قالت إسرائيل، اليوم السبت، إنها اغتالت "أكبر مسؤول في الحرس الثوري الإيراني" وهو محمد سعيد إيزادي، في شقته بقُم جنوبي طهران يوم أمس الجمعة، مع دخول الحرب أسبوعها الثاني.
وإيزادي، هو قائد "فرع فلسطين" ضمن فيلق القدس التابع للحرس الثوري، واتهمه وزير الدفاع الإسرائيلي أثناء الإعلان عن مقتله بأنه كان على صلة مع حركتي حماس والجهاد وكان يمولهما لتنفيذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الثاني 2023.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية في فبراير/شباط الماضي ذكرت أن إيزادي "محكوم عليه بالموت لا محالة"، وربّما كانت هدنة غير معلنة مع طهران قد منعت تصفيته رغم إعلان القناة 14 سابقاً أنه قد تم تحديد مكانه.
بعد أسبوع من اندلاع الحرب، فقد كان إيزادي من أبرز قائمة المطلوبين لإسرائيل التي اغتالت في سبعة أيام نحو 30 قائداً عسكرياً إيرانياً كبيراً.
ومنذ أشهر صعّدت إسرائيل من جهودها لاستهداف إيزادي بعد ضبط وثائق في غزة ولبنان كشفت عن "الفرع الفلسطيني لفيلق القدس". ففي فبراير/شباط الماضي، ذكرت صحيفة "معاريف" أنه كان متورطاً في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر وتهريب الأسلحة، وتعزيز العلاقات بين التنظيمات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط.
وفي تقرير حمل "الرجل الذي ربط بين إيران وحماس.. الهدف التالي للمخابرات الإسرائيلية"، قالت "معاريف" إن إيزادي يعد "أحد أكثر الأهداف متابعة من قبل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي".
وزعمت إسرائيل أن قائد حركة حماس السابق، يحيى السنوار، قد طلب في رسالة سرية إلى الحرس الثوري الإيراني في يونيو (حزيران) 2021 تحويل مبلغ 500 مليون دولار لـ"تدمير دولة إسرائيل"، تُدفع على دفعات شهرية بعشرين مليون دولار على مدى عامين.
وبحسب "معاريف"، فإن إيزادي، الذي كان يرأس "القسم الفلسطيني" في الحرس الثوري الإيراني، قبِل الطلب، وردّ على السنوار بأن "إيران رغم وضعها الاقتصادي الصعب ومعاناة الشعب الإيراني، ستواصل ضخّ الأموال إلى حماس، لأن النضال ضد إسرائيل والولايات المتحدة هو الأولوية القصوى للنظام الإيراني".
وإضافة إلى دوره في تهريب الأسلحة وتوفير التمويل وتدريب التنظيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتعزيز التعاون والتنسيق بين التنظيمات الفلسطينية وتنظيم "حزب الله" اللبناني، كان إيزادي على صلة وثيقة بنظام بشار الأسد في سوريا.
وتقول "معاريف" إن إيزادي كان له دور "بارز" في هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس وفصائل أخرى على جنوبي إسرائيل، إذ "اضطلع في التحضيرات والتنسيق بين عناصر المحور استعداداً للهجوم".
وذكرت بأنه مع انتهاء عملية "سيف القدس" أو "حارس الأسوار" في مايو (أيار) 2021، بدأت الأطراف الاستعدادات لـ"الحملة الكبرى" التي ستؤدي إلى "هزيمة إسرائيل".