logo
العالم

لمواجهة "الإرهاب.. "إيكواس" وتحالف الساحل يسعيان لإنهاء الانقسام

جماعة متطرفة في أفريقيا

تسبّب الانقسام بين التكتل الإقليمي لغرب أفريقيا "إيكواس" وتحالف دول الساحل في إضعاف التعاون الأمني، وهو ما يصب في مصلحة الجماعات المتطرفة التي تتجاهل الحدود وتُسرّع من انتشارها باتجاه خليج غينيا.

ولم يُبدِ قادة مالي وبوركينا فاسو والنيجر رغبة في استئناف التعاون مع نظرائهم في "إيكواس"، لكنهم أعربوا عن موافقتهم على نتائج المناقشات التي جرت في مايو 2025 بين الكونفدرالية والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

أخبار ذات علاقة

اجتماع لـ"إيكواس" في المقر الرئيسي بـ"أبوجا" نيجيريا.

انسحاب دول الساحل الأفريقي من "إيكواس".. قرار سيادي أم "هدية" للمتطرفين؟

وأكد بيان وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب صحة الأنباء عن قبول المفاوضات. وأعرب رؤساء مالي أسيمي غويتا وبوركينافاسو إبراهيم تراوري والنيجر عبد الرحمن تياني عن استعدادهم لمواصلة الحوار مع "إيكواس" بروح من الثقة والاحترام المتبادل.

ويرغب الجانبان في تركيز المناقشات على القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، إضافة إلى حرية التنقل والتعاون الإقليمي. وهو ما يطرح تساؤلات إن كان انتشار التطرف سينهي "الحرب الباردة" بين التحالفين، خاصة وأن الطرفين أقرّا بالحاجة الملحة لتعزيز مكافحة الإرهاب.

ويشير الناشط السياسي والاجتماعي محمد البشير حسن صالح، إلى تصنيف منطقة الساحل وغرب أفريقيا كأكثر المناطق هشاشةً في العالم من حيث الأمن والحوكمة، ومع تراجع حضور الدولة وتدهور الاقتصاد، برزت عدة ظواهر أعادت تشكيل مشهد الصراع وأوجدت أنماطًا جديدة من السلطة والشرعية المحلية.

وذكر الباحث في حديث لـ"إرم نيوز"، أن حالة الفراغ الحكومي والانهيار التدريجي لمؤسسات الدولة في أجزاء واسعة من الساحل نتيجة ضعف الحكومات المركزية وامتداد مساحات جغرافية شاسعة يصعب السيطرة عليها ما خلق فراغًا أمنيًا وإداريًا جذب فاعلين جددًا إلى الساحة، منهم جماعات متشددة مثل "بوكو حرام" وتنظيم داعش في غرب أفريقيا، إلى جانب جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية للقاعدة.  

هذا الفراغ سمح لهؤلاء الفاعلين ببناء اقتصاد موازٍ يعتمد على الأنشطة غير المشروعة لتأمين الموارد وتمويل الصراع وكسب الولاء المحلي. كما تحوّل "الخطف مقابل الفدية" إلى أحد أكثر مصادر التمويل استدامة للجماعات المسلحة، وفق الباحث السنغالي.

وفي الوقت الذي لا يزال فيه غرب أفريقيا يواجه أزمات أمنية متفاقمة من الانتشار المستمر للعنف عبر منطقة الساحل وصولاً إلى المناطق الشمالية، بات ضروريًا على مجموعة "إيكواس" التدخل.

ومع تعرض أمن المنطقة بأكملها للخطر الآن، تُمارس ضغوط على الحكومات لتنحية خلافاتها جانباً وتشكيل استجابة منسقة للتهديد الإرهابي المتطور بشكل متزايد.

وبلغت الأزمات مستويات غير مسبوقة في أوائل سبتمبر، عندما فرض مقاتلو جماعة نصرة الإسلام حصارًا على طرق إمداد الوقود الرئيسية إلى باماكو، عاصمة مالي. ومن خلال هجمات متكررة على المركبات التي تنقل الوقود إلى الدولة غير الساحلية، كاد المسلحون أن يخنقوا الاقتصاد المالي وزعزعوا استقرار مناطقها الجنوبية والغربية التي كانت سابقًا بمنأى نسبيًا عن هذه الهجمات.

وتعرضت توغو وبنين لهجمات عنيفة مباشرة متكررة، أيضًا، أما في نيجيريا، فقد تفاقم التهديد المستمر منذ فترة طويلة من جماعة بوكو حرام وتنظيم داعش في الشمال الشرقي، بسبب تصاعد نشاط قطاع الطرق العنيفة والنشاط المسلح في الشمال الغربي، مع صعوبة بالغة في السيطرة على الوضع.

أخبار ذات علاقة

قوات الجيش بعد محاولة انقلاب في بنين

هل تستعيد "إيكواس" نفوذها بعد درس بنين؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC