كشفت وسائل إعلام مالية، أن الرئيس الانتقالي في البلاد، الجنرال أسيمي غويتا، عين مؤخرا العميد فاموكي كامارا لقيادة عملية أطلق عليها "التطهير"، هدفها كسر الحصار الذي فرضته الجماعات المتشددة على عدة مدن في البلاد أبرزها العاصمة باماكو.
وأُسند للقائد الجديد مهمة أساسية ضد "حرب الوقود" في مالي، حيث أنه منذ بداية سبتمبر/أيلول، تُنفِّذ جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، التابعة لتنظيم القاعدة، هجمات مُستهدفة على قوافل الوقود القادمة إلى الأراضي المالية.
وفق تقرير لمجلة "جون آفريك"، وفي محاولة من السلطات العسكرية في مالي لكسر الحصار الذي فرضته الفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" وبعد وصولها إلى مشارف باماكو، أطلق أسيمي غويتا عملية عسكرية خاصة أسماها "التطهير" في أكتوبر الماضي، هدفها: إضعاف قبضة المسلحين في جنوب البلاد، حيث فرض رجال إياد أغ غالي حصارًا غير مسبوق على الوقود، مستهدفين الواردات - وهي مورد حيوي لاقتصاد البلاد.
وأكد التقرير أنه اختيار العميد فاموكي كامارا (47 عاما)، وهو ضابط رفيع المستوى في الحرس الوطني لقيادة المعركة ضد جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، حيث بدأ فعليا مهامه المحصورة في كسب معركة "حرب الوقود" من خلال تنسيق الجوانب العسكرية واللوجستية بما يضمن تأمين الشاحنات التي تنقل الوقود، والتي تتعرض لعمليات حرب من قبل المتشددين.
ونقلت المجلة عن مصدر أمني مالي، قوله إن النتائج بدأت تُلاحَظ بالفعل، وتابع: "منذ أكثر من شهر، يتم نقل الوقود إلى باماكو دون حوادث تُذكر، وقد حيَّدنا العديد من الإرهابيين، سواءً على محور مالي-السنغال أو على محور مالي-ساحل العاج"، وفق قوله.
يقول تقرير "جون آفريك"، إن غويتا نجح في اختبار "رجل المهمات الصعبة"، مؤكدا أن العميد كامارا، يملك خبرة في التعامل مع القضايا الحساسة، وظلت السلطات المالية السابقة والحالية تستعين به بانتظام، بوصفه ضابطا مشهودا له بقيادة عمليات عسكرية معقدة.
وأرجع التقرير نجاحه في المهام إلى علاقته الوثيقة بجنوده في الميدان، لكونه يزور بانتظام خطوط المواجهة للاطمئنان على أحوالهم وتشجيعهم ودعمهم.
تخرج قائد عملية "التطهير" مثل العديد من كبار الضباط الماليين، من أكاديمية "كاتي" العسكرية ومدرسة كوليكورو العسكرية للأسلحة المشتركة. واتخذت مسيرته المهنية بعدًا دوليًا، ففي عام 2009 و 2010، خضع لدورات تدريبية في جامعة العمليات الخاصة المتكاملة في فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية. وتخرج من دورة مكافحة الإرهاب المتقدمة للعمليات الخاصة. ثم صقل مهاراته في الكلية الحربية الدولية العليا (ESIG) في ياوندي وفي الكلية الحربية في باريس.
وبالإضافة إلى تدريبه في الأكاديميات العسكرية الأفريقية والأوروبية والأمريكية، بنى "فاموكي كامارا" أيضًا سمعة طيبة كضابط ميداني يتمتع بمعرفة واسعة بالمناطق الحساسة.
وبحسب "جون آفريك"، فقد خاض هذا الجنرال في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، معارك ضد عناصر القاعدة، حيث كان قائدا لفرق عسكرية في أبيبارا بمنطقة كيدال، وفي ليري، في منطقة تمبكتو شغل كلا المنصبين وسط تصاعد التوترات الأمنية.
وينقل التقرير عن مصادر أمنية، تأكيدها أن الجنرال الشاب "كامارا"، ينظر إليه على نطاق واسع داخل قيادة الجيش، باعتباره قادرا على كسب المعركة الحالية ضد عناصر القاعدة، الذين يطبقون استراتيجية خنق المدن لزيادة حجم الضغط على الحكومة العسكرية في مالي، مشيرين إلى تراجع عمليات حرق شاحنات الوقود خلال الأسابيع الأخيرة وهو ما يؤكد أنه في الطريق الصحيح لكسب ما يسمونها "حرب الوقود".