مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
بثير لجوء الجيش المالي إلى الطائرات المسيرة التي شنّ بها غارات في الساعات الماضية على أنحاء متفرقة، تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستجعله يستعيد زمام المبادرة أمام جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وتشن الجماعة حصارًا خانقًا على العاصمة باماكو، وتواصل منذ أيام مهاجمة أهداف عسكرية ومدنية في تطورات متسارعة أثارت خشية من سقوط النظام، بقيادة النقيب آسيمي غويتا.
وقال مصدر أمني مالي، لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش شن غارات بطائرات مسيرة على مدن مثل لولوني، التي تحاصرها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وسيواصل استهداف تجمعات مقاتليها".
ولم يكشف المصدر عن عدد القتلى أو المصابين في صفوف الجماعة التي تم "قصف تجمعاتها"، وفق قوله، لكنه أكد أن الجيش سيسعى إلى تحقيق اختراقات هامة في الأيام المقبلة.
وتأتي هذه التطورات في وقت يترقب فيه سكان باماكو ومدن مالية أخرى مصير الوضع الميداني، خاصة في ظل أزمة الوقود التي تسببت فيها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
وبهذا السياق، قال المحلل السياسي المالي، قاسم كايتا، إن "اللجوء إلى الطائرات المسيرة يشكل تحولًا هامًّا في مسار الأزمة الأمنية في البلاد، لكن نأمل أن لا يدفع المدنيون الثمن، ولا سيما أن غارات كهذه أدت في السابق إلى وقوع العشرات من الضحايا المدنيين بدون محاسبة".
وأضاف كايتا، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الجيش المالي اقتنى العشرات من الطائرات المسيرة منذ انقلاب آسيمي غويتا العسكري، وهي أداة فعالة على الأرض، قد تغير مسار الأحداث بالفعل".
وشدد أنه "رغم صمود العاصمة باماكو، إلا أن الوضع يتدهور باستمرار؛ لذلك على الجيش التحرك لوقف النزيف".
ونجحت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في تطويق باماكو منذ نحو شهرين، وهاجم مسلحوها شاحنات وقوافل وصهاريج الوقود، في خطوة أحدثت أزمة غير مسبوقة في الوقود وشلت العاصمة.
من جانبه، قال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، إن "هذا التطور يشي بشن هجوم مضاد على جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، خاصة مع تزايد الغضب الشعبي في ظل انتقادات حادة لعجز الجيش".
وأضاف ديالو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "غويتا يدرك أن الانتقادات لم تعد تقتصر على الشارع فحسب، بل امتدّت إلى جنود وضباط داخل الجيش لم يترددوا في الإعراب عن امتعاضهم تجاه الأوضاع الراهنة".
وأشار إلى أن "ذلك يمثل عبئًا إضافيًّا على غويتا، ويدفعه إلى التحرك مهما كان الثمن"، متوقعًا أن "يحاول غويتا شن هجوم مضاد لفك الحصار على باماكو وبقية المدن المالية".