logo
العالم

قوة ردع وإسناد.. ترامب يقترح "جيش مقاولين" لحماية أوكرانيا

قوة ردع وإسناد.. ترامب يقترح "جيش مقاولين" لحماية أوكرانيا
قوة أوروبيةالمصدر: الإنترنت
30 أغسطس 2025، 2:54 م

كشفت مصادر دبلوماسية غربية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُجري محادثات مع الحلفاء الأوروبيين لإمكانية نشر شركاتٍ عسكرية خاصة أمريكية في أوكرانيا، كجزء من خطة سلام طويلة الأمد.

وبحسب تقريرٍ حصري نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، فإن هذه الخطوة تأتي كحلٍّ مؤقت بعد تأكيد ترامب على عدم نشر قوات أمريكية نظامية، لكنها تمنح واشنطن "وجودًا على الأرض" من خلال المقاولين لضمان حماية مصالحها، وبما في ذلك الشركات الأمريكية.

ووفقًا للتقارير، سيُشارك المقاولون الأمريكيون في إعادة بناء التحصينات على الخطوط الأمامية، وإنشاء قواعد جديدة، وتدريب القوات الأوكرانية، والهدف من هذا الوجود هو تعزيز الردع ضد روسيا، وخلق عامل قوة يمنع أيّ خرقٍ محتمل لوقف إطلاق النار، وقد أشار مسؤولون إلى أن وجود الجنود الأمريكيين الخاصين سيُؤكِّد الالتزام الأمريكي بالخطة، ويزيد تأثير الردع.

وجاء في السياق أن هذا المخطط يتضمَّن تعزيز القوات الأوكرانية على الحدود، وإعادة تسليحها بصواريخ وأنظمة دفاع جوي أمريكية، مثل: "هيرماس" و"باتريوت"، بتمويل ودعم من الحلفاء الأوروبيين، وبالإضافة إلى ذلك، ستوفر القوات الأوروبية التدريب العسكري للأوكرانيين، بينما يبقى الدعم الأمريكي لوجستيًا واستخباراتيًا لضمان قدرة القوات الأوروبية على تطبيق أي اتفاقيات أمنية.

أخبار ذات علاقة

ترامب والرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ

واشنطن "تبيع الأمان".. ترامب يفاوض على أراضٍ في قلب كوريا الجنوبية

 وبحسب التقرير، فإن الخطة تشمل أيضًا إنشاء "قوة طمأنة" أوروبية تُنشر في عمق أوكرانيا، لتكون خطًا ثالثًا للدفاع في حال حدوث غزو روسي جديد، وتشمل هذه القوة مزيجًا من قوات بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وبلجيكا، ودول البلطيق، والشمال الأوروبي، مع التزامٍ أمريكي بتوفير الدعم اللوجستي، والمعدات العسكرية.

وفيما يخص الجو، تدرس الدول الأوروبية فرض منطقة حظرٍ جوي للسماح لأوكرانيا بإعادة فتح طرق الطيران التجاري غرب أوكرانيا بثقة؛ ما يُسهم في إعادة الحياة الاقتصادية، وتسهيل عودة اللاجئين، أما في البحر الأسود، فقد اقترحت تركيا قيادة مهمةٍ بحرية لضمان أمن طرق الشحن، وتأمين الملاحة، مع مشاركة بلغاريا ورومانيا، بالإضافة إلى إزالة الألغام البحرية.

أخبار ذات علاقة

ترامب

ترامب يجر قدمه.. هل يخفي الرئيس الأمريكي خللاً صحياً؟

 وفي صعيدٍ ذي صلة، سيتم الربط بين نشر المقاولين العسكريين، وسبل تأمين مصالح اقتصادية، خاصة بعد توقيع صفقة مشتركة بين واشنطن وكييف لاستخراج المعادن النادرة، وهو ما يوفر عنصرًا إضافيًا من الحوافز الاقتصادية لوجود أمريكي محدود على الأرض دون الحاجة إلى نشر قوات نظامية.

كما أكدت المصادر أن أيَّ نشرٍ أوروبي يعتمد بشكلٍ كبير على الدعم الأمريكي، بما يشمل توافر الطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الصاروخي في بولندا أو رومانيا، لضمان ردة فعل سريعة في حال حدوث أي عدوان روسي. 

وبحسب المسؤولين، فإن هذه الضمانات الأمريكية تزيد مصداقية أي عملية نشر أوروبية، وتجعلها أكثر فاعلية من حيث الردع.

كما يتضمن الدعم الأمريكي المستمر عرض تكنولوجيا متقدمة، بما في ذلك أنظمة المراقبة والاستخبارات؛ لضمان مراقبة أي خروقات لوقف إطلاق النار، وأشارت المصادر إلى أن هناك تفويضًا أمريكيًا مسبقًا لمبيعات صواريخ كروز طويلة المدى لدعم القدرات الدفاعية الأوكرانية، إضافة إلى توفير برامج التخطيط للمهام والدعم الفني والصيانة.

وفيما يتعلَّق بالقيادة والسيطرة، ناقش المسؤولون إمكانية تعيين قائدٍ عسكري أمريكي للإشراف على جميع عناصر النشر ضمن خطة السلام، مع اقتراح القائد الأعلى للناتو، الجنرال أليكسوس غرينكويتش، لتولّي هذه المهمة، إذا حصلت الفكرة على الضوء الأخضر من ترامب، ويُنظر إلى ذلك على أنه علامة على التزام واشنطن الكامل بدعم الضمانات الأمنية الأوروبية لأوكرانيا.

أخيرًا، تؤكد المصادر أن أي خطة نشرٍ ستظلُّ محددةً زمنيًا، من 5-10 سنوات، أو إلى أن تُصبح القوات الأوكرانية قادرة على الدفاع عن نفسها بشكل مستقل، ورغم هذا الالتزام، يبقى الشكُّ قائمًا بشأن مدى التزام روسيا بوقف إطلاق النار؛ إذ أعرب الكرملين عن أن الضمانات الغربية "أُحادية الجانب" و"منحازة" و"مصممة لاحتواء روسيا"؛ ما يزيد مستوى الحذر لدى الدول الأوروبية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC