غادر إيرانيون العاصمة طهران المكتظة بالسكان خلال الأيام القيلة الماضية، خشية توسّع دائرة الصراع مع إسرائيل، في وقت تسلك فيه السفارات الأجنبية نهجًا حذرًا يتّسم بتعليق بعض الخدمات، والتحذير من التنقّل غير الضروري.
وتظهر هذه الإجراءات تغيرًا ملحوظًا في المشهد الدبلوماسي داخل طهران، حيث تُرسل رسائل ضمنية إلى الأطراف الإقليمية والدولية، تتعلّق بمستوى التأهّب واحتمال تطوّر النزاع.
وكشف تقرير لموقع "رويداد 24" الإخباري الإيراني الرسمي، أنه "رغم أن هذه السفارات لم تصدر بيانات رسمية بإغلاق مقارّها، إلا أن ما يجري فعلياً يعكس تقييماً أمنياً جديداً يُراعي مؤشرات عدم الاستقرار".
ومن أبرز هذه الإجراءات تقليص الأنشطة الثقافية والعامة، وتحذير الرعايا من التحركات غير الضرورية، كما فعلت سفارتا الهند والصين، اللتان عبرتا عن قلقهما إزاء الوضع "المعقد والخطير" في إيران.
وأضاف التقرير أن "السفارات الأوروبية، من بينها ألمانيا، هولندا، إيطاليا، سويسرا، وإسبانيا، أوقفت العديد من خدماتها العامة مؤقتًا، وأبقت عدداً محدوداً من موظفيها للحالات الطارئة".
أما الولايات المتحدة، فقد خفّضت وجودها الدبلوماسي في العراق، الكويت، والبحرين، وأغلقت قنصلياتها مؤقتاً في بغداد وأربيل، كما أُعلن عن إغلاق السفارة الأمريكية في القدس وبعض أقسامها في تل أبيب يوم 17 يونيو، في خطوة قالت واشنطن إنها تأتي "لضمان أمن الموظفين".
وأعلنت البرتغال، اليوم الثلاثاء، إغلاق سفارتها في طهران مؤقتا أمام "خطورة الوضع الراهن".
واعتبر التقرير الإيراني أن هذه التحركات تحمل دلالات كبيرة، إذ تشير إلى تغيّر في النظرة الدولية للأوضاع الأمنية في طهران، وتُرسل رسائل ضمنية إلى الأطراف الإقليمية والدولية، تتعلّق بمستوى التأهّب واحتمال تطوّر النزاع.
وقال: "كما أن هذه الإجراءات تعكس، من ناحية أخرى، تآكلاً تدريجياً في الثقة بالاستقرار الأمني، حتى وإن لم تُترجم إلى إخلاء رسمي".
وأضاف: "سواء تعلق الأمر بتقييمات أمنية أو رسائل سياسية، فإن السلوك الدبلوماسي الحالي يُنذر بمرحلة حساسة في مستقبل العلاقات بين إيران والعالم".