ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
مع اقتراب الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، يحاول قادة القارة الأوروبية منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من فرض رؤيته وتحقيق أهدافه لإنهاء الصراع بين موسكو وكييف.
وتأتي المحاولات الأوروبية تزامنًا مع بدء المحادثات التمهيدية لإعادة العلاقات بين واشنطن وموسكو؛ إذ أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في رسالة مشتركة مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن على أوروبا أن تتحمل حصتها بالكامل من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
واجتمع قادة من دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في باريس لتحديد رد مشترك يضمن أمن أوروبا، ومواجهة تحركات إدارة ترامب بشأن الملف الأوكراني.
وفي الوقت الذي يحاول فيه ترامب وبوتين إرساء قواعد اتفاق السلام، يغرّد الأوروبيون خارج السرب، إذ يعمل سفراء 27 دولة أوروبية على وثيقة تتضمن تقديم الاتحاد الأوروبي مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا في أقرب وقت ممكن خلال 2025، وفقًا لوكالة "فرانس برس".
ويرغب الأوروبيون في الالتزام بكمية تبلغ "بحد أدنى" مليونًا ونصف مليون قذيفة مدفعية، وصواريخ عالية الدقة، وطائرات مسيّرة، وأنظمة دفاع جوي بحلول عام 2025، بحسب الوثيقة. ويُطرح التساؤل المهم هنا عن كيف ستبدو القوة العسكرية الأوروبية في أوكرانيا؟.
ومن جانبه، قال مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إبراهيم كابان، إن "أوروبا تواجه مشكلة كبيرة تتمثل في اعتمادها الكبير على القوة العسكرية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، وبالتالي فهي لا تستطيع قيادة الحرب لوحدها من بوابة أوكرانيا، وإن كانت هي المعنية الأولى بهذا الملف على اعتبار أن روسيا تهدد أمنها".
وأضاف كابان في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "ترامب يضغط على أوروبا للحصول على مكاسب اقتصادية من صفقة التسوية مع روسيا، وأن تكون له حصة الأسد من الصراع الروسي الأوكراني".
وأشار إلى أن موقف أوروبا يتعارض مع ترامب، حيث ترفض مساعيه لتحويل أوكرانيا إلى مستعمرة أمريكية، لأن أوروبا تريد أن تكون أوكرانيا تابعة للاتحاد الأوروبي كمنطقة نفوذ لها في الشرق لمواجهة الأطماع الروسية في القارة العجوز.
وتوقع كابان أن تتجه أوروبا، إذا استمر ترامب بتجاهلها في المفاوضات مع روسيا، نحو الصين.
وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية، كارزان حميد: "أوروبا أصبحت كتلة مهمشة سياسيًا وعسكريًا ضمن التحالفات الدولية التي شكلت لردع التهديدات العسكرية والسياسية بعد الحقبة السوفيتية، والآن دفع ترامب بهذه الفكرة بقوة أكبر خلال مباحثاته الثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الأيام الماضية".
وأضاف حميد في حديث لـ"إرم نيوز"، أن اجتماعات الرياض كشفت أن أوروبا أصبحت ثانوية وغير مهمة للسياسة الدولية، لذلك لجأ قادة أوروبا لطرح فكرة إنشاء قوة عسكرية أوروبية لحفظ السلام أو على أقل تقدير لإثبات وجودهم مجددًا على الساحة الدولية.
وأشار إلى أن تأثير أوروبا العسكري في أوكرانيا ضعيف دون الدعم الأمريكي، لذلك فإن تخلي واشنطن عن دعم كييف عسكريًا يجعل أوروبا عاجزة عن مواجهة روسيا بمفردها.
وختم حديثه بالقول: "لذلك تحاول بروكسل الضغط على واشنطن والحلفاء لكي يحجزوا مقعدهم في المفاوضات التي تُجرى لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. وهذا ما نراه خلال التصريحات الحالية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يؤكد على عدم قبول أي مفاوضات سلام مع روسيا إلا بوجود الأوروبيين على الطاولة، مما يشير إلى عدم وجود قرار سيادي لدى كييف بشأن السلام مع روسيا".