قال السفير الروسي السابق ألكسندر زاسبكين، إن التحركات العسكرية الغربية على حدود روسيا تمثل استفزازًا مباشرًا، يهدف إلى تصعيد التوتر وتعطيل أي مسار تفاوضي.
وفي حوار مع "إرم نيوز" استبعد زاسبكين عقد لقاء ثلاثي يجمع الرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي، بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الوقت الراهن.
وعلق الدبلوماسي الروسي، على رفع القيود الأوروبية عن استخدام أوكرانيا للأسلحة بعيدة المدى ضد الداخل الروسي، معتبرًا أن ذلك زاد من حدة التوتر، لكنه شدد على أن روسيا لا تزال ترفض خيار الصدام المباشر.
وتاليا نص الحوار:
- في ظل تعذر عقد لقاء ثنائي بين كييف وموسكو، ما فرص نجاح لقاء ثلاثي؟
من غير المرجح، في هذه المرحلة، عقد أي لقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سواء كان ثنائيًا أم ثلاثيًا بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فمثل هذا اللقاء يجب أن يكون تتويجًا لاتفاق سلام تم التوصل إليه، لا أن يكون وسيلة لبلوغ الاتفاق.
- إلى أي مدى تعكس التحركات العسكرية الغربية على حدود روسيا نوايا مواجهة فعلية؟
التحركات العسكرية الغربية تمثل استفزازًا واضحًا يهدف إلى عرقلة مسار المفاوضات، وتصعيد التوتر، وتخويف الرأي العام، خاصة في أوروبا.
وهذه التحركات الاستعراضية ترافقها حملة إعلامية مكثفة ضد روسيا، ونرى أن هذا التصرف هو نوع من الهروب إلى الأمام في ظل الانهيار الاقتصادي داخل الاتحاد الأوروبي، ومحاولة لخلط الأوراق عبر تسريع سباق التسلح، والإبقاء على الحرب بين روسيا وأوكرانيا لأطول فترة ممكنة.
- بعد رفع بعض الدول الأوروبية القيود عن استخدام أوكرانيا للأسلحة بعيدة المدى ضد الداخل الروسي، هل أصبح الصدام المباشر أقرب من أي وقت مضى؟
ترتفع الأصوات داخل روسيا مطالبة باتخاذ مواقف أكثر تشددًا تجاه الدول الأوروبية التي تقدم الدعم لنظام كييف، خاصة في ضوء التصريحات الاستفزازية الأخيرة للمستشار الألماني وغيره.
ومع ذلك، يبقى الموقف الروسي المبدئي ثابتًا: الصدام المباشر غير وارد، وروسيا لا تسعى إلى ذلك.
- بعد تصريح ترامب بأن "صبره بدأ ينفد" بشأن الحرب الأوكرانية، هل بدأت واشنطن تفقد رهاناتها على استمرار الحرب؟
روسيا تقيم بشكل إيجابي الجهود التي بذلها الرئيس ترامب وإدارته للتوصل إلى تسوية للنزاع في أوكرانيا، وهذه النظرة لا تتأثر بالتصريحات الصادرة عن الجانب الأمريكي، والتي قد تعتمد أحيانًا على معلومات غير دقيقة.
ما يهم هو الأفعال، خاصة في ما يتعلق بالعقوبات، والمساعدات المقدمة لأوكرانيا، وطبيعة العلاقات مع روسيا، ومن هذا المنطلق، ستواصل روسيا الحوار والتعامل مع إدارة ترامب.
- ما مبررات موسكو لإنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي الأوكرانية؟
إنشاء منطقة عازلة يُعد خطوة ضرورية لحماية الأقاليم الروسية المحاذية لأوكرانيا، لا سيما محافظات كورسك وبريانسك وبلغورود، سواء من خطر القصف المدفعي أم من هجمات برية محتملة.
وفكرة المنطقة العازلة طُرحت منذ عام ونصف على الأقل، واليوم بدأ الجيش الروسي تنفيذها عمليًا، لا سيما في منطقتي سومي وخاركيف، وربما ستمتد لاحقًا نحو الجنوب، بحسب تطورات الميدان.
