ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
عبّر خبراء في السياسات الأمريكية، عن مخاوفهم من أن يصل تعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع معارضيه، إلى تشجيع مؤيديه لتكوين ميليشيات تلاحق كل من اختلف معه، وأخرى تضم من تضرروا من سياسات ترامب ولم يجدوا في القانون والقضاء ضالتهم.
وأوضحوا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن خصوم ترامب يرون أن سياساته تقوم على مصالح ضيقة يغلب عليها الطابع العنصري، خاصة مع تصاعد الخطاب المتطرف، الذي بات واضحا في الساحة الأمريكية مؤخرا.
وأشار الخبراء إلى أن ترامب يعمل على استخدام سلطة القضاء كأداة خاصة لترهيب من يختلفون معه ويوجهون له انتقادات علنية أو هجوم لشخصه، أو يرفضون سياساته تجاه ملفات يتبناها.
وتأتي تلك المخاوف وسط تحذيرات أطلقها قادة ديمقراطيون مؤخرا، بشأن ضغوط يمارسها ترامب على وزارة العدل لمقاضاة معارضين سياسيين، معتبرين أن ذلك يضع البلاد على "مسار نحو الدكتاتورية".
ويقول الباحث في الشؤون الأمريكية، الداه يعقوب، إن المرحلة التي وصل إليها ترامب ومعه الجمهوريون في الفترة الأخيرة، تمثل نوعا من التطرف السياسي، حيث يسعون إلى التضييق على كل المعارضين لهم، خصوصا إذا كانوا من أصول مهاجرة.
ويضيف، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه الحالة تجلت بوضوح في ممارسات عدة آخرها كانت تصريحات ترامب النارية ضد إلهام عمر، ومطالبته بترحيلها إلى الصومال، إلى جانب انتقاده لدولتها وتجربتها الديمقراطية.
ويشير يعقوب إلى أن مثل هذه التصريحات يستخدمها ترامب كـ"فزاعة" في مواجهة معارضي سياساته، خاصة بعد حادثة مقتل الناشط السياسي الأمريكي اليميني تشارلي كيرك مؤخرا وتصاعد الخطاب اليميني داخل دهاليز الإدارة الحالية بدرجة كبيرة جدا.
وأوضح أن ترامب كما استغل المحكمة العليا لإصدار قرارات لصالحه في إطار حربه على الهجرة غير الشرعية، فإنه يحاول حاليا استغلال وزارة العدل والثغرات القانونية التي تمكنه من التضييق على المعارضين لسياساته.
وبيّن الخبير يعقوب أن هناك مشاكل وعراقيل قانونية قد تحول دون حصول ترامب على مبتغاه فيما يتعلق بإلهان عمر، ولكن التضييق على ناشطين آخرين تم بالفعل من خلال إجازة بعض القضاة لترحيل عدد منهم، من بينهم محمود خليل، وهو ناشط طلابي بارز فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
ولفت إلى أنه من ذلك المنطلق، تسير وزارة العدل، كما مختلف الإدارات الأمريكية الحالية، وفق نهج ترامب الذي تغلب عليه نخبة يمينية متطرفة جدا، والتي تستغل شعارات من قبيل "الخطر الأمني" و"خطر المهاجرين" لتمرير مآرب شخصية.
وذكر الخبير يعقوب أنه بالإشارة إلى أن خصوم ترامب يرون أن سياساته تقوم على مصالح ضيقة يغلب عليها الطابع العنصري، خاصة مع تصاعد الخطاب المتطرف الذي بات واضحا في الساحة الأمريكية مؤخراً ويتعلق بحركة "ماغا".
بدوره، يؤكد الخبير في الشؤون الأمريكية نبيه واصف، أنه بات هناك مخاوف من أن تذهب سياسات ترامب مع معارضيه، في ظل حالة التسييس لمنظومة العدالة مع ممارسة الضغوط عليها، وعدم الخضوع لدولة القانون، إلى تشجيع مؤيديه بطريقة أو أخرى إلى تكوين ميليشيات تلاحق كل من اختلف معه أو من لم تصدر وزارة العدل قرارا بتتبعه، لانتقاده للرئيس الجمهوري أو توجهاته، وهو ما سيقابله بطبيعة الحال، ميليشيات أخرى ممن تضرروا من هذه السياسات ولم يجدوا في القانون والقضاء ضالتهم.
واعتبر، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ترامب يعمل على استخدام سلطة القضاء كأداة خاصة لترهيب من يختلفون معه ويوجهون له انتقادات علنية أو هجوما لشخصه أو يرفضون سياساته تجاه ملفات يتبناها، ومن بينهم من يهاجمون الحرب الإسرائيلية على غزة وينتقدون الرئيس الجمهوري في عدم التدخل لمنع هذه الحرب، أو من يرفضون ما يتبعه من إجراءات في ملف الهجرة واللاجئين.
ولفت واصف إلى أن ما يجري في هذا الصدد، لا يتعلق فقط بخطورة تجاوز ترامب سلطاته والتجاوز بالتعدي على صلاحيات آخرين وممارسة ضغوط على سلطات مستقلة، فهذه الممارسات قائمة، وعمِل الرئيس الجمهوري فيها بسياق يعارض القانون بشكل علني.
ونوّه إلى أن الأخطر من ذلك أن تحمل هذه الممارسات من جانب ترامب، نوعا من التأجيج وخلق كراهية بين أوساط سياسية ومجتمعية، للرد على ذلك من جانب بعض الفئات التي ترى أنها تتعرض إلى ظلم أو ترهيب وأن القانون لا يحميها، وأن عليها أن تتخذ نفس الطريق للحماية أو الرد أو خلق طرق للانتقام مع غياب القانون تجاه مجموعات بعينها.