مفوض الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية السوء

logo
العالم

"ذا كونفرزيشن": سياسات ترامب تجر العالم إلى انتشار نووي خطير

"ذا كونفرزيشن": سياسات ترامب تجر العالم إلى انتشار نووي خطير
دونالد ترامبالمصدر: رويترز
20 أبريل 2025، 8:43 م

حذّرت مجلة "ذا كونفرزيشن" الأمريكية من أن السياسات التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تدفع العالم نحو موجة انتشار نووي جديدة، في تراجع خطير عن النهج الذي اتبعه جميع رؤساء الولايات المتحدة منذ هاري ترومان، الذين التزموا تقليديًا بتقييد انتشار الأسلحة النووية.

وأشارت المجلة إلى أن ترامب، وخلافًا لهذا الإرث، عمد خلال ولايته الأولى عام 2018 إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، الذي كان قد نجح في فرض قيود صارمة على تخصيب المواد النووية القابلة للاستخدام العسكري، مقابل تخفيف العقوبات.

وقد شكّل هذا الانسحاب نقطة تحوّل، إذ سارعت إيران عقب ذلك إلى تسريع برنامجها النووي، وتشير التقديرات اليوم إلى أنها على بعد أشهر أو حتى أسابيع من إنتاج عدة قنابل نووية.

وبعد فترة وجيزة، ومع تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية، أعلن ترامب أن بيونغ يانغ وافقت على نزع السلاح النووي، غير أن تلك المحادثات لم تُسفر في النهاية عن أي اتفاق فعلي.

وتحذّر المجلة من أن العالم سيواجه نمطًا جديدًا من مخاطر الانتشار النووي، لا يقتصر على إيران وكوريا الشمالية، بل يمتد إلى عدد متزايد من حلفاء الولايات المتحدة الذين طالما اعتمدوا على مظلتها النووية.

وأبدى الحلفاء الأوروبيون قلقًا متصاعدًا إزاء موثوقية الالتزامات الأمريكية، وقد عزز هذا القلق تعليق ترامب (ثم إعادة تفعيل) عمليات نقل الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية إلى أوكرانيا، إضافة إلى تقاربه الواضح مع روسيا، وتوجيهه انتقادات علنية إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وإشاراته إلى تخلّي بلاده عن التزامات الدفاع المشترك، بل وتهديده العلني بسيادة كندا وغرينلاند وبنما.

وفي هذا السياق، تنص المبادئ التوجيهية لمشروع "2025" الذي يدعمه ترامب، على تصعيد التجارب النووية الأمريكية، ما يُعد كسرًا لتحريم استمر طويلًا في السياسات الأمريكية والدولية.

وبينما كان ترامب يعيد رسم خريطة العلاقات في أوروبا وأمريكا الشمالية، بدأت دول شرق آسيا، وعلى رأسها كوريا الجنوبية واليابان، تدق ناقوس الخطر، في ظل ما بدا لها انهيارًا تدريجيًا للنظام الأمني العالمي بقيادة واشنطن. ولا تملك هذه الدول بدائل فعلية للمظلة النووية الأمريكية، ما يدفعها إلى التفكير جديًا في بناء قدراتها الردعية الذاتية.

وتُظهر استطلاعات حديثة أن أكثر من ثلثي المواطنين في كوريا الجنوبية يؤيدون امتلاك بلادهم للأسلحة النووية، بعيدًا عن الاعتماد على الولايات المتحدة، كما بدأت شخصيات سياسية مرموقة، إلى جانب أكاديميين وصحفيين، في طرح مسألة التسلح النووي علنيًّا.

وتلفت المجلة إلى أن سياسة "أمريكا أولاً" التي ينتهجها ترامب أوصلت حلفاء مثل كوريا الجنوبية إلى قناعة بأن الضمانات الأمريكية لم تعد كافية، وإذا كانت إدارة ترامب مستعدة للتخلي عن أقدم وأوثق حلفائها الأوروبيين، فإن الكوريين الجنوبيين قد لا يجدون مبررًا للاستمرار في الرهان على مظلة الحماية الأمريكية.

وفيما يتعلق بالقدرات، فإن كوريا الجنوبية تمتلك بالفعل واحدة من أكثر الصناعات النووية المدنية تقدمًا في العالم، مع 24 مفاعلًا نشطًا، وخبرة علمية كافية لتطوير أسلحة نووية في فترة تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة، بحسب المجلة، لكن العائق الوحيد كان ولا يزال الإرادة السياسية، التي ارتبطت بوجود ضمانات أمنية أمريكية واضحة.

وتحذّر "ذا كونفرزيشن" من أن لجوء كوريا الجنوبية إلى التسلح النووي قد يُطلق سلسلة من ردود الفعل المتسلسلة في المنطقة، تبدأ باليابان التي ستكون مجبرة على اتخاذ الخطوة نفسها.

وتمتلك اليابان دورة وقود نووي مكتملة، تشمل منشآت لتخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة الوقود المستهلك، بالإضافة إلى 9 أطنان من البلوتونيوم، و1.2 طن من اليورانيوم عالي التخصيب، وهي مواد تكفي لإنتاج آلاف الرؤوس النووية خلال فترة لا تتجاوز 6 أشهر.

أخبار ذات علاقة

محمد مهدي شهرياري

برلماني إيراني: القيادة "متواصلة" مع فريق ترامب منذ عامين بشأن المفاوضات

 واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن العالم بات يواجه أخطر اختبار لتعاون الدول منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ أخذت الدعامة الرئيسة لهذا النظام؛ الضمانات الأمنية الأمريكية في التآكل.

وأضافت أن سياسات ترامب لا تهدد فقط بتقويض بنية الأمن العالمي، بل تضرب أيضًا النظام الذي بُني عقب الحرب كحصن أخلاقي وسياسي ضد انتشار الأسلحة النووية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC