ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
حمل الهجوم الذي تبناه تنظيم "داعش" في ريف السويداء، وهو الأول له ضد "قوات حكومية" منذ سقوط نظام بشار الأسد، دلالات عدة، خاصة لجهة المكان الذي اختاره التنظيم، وتوقيت الهجوم.
وقال التنظيم في بيان إنه زرع عبوة ناسفة انفجرت بآلية "تابعة للنظام السوري المرتد"، حسب وصف البيان، قرب منطقة تلول الصفا في 22 من الشهر الحالي، كذلك تبنى هجوماً آخر في المنطقة، ليستهدف ما يُعرف بـ"جيش سوريا الحرة" وهو فصيل تدعمه واشنطن، وبدأ مؤخراً يوسع نفوذه عبر سيطرته على مطار السين بريف دمشق، بعد السيطرة على مطار الضمير في المحافظة ذاتها.
توتر متصاعد
هجوم "داعش" الذي أسفر عن قتيل و3 جرحى، يأتي في توقيت تشهد فيه محافظة السويداء توتراً متصاعداً مع السلطات الجديدة، وإصراراً متزايداً على "اللامركزية"، وكان آخر تأكيد بهذا الشأن ما قاله الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين (الدروز) الشيخ حكمت الهجري، وتزامن مع إعلان "داعش" عن عمليته، حين أعلن استمرار "النفير العام" في المحافظة، خاصة في هذه المرحلة التي وصفها بأنها "خطيرة"، وجدد التأكيد على شكل الدولة المأمول قائلاً إن "سوريا لن تكون إلا دولة موحدة لامركزية يسودها دستور يضمن حقوق الجميع".
كما جاء الإعلان وسط توتر جديد، شهدته بلدة قطنا بريف دمشق، كانت شرارته مقتل أحد ضباط "قوى الأمن الداخلي"، وعلى إثر ذلك شهدت البلدة مظاهرات ذات طابع طائفي، وشعارات ضد "الطائفة الدرزية" بعد اتهام أفراد منها بمقتل الضابط الذي كان ضمن قوة أمنية نصبت كميناً لعصابة تهريب مخدرات من لبنان، حسب رواية وكالة سانا.
ووسط تلك التطورات، ثمة من يرى أن إعلان "داعش" قد يُستغل لفرض مزيد من الضغوط، وبعثرة الأوراق في المحافظة، كما قد يشكل مبرراً لفرض قبضة أمنية مشددة عليها في محاولة لكبح محاولات المطالبة باللامركزية.
لماذا السويداء؟
يشير المحلل السياسي أحمد عطا، إلى أن المحافظة، وهي المركز الرئيس للطائفة الدرزية في سوريا، تعرضت في 2018 لهجوم من "داعش" أسفر عن مقتل 250 شخصاً، وأعداد كبيرة من الجرحى.
ويقول في تصريح لـ"إرم نيوز" إنه كان لداعش مساحات سيطرة كبيرة في السويداء خلال الفترة من ديسمبر 2014 وحتى مطلع عام 2017، لكنه انسحب منها بعد معارك مع الجيش الحر الذي انسحب هو الآخر بعد هجوم شنته قوات النظام وحلفاؤها في أواخر عام 2017.
ولهذا، يضيف عطا، "عندما يوجه داعش عملياته في السويداء الآن، فإنه يريد توجيه عقاب روماني لجيش إسرائيل الذي يدافع عن دروز سوريا، فإحياء تنظيم داعش له مساران: عقاب كل ما هو أمريكي (قوات جيش سوريا الحرة)، وإسرائيلي متمثل في دروز السويداء في محاولة لجر إسرائيل لما يعرف بحرب شوارع وهو ما لا تقدر عليه إسرائيل".
ويقول عطا: إن هناك مصادر تؤكد أنه تم تزويد داعش بأسلحة متنوعة، ومسيّرات لفتح جبهات قتالية مع القوات الإسرائيلية المتمركزة في جنوب سوريا، إلى جانب توجيه عمليات مسلحة ضد قوات الشرع (رئيس الفترة الانتقالية)، لأنه يصنف بالنسبة للتنظيم بأنه أمريكي صهيوني أو صناعة أمريكية".
ويتوقع عطا "صعود التنظيم لتخفيف الضغط الإسرائيلي على إيران وفصائلها المسلحة مثل الحوثي وحزب الله".
ويشير عطا إلى أن "داعش" يتحرك منذ نشأته حتى الآن حسب ما وصفه بأنه "نظام الفوتو مونتاج"، أي الجبهات المتعددة داخل سوريا، وحسب مسبّبات التحرك على مسرح العمليات".
ويوضح عطا أن "التنظيم الآن وحسب ما تؤكد المصادر والمعلومات هو تجميع لعدد من التنظيمات الإرهابية التي رفضت طلب الشرع بتسليم السلاح والانخراط في الجيش السوري الجديد أو قوات الأمن العام مثل كتيبة قوافل الشهداء، وكتيبة سفيان الثوري، وتنظيم حراس الدين، حتى تجاوز عدد التنظيمات التي انضمت لداعش 25 تنظيماً، يتم تمويلها بالكامل وتوجيهها من فصائل شيعية مسلحة، هي بمثابة حلقة وصل بين داعش والمخابرات الإيرانية على الرغم من اختلاف الأيديولوجيات بين داعش وإيران".
