حذر جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، من أن الصين ستتفوق على الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، مستندًا إلى تكاليف الطاقة المنخفضة وتخفيف القيود التنظيمية في بكين.
وخلال تصريحاتٍ لصحيفة "فاينانشال تايمز"، أكد هوانغ صراحة: "الصين ستفوز بسباق الذكاء الاصطناعي"، في أقوى تعليق له حتى الآن كرئيس لأكبر شركة تقنيات في العالم.
وجاءت تصريحات هوانغ بعد أن أبقت إدارة ترامب على حظر بيع "إنفيديا" لأحدث شرائحها إلى الصين، عقب اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ.
وانتقد هوانغ ما وصفه بـ"التشاؤم الغربي"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تتباطآن بسبب تراكم اللوائح، وشدد قائلًا: "نحتاج إلى مزيد من التفاؤل". ولفت إلى أن القوانين الجديدة للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة قد تترتب عليها 50 "لائحة جديدة"، مقارنةً بالدعم الحكومي للطاقة في الصين الذي يجعل تشغيل البدائل المحلية لشرائح "إنفيديا" أرخص بكثير، موضحًا أن "الطاقة هناك شبه مجانية".
وأفاد التقرير أن بكين عززت مؤخرًا دعمها للطاقة لعدد من مراكز البيانات الكبرى التي تديرها شركات مثل "بيت دانس" و"علي بابا" و"تينسينت"، بعد شكوى هذه الشركات من ارتفاع تكاليف تشغيل الشرائح المحلية الأقل كفاءة.
بدوره سبق وأن حذر هوانغ، من أن أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية لم تتفوق كثيرًا بعد على نظيراتها الصينية، داعيًا الحكومة الأمريكية إلى فتح السوق أمام شرائح "إنفيديا" للحفاظ على هيمنة التكنولوجيا الأمريكية عالميًّا.
ولكن بعد لقائه مع شي جين بينغ، قال ترامب إنه لن يسمح للصين باستخدام شرائح "بلاك ويل" الأكثر تقدمًا: "لن يسمح لأي أحد سوى الولايات المتحدة بالحصول على هذه التكنولوجيا الأكثر تطورًا"، وفي الوقت نفسه، ناقشت "إنفيديا" خلال مؤتمر للمطورين في واشنطن محاولاتها لكسب دعم الحكومة الأمريكية، فيما ارتفعت قيمة الشركة السوقية لتصل إلى 5 تريليونات دولار لأول مرة، مدفوعةً بتصريحات ترامب حول محادثاته المحتملة مع شي بشأن الشرائح.
وكانت مخاوف الولايات المتحدة من تقدم الصين في الذكاء الاصطناعي تتصاعد طوال العام، ولا سيَّما بعد أن صدم مختبر صغير صيني يُدعى "ديب سيك" العالم بـ"نموذج لغوي" ضخم متقدم؛ ما أثار جدلًا واسعًا في وادي السيليكون حول قدرة شركات أمريكية مثل "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك" على الدفاع عن تفوقها التقني.