولويات اهتمام القيادة الروسية، وهذا يعني أن القيادة الروسية ستأخذ كل التدابير اللازمة لضمان أمنها.
وبيّن أن هذه النقطة هي المهمة لروسيا ولا يهمها المواقف السياسية ووجهات النظر الأخرى للدول الغربية وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة، وستعمل روسيا على تأمين أمنها القومي بأقل التكاليف السياسية والاستخباراتية والنفسية، لكن لن تتوقف أو تتحفظ على ما يخدم ذلك من خلال بنك الأهداف الذي تحدده.
وذكر أن روسيا ستقضي على كل المخاطر التي تهدد أمنها القومي في أوكرانيا التي أصبحت عدواً رئيساً لروسيا بعد انتشار حلف الناتو في شرقي أوروبا ودول البلطيق، وهذا هو الأساس للنشاط العسكري الروسي.
بينما اعتبر الخبير العسكري الاستراتيجي، سيرغي شاشكوف، أن استمرار المعارك العسكرية ليس سهلاً على الطرفين الروسي والأوكراني، وله تبعاته ومخاطره، خاصة أن الرد الأوكراني بالأمس جاء فقط على شكل إطلاق عشرات المسيرات في مناطق بيلغورود وأوريول وتولا وكورسك وريازان وتامبوف وجمهورية القرم ومنطقة موسكو، ومناطق كالوغا وساراتوف وبريانسك وروستوف وفورونيج.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن قوات الدفاع الجوي اعترضت 174 طائرة مسيرة أوكرانية فوق المناطق الروسية خلال الليل، ما يعني أن المعركة قوية وشديدة ويجب عدم الاستهانة بالدعم المقدم لأوكرانيا لمقارعة روسيا في هذه الحرب.
وأشار إلى أن "روسيا تسلك مسارا غريبا للغاية، فالشارع الروسي اليوم يطالب بحل القضية بالقوة وبأسرع ما يمكن، والإدارة السياسية تمارس نهج الحوار مع الإرهاب، لذا تستقبل روسيا ضربات قاسية يومياً ولا نور في النفق"، بحسب قوله.
من جانبه قال، مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث والدراسات آصف ملحم إن أوكرانيا استهدفت مطارات تضم قاذفات روسية استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية. هذه القاذفات وفق معاهدة "ستارت 2" يجب أن تبقى في العراء وليس في مخازن الطائرات (الهنغارات).
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن الجنرال مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس ترامب في ولايته الأولى، قال، في تعليقه على ضربة أوكرانيا، إن أي شخص يملك مسيرات رخيصة وشاحنة ومتفجرات وبعض المعرفة الفنية والتقنية بمجال الإلكترونيات والبرمجة يستطيع تحميل هذه المتفجرات وإطلاقها على هذه القاذفات الاستراتيجية الأمريكية غالية الثمن.
وأوضح أن فلين قال أيضاً إن ما قامت به أوكرانيا هو إهانة جيو استراتيجية للولايات المتحدة لأن كييف لم تخطرها بهذا الهجوم، لذا الأوضاع الآن تمر بمرحلة بمنتهى الخطورة، وقد ردت روسيا بعنف على أوكرانيا، ومن بين الأهداف السكك الحديدية ومحطات القطارات.
وأشار إلى أن الليلة السابقة كانت بداية الرد وسيستمر الرد من أسبوع إلى عشرة أيام، والسؤال هنا، هل ستقوم أوكرانيا بخطوة تصعيدية مشابهة لما قامت به سابقاً؟ إذا فعلت ذلك، هذه المرحلة ستقود إلى تصعيد أكبر من قبل روسيا، وقد تذهب روسيا فيها إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا، وفق قوله.
وتابع قائلاً "إما أن يؤدي هذا الوضع إلى اقتناع الأطراف الغربية التي تدعم أوكرانيا بضرورة الوصول إلى حل سلمي معين، وإما أن التصعيد الكبير سيكون عنوان المرحلة القادمة، كما أن روسيا معنية بإيجاد حل يعالج جذور المشكلة وفق شروطها، لكن وفق التقديرات أن الدول الغربية لن تخضع".
ولفت إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين وصفا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الإرهابي" لذا الأوضاع تشير إلى أننا أمام تصعيد حقيقي للغاية، لذا اتصل ترامب مباشرة بالرئيس بوتين لأنه متأكد أن ما قامت به أوكرانيا هو عمل إرهابي.
وختم بقوله إن "المرحلة خطيرة فإما أن تنزلق الأمور إلى حرب شاملة وتصبح المفاوضات من الماضي، وإما أن يقتنع كل طرف وتحديداً الأطراف الغربية بأنه لا بد من حل جذور المشكلة كما تريد روسيا".