في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، يركز المرشحان الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب جهودهما في ولاية بنسلفانيا، الولاية المفتاحية التي يمكن أن تكون حاسمة في تحديد هوية الرئيس القادم.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن هاريس ستقيم ثلاثة تجمعات في بنسلفانيا، أبرزها في مدينة فيلادلفيا ذات الميول الديمقراطية، بينما يخطط ترامب لإقامة تجمعين في الولاية قبل أن يتوجه إلى ميشيغان لعقد تجمعه الليلي الأخير.
“الولاية الجائزة”
يعوّل المرشحان على بنسلفانيا، التي تحمل لقب “الولاية الجائزة”؛ إذ تمنح الفائز فيها 19 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، ما يجعلها ذات أهمية كبرى.
الفوز بهذه الولاية يعزز حظوظ المرشح في الوصول إلى البيت الأبيض، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن ترامب وهاريس متقاربان بشكل كبير فيها، مما يجعلها أحد أبرز ساحات التنافس في هذه الانتخابات.
بنسلفانيا.. بوصلة الرئاسة
تعد بنسلفانيا من أكثر الولايات المتأرجحة أهمية، حيث تحظى بتنوع ديموغرافي يعكس الطيف الواسع للناخبين الأمريكيين. في حين أن فيلادلفيا تُعتبر قلعة الديمقراطيين، فإن المناطق الريفية تميل إلى دعم الجمهوريين.
في انتخابات عام 2020، كانت بنسلفانيا محور التركيز، حيث فاز بها الرئيس الحالي جو بايدن بفارق ضئيل، ما ساهم في فوزه الكلي. ويسعى ترامب هذه المرة لاستعادة الولاية بعد خسارته بها قبل أربعة أعوام، فيما تركز هاريس على ترسيخ الدعم الديمقراطي من خلال استهداف مدن مثل فيلادلفيا، التي تعد معقلاً ديمقراطياً تقليدياً.
الاقتصاد.. ورقة ترامب الحاسمة
يشير المراقبون إلى أن ارتفاع تكلفة المعيشة، وخصوصاً أسعار الغذاء، أصبحت ورقة قوية بيد ترامب، الذي يوجه انتقادات حادة لإدارة بايدن ويعد بتخفيف العبء الاقتصادي عن الأسر الأمريكية.
ويرى الجمهوريون أن التركيز على قضايا المعيشة يمثل فرصة لاستمالة الناخبين غير المتأكدين.
في المقابل، تؤكد هاريس على أهمية سياسات الديمقراطيين في تعزيز العدالة الاجتماعية وتقديم حلول طويلة الأجل للأزمات الاقتصادية، بما في ذلك تحسين الأجور وتعزيز الرعاية الصحية.
تقارب حاد
تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تقارباً شديداً بين المرشحين في بنسلفانيا، مما يضفي طابعاً من الإثارة والترقب على هذه الولاية، التي قد تحدد الفائز في الانتخابات.
ومع استمرار التركيز الإعلامي، فإن بنسلفانيا لا تزال تحت الأضواء باعتبارها واحدة من الولايات الحاسمة التي تعكس، في النهاية، صوت أمريكا المتنوع والمنقسم.