ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا، رفع العقوبات عن ميلوراد دوديك، زعيم جمهورية صربسكا السابق في البوسنة، في خطوة أثارت مخاوف في أوروبا، وشكلت انتصارًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سعيه لزعزعة استقرار أوروبا من الداخل، وفق رؤية الأوروبيين.
وبحسب "فورين بوليسي"، كانت الولايات المتحدة قد فرضت العقوبات على دوديك في عام 2017 بعد إقدامه على إجراء استفتاء لتكريس إنشاء "جمهورية صربسكا" المستقلة داخل البوسنة، في انتهاك مباشر لـ"اتفاق دايتون" الذي أنهى الحرب الأهلية البوسنية ووضع أسس التعايش بين الجماعات الإثنية الثلاث في البلاد.
ويعتقد محللون أن قرار إدارة ترامب رفع العقوبات عن دوديك، يحقق هدفاً مركزياً في استراتيجية موسكو: تفكيك النظام الغربي وإضعاف أوروبا من الداخل، وبينما قد لا تثير البوسنة عناوين الأخبار العالمية حالياً، لكن إهمال القارة لها سيجعلها قريباً على شفير أزمة كبيرة، حيث يمكن لتفككها أن يزعزع استقرار القارة ويضعف جهود مواجهة روسيا، خصوصاً في أوكرانيا.
ويرى الخبراء أن هذه الخطوة الأمريكية لم تكن مرتبطة بالسياسة البوسنية بقدر ما جاءت نتيجة لتوظيف حكومة دوديك عدداً من مستشاري ترامب السابقين بما فيهم الحاكم السابق لإلينوي رود بلافوغيفيتش، الذي ربط العقوبات ضد دوديك بما وصفه "اضطهادا سياسيا".
أمّا بالنسبة لدوديك، فإن رفع العقوبات عنه يمثل تصحيحاً لما يسميه "ظلمًا فادحًا" بحق الشعب الصربي، وفرصة لتعزيز قبضته على السلطة؛ فقد جردته لجنة الانتخابات في أغسطس الماضي من صلاحية الحكم، لكن قرار ترامب أعاد له مصداقيته داخلياً ومكّنه من استعادة السيطرة على جهاز الحكم في جمهورية صربسكا.
وينظر مراقبون إلى أن رفع العقوبات يعزز الآن قدرة دوديك على دفع أجندته الانفصالية، سواء عبر تعزيز علاقته مع قادة الكروات في البوسنة لإنشاء كيان كرواتي مستقل، أو بالتركيز على سعيه لفصل صربسكا بالكامل، بما يحقق أهداف موسكو في تفكيك الاستقرار الأوروبي.
ومع تآكل آليات المساءلة المحلية، يبدو أن أوروبا أمام اختبار جديد لإثبات قدرتها على حماية السلام في البلقان، وإلَّا فإن ثمن التغاضي سيكون استمرار التهديد الروسي للاستقرار القاري.