ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
بعد ما يقرب من عقدين من السيطرة على الكيان الصربي في البوسنة، عين برلمان جمهورية صرب البوسنة آنا تريسيتش بابيتش رئيسة مؤقتة، وذلك بعد تنحي الرئيس السابق ميلوراد دوديك رسميًا، إثر صدور أمر قضائي يمنعه من ممارسة العمل السياسي.
كما ألغى البرلمان مجموعة القوانين الانفصالية التي صدرت العام الماضي، بعد توجيه اتهام لدوديك بتحدي قرارات المبعوث الدولي والمحكمة الدستورية.
نهاية حكم دام 19 عامًا
نهاية حكم ميلوراد دوديك مرت بثلاث مراحل، فقد كان دوديك في السلطة بشكل متواصل منذ عام 2006، على رأس الكيان الصربي.
أُدين أولًا بالسجن لمدة عام ومنع من ممارسة أي نشاط سياسي لمدة ست سنوات في فبراير الماضي؛ بسبب رفضه قرارات الممثل الأعلى الدولي، كريستيان شميدت، الذي يمثل أعلى سلطة سياسية في هذا الكيان الإقليمي.
ثم في أغسطس/ آب، تم سحب ولايته الرسمية، وقد رفض دوديك هذه الخطوة، ما أدى إلى أزمة سياسية حادة في البلاد.
في البداية، ردًا على الحكم القضائي، أصدر دوديك قرارًا عبر البرلمان في جمهورية صرب البوسنة بحظر الشرطة والعدالة المركزية من ممارسة صلاحياتهما داخل الكيان الصربي، ما عرضه للتحقيق بتهمة "الهجوم على النظام الدستوري".
وذهب حتى إلى الإعلان عن استفتاء في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 حول قرارات الممثل الأعلى والقضاء ضده، لكنه تراجع في النهاية.
وفي النهاية وبالتحديد السبت 18 أكتوبر/ تشرين الأول، عيّن البرلمان خليفة له بانتظار إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ليصبح دوديك، للمرة الأولى منذ 19 عامًا، بلا أي منصب سياسي.
خليفة دوديك.. مقربة منه
اختار البرلمان آنا تريسيك بابيتش لتخلفه، وهي شخصية مقربة من دوديك وغير معروفة كثيرًا للجمهور. شغلت سابقًا منصب نائبة وزير الخارجية البوسني من 2007 إلى 2015، وكانت مستشارته لمدة حوالي خمس عشرة سنة. تم انتخابها عبر تصويت في برلمان جمهورية صرب البوسنة في بانيا لوكا، عاصمة الكيان الصربي.
ردًا على هذا التعيين، نفى دوديك أن يعني ذلك نهاية مسيرته السياسية، بينما اعتبر أحد أبرز معارضيه أن استبداله يمثل استسلامه سياسيًا.
الانتخابات المقبلة
طالبت اللجنة الانتخابية بإجراء انتخابات مبكرة في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني لاختيار رئيس يقود الكيان حتى الانتخابات العامة المقررة في أكتوبر/ تشرين الأول 2026.
الزعيم الصربي البوسني، الذي يحافظ على علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويتعرض منذ 2017 لعقوبات أمريكية بسبب سياسته الانفصالية، وصف محاكمته بأنها تهدف إلى "إقصائه من الساحة السياسية".
وفق مصدر دبلوماسي غربي في سراييفو طلب عدم الكشف عن هويته، فإن هذا الأمر جاء تزامنًا مع تدخل دبلوماسي أمريكي أكثر حزمًا.
في أوائل سبتمبر/ أيلول، قامت جيلكا تسفيانوفيتش، العضو الصربية في الرئاسة المشتركة للبوسنة والمقربة من دوديك، والتي استهدفتها العقوبات الأمريكية أيضًا، بزيارة إلى واشنطن. لم تتوفر تفاصيل دقيقة حول زيارتها، لكن وسائل إعلام بوسنية أكدت أنها جاءت لنقل رسالة مباشرة لدوديك.
وقالت تسفيانوفيتش في تصريحات الجمعة: جمهورية صرب البوسنة تريد أن تظهر كشريك موثوق. وعندما يُحترم هذا الكيان، فإننا نرد بالمثل". وفي اليوم نفسه، أعلنت الولايات المتحدة رفع العقوبات عن عدد من مقربي دوديك.
بلد مقسم
تُقسم البوسنة والهرسك إلى كيانين: فدرالية البوسنة والهرسك وتضم المسلمين وكروات البوسنة، وجمهورية صرب البوسنة.
يعود هذا التقسيم إلى اتفاق دايتون، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بعد الحرب التي اندلعت بين 1992 و1995 عقب انهيار يوغوسلافيا، والتي أسفرت عن تطهير عرقي وإبادة جماعية ومقتل أكثر من 100 ألف شخص.
خلال رئاسة دوديك، تحدت جمهورية صرب البوسنة النظام الدستوري بعد الحرب، ما أعاد تصعيد التوترات السياسية، وفرضت واشنطن وعدة دول أوروبية عقوبات على دوديك وبعض حلفائه، معتبرة أن سياساتهم الانفصالية تهدد السلام والاستقرار في المنطقة.
ورحبت وزارة الخارجية الأمريكية بقرار استبدال دوديك كرئيس، الذي أصر على أن الانفصال يبقى هدفه النهائي، مؤكدًا استمرار رؤيته الانفصالية للكيان الصربي البوسني.