ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
لم يكن إعلان إصابة الرئيس السابق جو بايدن بسرطان البروستاتا وتمدده وانتشاره إلى عظام الجسد خبرًا عاديًا بالنسبة للسياسيين ولعامة الأمريكيين في العاصمة واشنطن.
واختلف المشهد خلال ساعات قليلة بعد إعلان مكتب الرئيس السابق الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لينتقل بعدها المشهد إلى مرحلة التعاطف الكامل من قبل المؤيدين والمعارضين لسياسات الرئيس السابق، حتى بين الديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين ممن عملوا مع بايدن، سواء خلال سنوات خدمته في مبنى الكابيتول كسيناتور عن ولاية ديلاوير أم بعد ذلك في البيت الأبيض بصفتي نائب للرئيس السابق باراك أوباما لولايتين رئاسيتين، قبل أن يعود إلى البيت الأبيض رئيسًا لولاية واحدة من 4 سنوات.
مشاعر المواساة والتمنيات بالشفاء العاجل لبايدن لم تقتصر فقط على المشرعين من الحزبين، ولكنها شملت أيضًا الرئيس دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب وأفراد من عائلته.
ومن الطبيعي أن تكون هذه هي الردود على خبر شكل صدمة لأغلبية الأمريكيين، والقصة هنا ترتبط بالرئيس السادس والأربعين في تاريخ البلاد.
لاحقًا اختلف المشهد بالكامل عندما بدأ تناول القصة من زاوية ترتبط بالتوقيت وما أحاط بذلك من أسئلة كثيرة.
أسئلة التوقيت تثير المزيد من الارتباك.
تساءل الرئيس دونالد ترامب عن توقيت الإعلان عن إصابة بايدن بهذا النوع من السرطان الذي يوصف بالعدواني ولم يمض سوى وقت قصير منذ أن غادر بايدن البيت الأبيض.
وسؤال ترامب لم يقتصر على موقفه الشخصي، حيث أطلق نجله دونالد جونيور سلسلة تغريدات ذهب فيها إلى حد اتهام السيدة الأولى السابقة جيل بايدن بالتستر على حقيقة الحالة الصحية للرئيس بايدن خلال وجوده في البيت الأبيض في العامين الأخيرين من رئاسته.
هذا الموقف من قبل أفراد من عائلة ترامب أثار الكثير من الانتقادات العلنية حول توقيت إصدارها بالنظر إلى بيان إعلان إصابة بايدن بذلك النوع من السرطانات رافقته، إشارة إلى أن الرئيس وأفراد عائلته وفريقه الطبي يبحثون في الوقت الحاضر ما هي أفضل طرق العلاج التي يمكن أن تتبع في المرحلة المقبلة لمساعدة الرئيس السابق على مواجهة هذه الأزمة الطارئة.
ويقول الأطباء المختصون من جانبهم، وتحديدًا في مستشفى مايو كلينيك المتخصص، إن الرئيس السابق وعائلته أكثر ما يحتاجون إليه في هذه المرحلة هو احترام الخصوصية العائلية وتركهم يتدبرون الخيارات الأمثل لمساعدة الرئيس بايدن صحيًا، وليس إثارة الجدل السياسي من حول أزمة صحية يمكن أن تحدث مع جميع الناس وفي جميع الأوقات.
الرئيس السابق جو بايدن وفي أول تعليق من جانبه أعلن عبر منصة "إكس" أن "لا أحد بعيد عن هذا الاحتمال في حياتنا"، مرفقًا تغريدته تلك بصورة مع السيدة الأولى السابقة.
فترة رئاسة بايدن تعود إلى الواجهة
عادت رئاسة بايدن إلى واجهة المشهد مرة أخرى، ولكن من زاوية مختلفة بالكامل هذه المرة.
ويقول معارضون إن الحالة الصحية التي كان عليها الرئيس بايدن في سنوات خدمته في البيت الأبيض كانت مثيرة للقلق.
وتساءلوا إذا كان المقربون من بايدن ومحيطه العائلي الضيق أخفوا إصابة الرئيس السابق بالمرض خلال وجوده في البيت الأبيض.
هذا الطرح يقول عنه أطباء مختصون إن الرئيس بايدن خضع خلال وجوده في البيت الأبيض إلى فحص طبي في شهر فبراير من العام الماضي وأظهر التقرير الطبي حينها أنه لا يعاني من أي موانع صحية تمنعه من أداء مهامه الرئاسية.
ويتساءل المختصون إن "كانت التحاليل الطبية التي أجريت قبل أقل من عام من الآن لم تظهر أي إشارات إلى وجود حالة الإصابة بهذا النوع من السرطان".
ويعلق أحدهم أن "الأمر يمكن أن يحدث، ولكن من الصعوبة استبعاد ظهور مقدمات في التحاليل الطبية للرئيس وقتها".
