ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"

logo
العالم

باستمرار التصعيد في أوكرانيا.. هل يقطع بوتين "الجسر الذهبي" مع ترامب؟

باستمرار التصعيد في أوكرانيا.. هل يقطع بوتين "الجسر الذهبي" مع ترامب؟
ترامب وبوتينالمصدر: رويترز-أرشيفية
30 مايو 2025، 3:14 م

بين تهديدات علنية ورسائل مشفرة، يبدو أن "خيوط الصبر" على موسكو بدأت تنقطع في واشنطن، بشأن جهود إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

أخبار ذات علاقة

بوتين وترامب

هل يضحّي بوتين بجزيرة القرم لتفادي غضب ترامب؟

 الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لطالما تفاخر بقدرته على كبح جماح الكرملين، وجه إنذارًا ناريًا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محذرًا إياه من أنه يوشك على تدمير "الجسر الذهبي" الذي مده لإنهاء الحرب.

وفي تصريح حاد اللهجة، حذر ترامب بوتين من أن صبره بدأ ينفد، قائلا إن بوتين "يلعب بالنار برفضه الانخراط في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب في أوكرانيا".

جاءت هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه الضغط داخل الولايات المتحدة لدفع البيت الأبيض نحو خطوات أكثر صرامة ضد موسكو، مع استمرار التصعيد العسكري الروسي على الجبهة الأوكرانية.

ورغم نبرة التهديد، أكد مسؤولون أمريكيون أن ترامب لم يتخذ بعد قرارًا نهائيًا بشأن طبيعة الرد، وهو ما يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات محتملة في الأسابيع المقبلة.

مصدر في الإدارة الأمريكية صرح لصحيفة "بوليتيكو" بأن الرئيس الروسي يقترب بشكل خطير من تدمير الجسر الذهبي الذي مده ترامب أمامه.

في ظل هذا المشهد المضطرب، يبدو أن العلاقات بين ترامب وبوتين تتجه إلى نقطة حرجة، وأن الجسر الذهبي، الذي صممه ترامب على أمل تسوية سياسية تنهي النزاع في أوكرانيا، يوشك على الانهيار بفعل التصعيد الروسي المتواصل.

تقارب جزئي

عن العلاقة بين واشنطن وموسكو قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور عمار قناة، إن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي لا يمكن اعتبارها جزءاً من "جسور" التواصل التي بدأت تتشكل بين البلدين.

وأوضح قناة، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ما نشهده هو مجرد تقارب جزئي في العلاقات الروسية-الأمريكية، مشددًا على أن ترامب هو الطرف المعني مباشرة بهذا المسار.

وأضاف أن المعادلة الدولية طرأت عليها متغيرات جديدة، في مقدمتها التعنت الأوروبي، حيث نشهد محاولات أوروبية متكررة للتصعيد العسكري ودعم أوكرانيا مجددًا، وكان آخرها السماح باستخدام الأسلحة والصواريخ بعيدة المدى.

وتابع بالقول: "ما نراه حاليًا يندرج ضمن الإطار الإعلامي، فهو مجرد تصريحات إعلامية لم تؤثر فعليًا في مجمل العلاقات التي بدأت بالتشكل، والهدف الأساسي منها هو إعادة التوازن، وهو توازن يصب في مصلحة الولايات المتحدة أكثر من مصلحة روسيا".

وأشار قناة إلى أن الجسر الوحيد الذي قد يُمكّن ترامب من الخروج من عبء الأزمة الأوكرانية هو تفادي التصعيد، لا سيما أنه مقبل على صراعات تجارية واقتصادية جزئية مع الاتحاد الأوروبي.

حفظ ماء الوجه

ومن جهته، قال المحلل السياسي الخبير في الشأن الأمريكي، الدكتور توفيق حميد، إن بوتين يقترب فعلاً من حرق "الجسر الذهبي"، لافتا إلى الهامش السياسي الذي أتاحه له الرئيس ترامب لحل الأزمة الأوكرانية بوسائل تفاوضية تحفظ ماء وجه الطرفين.

وأوضح حميد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ترامب يسعى لإنهاء الأزمة الأوكرانية بطريقة تُعيد له صورته القوية أمام المجتمعين الأمريكي والدولي، ما يعزز مكانته داخل الحزب الجمهوري مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.

وأشار إلى أن بوتين يتبع نهجًا تقليديًا في السياسة الروسية، يقوم على تحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل أي مفاوضات، فإذا شعر أنه في موقع القوة، فإنه يسعى لاستخلاص أكبر عدد ممكن من التنازلات، أما إذا اضطر إلى التراجع، فسيبدو وكأنه قدّم تنازلات كبيرة لصالح ترامب، وهو تكتيك محسوب يواجهه ترامب بالضغط السياسي والإعلامي.

وأكد أن استمرار بوتين في هذا النهج دون التوصل إلى تسوية يُعد مخاطرة بحرق "الجسر الذهبي" الذي أتاحه له ترامب، لا سيما بعد سيطرة موسكو على ما يقارب 20% من الأراضي الأوكرانية، وهو ما يُعد نصرًا جزئيًا في المعركة، وأن إهدار هذه الفرصة سيكون خطأ استراتيجيًا كبيرًا.

أخبار ذات علاقة

فلاديمير بوتين ودونالد ترامب

الكرملين يرد على ترامب: المصلحة الوطنية هي الأهم لبوتين

ورأى المحلل السياسي أن المرحلة المقبلة ستشهد توازنًا دقيقًا بين التصعيد والتهدئة، إذ يسعى كل من ترامب وبوتين إلى استثمار الملف الأوكراني لتحقيق مكاسب داخلية، خاصة أن ترامب يريد الظهور بمظهر الزعيم القادر على إنهاء الحروب، ويخشى بوتين أن يؤدي أي تراجع غير محسوب إلى إضعاف موقفه داخليًا.

وتابع: "مصير الجسر الذهبي سيكون مرهونًا ليس فقط بطبيعة التفاهم بين الطرفين، بل أيضًا بقدرتهما على توظيف الموقف بما يخدم طموحاتهما السياسية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC