توعدت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين "جنيم"، المرتبطة بتنظيم القاعدة المدنيين المُتعاونين مع الجيش في مالي بالانتقام، في خطوة جاءت بالتزامن مع غارات مكثفة شنها الجيش بمنطقتي تابانكورت وإنتيليت القريبتين من الحدود مع النيجر.
وقال المتحدث باسم "جنيم" نابي ديارا، إنّ "الجيش يتفاوض من أجل إطلاق سراح الرهائن الأجانب، لكنه لا يتفاوض من أجل جنوده الذين وقعوا في الأسر".
وشدد في مقطع فيديو جرى نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، على أنّ الحصار على باماكو ومدن أخرى سيشتد في الأيام المقبلة وهو ما يثير تساؤلات جدية حول مصير الوضع في مالي.
وفي المقابل، أعلنت هيئة الأركان العامّة بالجيش المالي شنّ سلسلة غارات استهدفت تجمعات إرهابية ما أوقع قتلى في صفوفها دون أن تكشف أعدادهم، وذلك في وقت يسود فيه القلق محليا ودولياً من سقوط العاصمة، باماكو، بيد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس، إن "هذه كلها تمثل مؤشرات لاحتدام الأزمة في مالي في الأسابيع المقبلة، فجماعة نصرة الإسلام والمسلمين لا تنوي التراجع والجيش يحاول بشتى السبل استعادة السيطرة على المناطق التي فقدها مؤخرا".
وبيّن لـ"إرم نيوز" أنه "رغم أن الجيش يتفوق جوياً بمروحياته المقاتلة والطائرات المسيرة بيد أن فرص نجاحه في تكبيد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين خسائر فادحة خاصة في ظل وجود عدد كبير من الرهائن بيد الجماعة سواء من سائقي شاحنات الوقود أم من جنوده".
ورجح إدريس "أن تكون الأيام القادمة حاسمة بشكل كبير وربما نرى تدخلا دوليا لإنقاذ نظام آسيمي غويتا الذي بدأ يستشعر الخطر وهو ما دفعه لفتح نافذة مع الأمريكيين من خلال محادثات دبلوماسية تطرقت للأوضاع الراهنة".
وتأتي هذه التطورات في وقت تقول فيه جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إن الحظر المفروض على دخول الوقود سيشمل الآن كل شركات نقل الوقود، بحسب تصريح ديارا.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، إيريك إيزيبا، إنّ "الجيش المالي يواجه مهمة صعبة في تحييد الجماعة الإرهابية في ظل لجوء عناصرها إلى الغابات ومناطق آهلة بالسكان في مدن مثل لولوني لذلك تسببت غارات للجيش في عشرات القتلى من المدنيين والجرحى".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أنّ "المعضلة تكمن في أن حلفاء الجيش على غرار روسيا لا يتحركون رغم إدراكهم بأن وضع غويتا بات صعباً للغاية، وهو ما يعقد مأمورية الجيش المالي الذي يبدو عاجزا بشكل كبير".
ولفت المحلل إزيبا إلى أنّ "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين نجحت في ابتكار أساليب قتالية جديدة مكنتها من تحقيق مكاسب ميدانية متزايدة على غرار الخطف والحصار والتحصن في الغابات".
