وزير الإعلام اللبناني: مجلس الوزراء قرر الإبقاء على مضمون خطة الجيش لحصر السلاح ومداولاتها سرية
ملاذ عماد
قال خبراء مختصون في الشأن الإفريقي، إن العمليات العسكرية الأخيرة التي نفذها الجيش النيجيري ضد جماعتي "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" تمثل تحولاً لافتاً في استراتيجيته الأمنية، مؤكدين أن النجاح في تحييد أكثر من 60 مسلحاً يعكس تصعيداً واضحاً في أساليب المواجهة.
وأعلن الجيش النيجيري تنفيذ عمليات جوية وبرية ناجحة أسفرت عن القضاء على أكثر من 60 عنصراً متشدداً، بينهم قيادي بارز، في شمال شرق البلاد الذي يعاني من اضطرابات أمنية منذ عام 2009.
وأوضح الجيش في بيان رسمي أنه شن فجر الجمعة ضربتين عسكريتين استهدفتا مواقع تابعة لجماعة "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" في غرب إفريقيا، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من المسلحين.
وأضاف البيان أن قوات الجيش تمكنت من تصفية العشرات من عناصر "بوكو حرام" خلال اقتحام معسكرهم في قرية بيتا بولاية بورنو، القريبة من الحدود مع الكاميرون.
وأشار إلى أن العملية العسكرية في بيتا نجحت في "تحييد ما لا يقل عن 60 إرهابياً"، مؤكداً تنفيذ غارات جوية مكثفة استهدفت معاقل التنظيمات المسلحة في بيتا وقرية كاريتو، قرب الحدود مع النيجر.
وأفاد الباحث والمحلل السياسي المختص بالشأن الإفريقي، منتصر كمال، أن الجيش النيجيري تمكن من تحقيق نجاحات مهمة ضد الجماعات المسلحة من خلال هجمات جوية وبرية مركزة، الأمر الذي من شأنه تقليص تهديد هذه الجماعات للأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال كمال، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن هذه العمليات تعكس تبنّي الجيش لاستراتيجية جديدة تهدف إلى إضعاف قادة الجماعات وقطع خطوط الإمداد التي تعتمد عليها، وذلك من خلال أساليب أكثر هجومية وفعالية.
وأضاف أنه "رغم هذه النجاحات، لا تزال التحديات قائمة، إذ تواصل الجماعات المسلحة تنفيذ هجمات مفاجئة وتوسيع نفوذها في مناطق أخرى"، مشيراً إلى أن ذلك يثير تساؤلات حول قدرة الجيش على الحفاظ على هذا التقدم وتحقيق استقرار دائم.
وتابع أن "استعادة السيطرة وتحقيق الاستقرار يتطلبان جهوداً مستمرة، لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تشمل أيضاً حلولاً سياسية وتنموية لمعالجة الأزمات من جذورها، إذ إن تجاهل العوامل الاقتصادية والاجتماعية يجعل من الصعب تحقيق نتائج طويلة الأمد".
من جانبه، أكد الباحث والأكاديمي المتخصص بالشأن الإفريقي، خالد عبدالله، أن الهجمات الأخيرة ضد الجماعات المسلحة شكلت دفعة معنوية كبيرة للجيش النيجيري، الذي تكبّد خسائر فادحة في الأشهر الماضية.
وأوضح عبدالله، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن استهداف معاقل المسلحين أسهم في تعزيز ثقة القوات بقدرتها على استعادة السيطرة على المناطق المضطربة.
وأشار إلى أن الجماعات كثّفت هجماتها على القواعد العسكرية، حيث تعرّض الجيش لأكثر من 12 هجوماً خلال شهرين فقط، وفقاً لتقارير إعلامية.
ويرى أن هذه التحديات تدفع الجيش إلى تبنّي استراتيجيات جديدة للتعامل مع التهديدات الأمنية المتزايدة.
ويعتقد عبدالله أن الانتكاسات العسكرية التي أشار إليها حاكم ولاية بورنو تعكس تعقيدات الحرب ضد الإرهابيين، خصوصاً مع انتشارهم في مناطق وعرة مثل جزر بحيرة تشاد وغابة سامبيسا، مؤكداً أن القضاء على هذه الجماعات يتطلب جهداً عسكرياً مكثفاً وتنسيقاً أمنياً أكبر بين الدول المتأثرة بالإرهاب وانتشار السلاح في المنطقة.
