مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
كشف تقرير حديث أن طهران منعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى مواقعها النووية الرئيسية لأكثر من 5 أشهر؛ ما يهدد بحدوث أخطر سيناريوهات التصعيد، حيث يلتقي الفراغ الفني مع توتر سياسي إقليمي يهدد بحدوث مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل.
ففي أحدث تقاريرها، بحسب "المونيتور"، حذرت الوكالة الدولية من أن مفتشيها لا يستطيعون الوصول إلى مواقع نووية رئيسية على مدى 5 أشهر، بما في ذلك المنشآت التي تعرضت للقصف من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل خلال يونيو الماضي، كما أن التقرير، الذي وُزّع على الدول الأعضاء مؤخرًا، كشف أن الوكالة لا تزال عاجزة عن التحقق من حالة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، ووفقًا للوائح الوكالة، فإن هذا المستوى من التخصيب، الذي يفصل خطوة واحدة تقنيًا عن مستوى الاستخدام العسكري، يجب مراقبته شهريًا، وفق اللوائح الدولية.
ويرى الخبراء أن رفض إيران فتح مواقعها النووية أمام مفتشي الوكالة، وإعلانها أن اتفاق التعاون الذي تم في القاهرة في سبتمبر "باطل"، يزيد من حدة المخاوف الغربية من أن الملف النووي الإيراني ينزلق نحو مرحلة خطيرة، حيث يتقاطع الجمود الدبلوماسي مع نقص الشفافية الفنية.
كما نص تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصراحة على أن الوكالة لا تعرف الموقع الدقيق لمنشأة التخصيب الإيرانية الجديدة في أصفهان، بما في ذلك ما إذا كانت تحتوي على مواد نووية، أو ما إذا كانت قد تأثرت بالهجمات العسكرية"؛ ما يخلق فجوة كبيرة في الرقابة، ويجعل من الصعب على الوكالة تأكيد سلامة المواد النووية أو استبعاد تحويلها لأغراض عسكرية.
وأكدت مصادر أن هذه القضية لم تشهد هذا المستوى من عدم اليقين منذ عام 2021، عندما انهار هيكل مراقبة الاتفاق النووي الإيراني، وينظر إليه المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون على أنه خط أحمر يقترب.
بدورها، ردود إيران كانت سريعة؛ إذ وصفت وزارة الخارجية الإيرانية تصريحات "مجموعة السبعة" التي دعت إيران للامتثال، بأنها "غير قانونية" و"منافقة"، متهمة الغرب بتجاهل الهجمات على منشآتها النووية، وهذا الموقف يوضح أن طهران تعتبر الضغوط الدولية جزءًا من استراتيجية غربية واسعة لاستهدافها، وليس مجرد مراقبة فنية.
ويعتقد مراقبون أن المشهد الإقليمي الحالي أكثر حدة، حيث يمكن أن تستخدم إسرائيل أي تقرير جديد للوكالة ذريعةً لتبرير عمل عسكري ضد المنشآت الإيرانية، خاصة إذا رأت أن الدبلوماسية الغربية فشلت في الحد من تقدم البرنامج النووي الإيراني، في سيناريو يشبه ما حصل قبل هجمات يونيو، ويعكس مدى ارتباط التقارير الفنية بالمخاوف السياسية والأمنية الإسرائيلية.
كما أن الولايات المتحدة وإيران أيضًا في صراع أوسع في المنطقة، مع تداعيات حرب غزة وفقدان إيران بعض نفوذها في سوريا؛ فمن منظور طهران، يعد ملفها النووي جزءًا من صراع استراتيجي أوسع مع واشنطن وحلفائها، بينما ترى الوكالة أن التوقف الطويل عن التفتيش وغياب رؤية دقيقة للمنشآت يضع حدودًا لقدرتها على تقديم تقييمات دقيقة وموثوقة.
ويرى محللون أن إيران تتبع نهجًا مزدوجًا؛ التصعيد من خلال منع الوصول، مع الحفاظ على إمكانية الحوار، في محاولة للحفاظ على نفوذها النووي دون انهيار كامل للعملية الدبلوماسية، إلَّا أن استمرار الجمود الحالي يزيد من مخاطر سوء التقدير، ويقرب المنطقة من احتمال مواجهة عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل، مدعومةً بتقارير الوكالة الذرية كمبرر محتمل للتحرك العسكري.