هذا من الناحية العلمية، أما من الناحية السياسية فيقول أنصار جناح حركة لنجعل من أمريكا عظيمة مرة أخرى من النواب في الكونغرس إن الرئيس بايدن أظهر حالات من الضعف الجسدي بصورة واضحة خلال العامين الأخيرين من فترته الرئاسية.
وتجلى ذلك بوضوح في أكثر من مناسبة واحدة، مثل تعثره في صعود سلم الطائرة الطويل الذي تم استبداله لاحقًا بسلم قصير حتى يستطيع بايدن التعامل معه.
وتجلى ذلك بعد تعثره في صعود السلم في تلك الصورة الشهيرة، وتعثره الآخر وسقوطه على الأرض عندما كان يستعد لإلقاء خطاب بإحدى الكليات العسكرية بولاية فرجينيا.
إضافة إلى الحالة التي ظهر عليها خلال المناظرة الرئاسية في مواجهة منافسه وقتها دونالد ترامب، وهي المناظرة التي أثارت عاصفة كبيرة من الجدل السياسي داخل الحزب الديمقراطي وقتها، وانتهت أخيرًا بقراره الانسحاب من السباق الرئاسي، وفتح الطريق أمام نائبته كاملا هاريس لدخول السباق بدلًا منه.
هذا هو السؤال الكبير الذي يُثار اليوم في واشنطن، إن كان هناك تعمد في العام الماضي وما قبله من الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس السابق بإخفاء حقيقة حالته الصحية عن الأمريكيين.
والأكثر من ذلك أن هذه الدائرة كانت تدفع وبقوة لأجل ترشح بايدن لولاية ثانية وإبقائه في دائرة السباق الرئاسي لأطول فترة ممكنة.
لا توجد إجابة حاسمة في هذا الاتجاه وفي هذا التوقيت تحديدًا، لكن هذا السؤال عاد إلى الظهور وبإلحاح أكثر هذه المرة وسط أحاديث عن توقيت الإعلان ومدة إصابة الرئيس بايدن بالمرض خلال رئاسته.
كتاب جديد يزيد الغموض أكثر
قبل إعلان الرئيس السابق جو بايدن إصابته بالسرطان كانت شبكة "سي إن إن" وموقع أكسيوس يستعدان لإصدار كتاب مشترك عن أيام بايدن في البيت الأبيض.
الكتاب الذي أجرى مقابلات حصرية مع 40 من كبار موظفي البيت الأبيض في عهد بايدن، وبعض هؤلاء كشف أنهم كانوا يجدون صعوبات في التواصل مع الرئيس في العامين الماضيين وأن الاتصال كان عادة ما يتم مع كبار المسؤولين المقربين من بايدن خلال تلك الفترة.
وأشاروا إلى أن القرارات كانت تأتي من بايدن شخصيًا، لكن على مستوى التواصل المباشر لم يكن الأمر كما كان عليه خلال العام الأول والثاني من فترة رئاسته.
الكتاب حمل أيضًا مفاجآت أخرى تتعلق بتفكير الفريق الطبي لبايدن في ذلك الوقت باستخدامه كرسيًا متحركًا في تنقلاته بسبب التغير الواضح في خطواته، وعدم قدرته على المشي بسهولة.
هذه الفكرة وبحسب المقربين من الرئيس وقتها تم استبعادها لما قد تسببه من ضرر بالغ لبايدن من الناحية السياسية؛ لأن التخطيط حينها كان الدفع به للبقاء في السباق الرئاسي، وهو ما قد يسبب له خسارة بالغة في نسب تأييد الناخبين.
أبعاد هذه الفكرة تم استبدالها كما يضيف مؤلفا الكتاب، وتم استبدالها بخطة أخرى، بالتحكم في جدول أعمال الرئيس العلني، وجعل فترات ظهوره أمام الكاميرات قصيرة حتى لا يضطر للوقوف طويلًا، ما يشكل إزعاجًا بالنسبة له.
هذه التفاصيل الجديدة عن المشهد السياسي في واشنطن، والتي لم تكن متاحة خلال وجود بايدن في البيت الأبيض، صاحبها إعلان فريق ترامب قبل أيام قليلة استعداده لنشر جلسات التحقيق مع بايدن حول قضية الوثائق السرية والتي يظهر خلالها الرئيس السابق صعوبة بالغة في تذكر التواريخ والتفاصيل خلال حواره إلى المحقق الخاص وقتها.
هذه التطورات مجتمعة تعيد فترة الرئيس بايدن في البيت الأبيض والحالة الصحية التي كان عليها في العامين الثالث والرابع إلى واجهة المشهد في واشنطن، خاصة في ذلك الجزء المتعلق بقرار الانسحاب من السباق الرئاسي في ربع الساعة الأخيرة.
قبل ذلك حقيقة من كانوا يدفعون به للاستمرار في البيت الأبيض لسنوات أخرى في حالة تمسكه بالترشح للانتخابات الرئاسية السابقة.
