نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يُهاجم حلف الناتو بحلول عام 2027.
وفي حين حذر التقرير من تكلفة انسحاب الولايات المتحدة من التحالف الغربي، أفاد بأن روسيا قد تُعيد بناء جيشها لغزو دول أوروبية أخرى بحلول عام 2027، إذا تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في أوكرانيا في وقت لاحق من العام الجاري.
وبحسب الصحيفة، أعلن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن الرئيس بوتين وضع روسيا في حالة تأهب قصوى، وقد يختبر التزام الناتو بالمادة الخامسة، حجر الأساس للدفاع المشترك، بمهاجمة دولة من دول البلطيق في غضون عامين فقط.
كما عرض المعهد، ومقره لندن، الخيارات الصعبة التي تواجه القادة الأوروبيين بشأن الإنفاق الدفاعي بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب الدعم الأمريكي من الناتو.
وبينما ستُكلف الدول الأوروبية تريليون دولار على مدى 25 عامًا لتعويض انسحاب القوات الأمريكية، سيتعين عليها أيضًا شراء 400 طائرة مقاتلة و20 مدمرة للصمود في وجه هجوم روسي، علاوة على أن أعضاء الناتو سيحتاجون إلى تجنيد 128 ألف جندي ليحلوا محل القوات الأمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أن تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية يستند إلى افتراض أن وقف إطلاق النار سينهي الحرب في أوكرانيا في وقت لاحق من هذا العام، وأن تبدأ الولايات المتحدة في سحب قواتها العسكرية من أوروبا للتركيز على التهديد الذي تشكله الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ورغم أن رئيس أركان الدفاع البريطاني الأدميرال السير توني راداكين، صرّح بأن روسيا ستستغرق عشر سنوات لإعادة بناء جيشها بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدتها في أوكرانيا، إلا أن مؤلفي التقرير وجدوا أن روسيا يمكن أن تستعيد قوتها قبل الغزو في وقت أقرب بكثير.
وقالوا: "قد تكون روسيا في وضع يسمح لها بتشكيل تحدٍّ عسكري كبير لحلفاء الناتو، وخاصة دول البلطيق، بحلول عام 2027".
وأشار مؤلفو التقرير إلى أن الرئيس بوتين سينفق 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام، وقالوا إنه لا ينبغي الاستهانة بقدرة روسيا على إعادة بناء قواتها بسرعة.
ويُنظر إلى إستونيا وليتوانيا ولاتفيا، التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي سابقًا، على نطاق واسع على أنها المكان الأكثر احتمالًا لاختبار بوتين للمبدأ الأساسي المنصوص عليه في المادة 5 من معاهدة الناتو، والتي تنص على أن الهجوم على أي حليف هو هجوم على الجميع.
ونظرًا لهذا التهديد، وفي حين تحتاج الدول الأوروبية إلى زيادة استثماراتها إلى "مستويات الحرب الباردة"، عندما تجاوز متوسط الإنفاق الدفاعي 3% من الناتج المحلي الإجمالي، لتعويض خسارة المعدات الأمريكية، أشار التقرير إلى أن شركات الدفاع الأوروبية ستجد صعوبة في إعادة تجهيز القوات الجوية والبحرية لحلف الناتو خلال العقد المقبل بسبب نقص القدرات الصناعية.
وخلص تقرير المعهد إلى أن القادة الأوروبيين "من المرجح أن يواجهوا صعوبة في توفير الأموال اللازمة لتمويل المستوى الحالي من القدرات العسكرية الأمريكية المقدمة لحلف الناتو".