logo
العالم

مناجم الذهب "في خطر".. أزمة الوقود تهدد صناعة التعدين في مالي

مادة الذهب الخامالمصدر: رويترز

تواجه صناعة التعدين في مالي، ولا سيما مناجم الذهب التي تُشكّل عماد الاقتصاد الوطني، خطر "الشلل" بسبب النقص الحاد في الوقود الناتج عن الحصار الذي يفرضه المتطرفون على طرق الإمداد.

وبحسب مجلة "جون أفريك"، يهدد هذا الوضع استمرارية العمليات في مواقع استراتيجية مثل منجم ساديولا، ويكشف هشاشة الاقتصاد المالي أمام الأزمات الأمنية واللوجستية المتفاقمة.

أخبار ذات علاقة

مسلحون من الطوارق في مالي

مصدر: المسيرات أداة فعالة بيد الطوارق لـ"إضعاف" الجيش المالي

ووفق تقرير نشرته المجلة الفرنسية، فإن منجم الذهب في ساديولا بمنطقة كايس، الذي تستغله بنسبة 80% شركة (Allied Gold) الكندية و20% الدولة عبر شركة (Semos)، يُعد مثالًا واضحًا على التأثير المباشر لنقص الوقود.

ويُعد الوقود ضروريًا لتشغيل المعدات الثقيلة والمولدات الكهربائية، المستخدمة في استخراج وتكرير الذهب.

ويؤكد خبراء القطاع، أن "استمرار النقص لفترة طويلة قد يعطل الإنتاج، ويؤدي إلى توترات محلية بين السكان والشركات التعدينية، في ظل احتمال لجوء بعض المواطنين إلى الحصول على الوقود بطرق غير قانونية".

بدورها، منعت القوات المسلحة المالية (FAMa) مطلع أكتوبر/تشرين الأول، مؤقتًا وصول نحو 60 صهريجًا إلى منجم ساديولا دون توضيح الأسباب الرسمية.

ووصلت القوافل في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول، لكن الحادثة أثارت تساؤلات حول قدرة الدولة على حماية قوافل الوقود في ظل الحصار الذي تفرضه جماعة "نصرة الإسلام" (JNIM) وارتفاع المخاطر الأمنية.

وتشهد الطرق المؤدية إلى المناجم هجمات متكررة، ففي 22 أغسطس/آب تعرض منجم الليثيوم في بوجوني، الذي تديره الشركة البريطانية (Kodal Minerals)، لهجوم من مسلحين على دراجات نارية، وفق الأسلوب الشائع لدى الجماعات المتشددة، ما يعكس هشاشة القطاع في مواجهة تهديدات أمنية مستمرة.

ويؤكد تقرير المجلة الفرنسية، أن قطاع التعدين يظل محوريًا للاقتصاد المالي، إذ شكّل في عام 2023 نحو 6.3% من الناتج المحلي الإجمالي، و21% من الإيرادات الضريبية، و82% من الصادرات.

أخبار ذات علاقة

عاصيمي غويتا (يمين)

بعد "زيارة غامضة".. معركة مالي والمتمردين تعبر الحدود

ومع استمرار تأخر وصول الوقود وتصاعد المخاطر الأمنية، قد تتأثر توقعات الإنتاج لعام 2025، خصوصًا على محاور RN1 وRN3 وRN7، حيث تفرض جماعة "نصرة الإسلام" (JNIM) حصارًا متكررًا على القوافل، ويشتعل النزاع أحيانًا بحرق المركبات التجارية.

كما تواجه بعض الشركات الأجنبية تحديات إضافية، إذ أدى النزاع بين الحكومة المالية وبعض شركات التعدين، أبرزها (Barrick Gold)، إلى تراجع الإنتاج الصناعي من الذهب بنسبة 32% حتى نهاية أغسطس/آب 2025، متأثرًا بتوقف جزئي لمنجم (Loulo-Gounkoto) في منطقة كايس.

وشدد التقرير على أن مناجم مثل ساديولا تظل ذات أهمية استراتيجية، إذ تضم احتياطيات مثبتة من الذهب تبلغ 217.5 طن، وقد أنتجت 6 أطنان في عام 2024.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC