رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
قال مصدر سياسي من "جبهة تحرير أزواد"، التي تضمّ مجموعات الطوارق في شمال مالي، إن الجبهة "نوعت أخيرا في أساليب وأدوات قتالها ضد الجيش المالي، من خلال الطائرات المسيرة التي أصبحت وسيلة فعالة في مواجهة الجيش والمرتزقة الروس".
وأضاف المصدر لـ"إرم نيوز"، طالبًا عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع، أن "قواتنا نجحت طيلة الأشهر الماضية في تكبيد أعدائنا خسائر فادحة، ولم يستطع الجيش وحلفاؤه التقدم ولو قيد أنملة نحو الشمال ونحن مصمّمون على الاستمرار في الدفاع عن مواقعنا وعن مطالبنا المشروعة بالاستقلال".
تأتي هذه التطورات في وقت تتهم فيه مالي والنيجر وبوركينا فاسو أوكرانيا بتزويد الطوارق وبقية الجماعات المسلحة، التي تشن هجمات مميتة، بطائرات مسيرة وأسلحة أخرى في سياق المواجهة مع موسكو.
وكان رئيس الوزراء المالي، الجنرال عبد الله مايغا، قد قال أمام الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي: "مهما بدا الأمر بعيدًا، فإن الحرب في أوكرانيا والإرهاب في الساحل مرتبطان".
واتهم مايغا الحكومة الأوكرانية بدعم "الإرهابيين"، مؤكدًا أن "النظام الأوكراني أصبح أحد أبرز مزوّدي الجماعات الإرهابية في العالم بمسيّرات انتحارية".
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو،: "سواء دعمت أوكرانيا الطوارق في شمال مالي أم لا، فإن هذه الجماعات باتت تملك أدوات عسكرية وتقنيات متطورة مثل المسيرات والطائرات الأخرى القادرة على ضرب أهداف بدقة، ما يجعل الوضع خطيرًا في منطقة الساحل الأفريقي".
وتابع ديالو في تصريح خاص لـ"إرم نيوز": "المعضلة تكمن في أن سقوط مثل هذه الأسلحة بيد جماعات متمردة يعني أن الفوضى باتت أقرب من السلم، لا سيما أنها قد تشن هجمات خارج الحدود، لذلك أعتقد أن هذا التطور يغذي استمرار العنف في مالي".
وشدد على أن "هذا أيضًا يعني أن الجيش المالي دخل مرحلة من الاستنزاف مع الانفصاليين الطوارق، وموازين القوى حاليًا ليست في صالحه".
في الآونة الأخيرة، تزايدت هجمات الانفصاليين الطوارق والجماعات المسلحة التي تسعى إلى إضعاف الجيش المالي، في خطوات يحذر مراقبون من تداعياتها على الأمن الإقليمي.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا إن "بصمة أوكرانيا واضحة في الواقع في الصراع في مالي، حيث أقر المتحدث باسم المتمردين محمد المولود رمضان بتلقي عدد من قواتهم تدريبات في كييف على كيفية استخدام الطائرات المسيرة وغيرها".
وأوضح كايتا في تصريح خاص لـ"إرم نيوز": "هذا يعني أننا أمام نقلة نوعية من استخدام أسلحة تقليدية وخفيفة من قبل المتمردين إلى الاستعانة بتقنيات متطورة، وأعتقد أن مالي مقبلة على سنوات طويلة من القتال، وكان الأجدى بكل الأطراف إحياء المفاوضات لإنهاء معاناة سكان الشمال والتفرغ لمواجهة إرهابيي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين".