logo
العالم

نائب إيراني لـ"إرم نيوز": جمود المفاوضات مع الغرب ينذر باندلاع حرب جديدة

عضو البرلمان الإيراني بيت الله عبد اللهيالمصدر: .

قال عضو البرلمان الإيراني والقيادي في التيار الإصلاحي بيت الله عبد اللهي، إن جمود المفاوضات مع الغرب ينذر بتجدد الصراع واندلاع حرب جديدة، مشيرا إلى إمكانية إحياء المفاوضات عبر حصرها بالملف النووي.

وأضاف، عبد اللهي في حوار مع "إرم نيوز" إن الشروط التي يضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتفاوض مع طهران "قاسية ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، مثل إيقاف كامل لعمليات تخصيب اليورانيوم"، معتبرًا أن هدف بعض المسؤولين في حكومة ترامب هو إسقاط النظام الإيراني.

 

أخبار ذات علاقة

شعارات ضد إسرائيل على جدارية في طهران

لإسقاط النظام.. سيناريوهات الحرب الإسرائيلية الأمريكية المحتملة ضد إيران

وفيما يأتي نصّ الحوار:

هل تعتقد أن إيران ترغب حاليًّا في استئناف المفاوضات النووية غير المباشرة مع واشنطن؟

إيران تميل حاليًّا لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن، ويمكن استنتاج ذلك من تصريحات وزير الخارجية عباس عراقجي وبعض المسؤولين الحكوميين. لكن تشكيل مثل هذه الطاولة في الظروف الحالية يبدو مستحيلًا، لأنه يتطلب شروطًا متساوية وعدم ممارسة القوة من قبل أمريكا، وهو ما لم يتحقق بعد.

وما يصلنا من رسائل أمريكية عبر وسطاء أن واشنطن لا تطلب مفاوضات تقتصر على الملف النووي، بل يذهبون أبعد من ذلك، حيث يريدون التفاوض على القضايا الصاروخية وحتى مديات تلك الصواريخ، خصوصًا بعدما شاهدوا قدرة صاروخية أضرت بإسرائيل.

وإيران دائمًا ملتزمة بالحوار والدبلوماسية، إذا كان الطرف الأمريكي جادًّا في التوصل لاتفاق ويقتصر الموضوع على بناء الثقة في الملف النووي.

ما سبب عدم إمكانية بدء هذه المفاوضات؟

الموقف الأمريكي واضح؛ فهم يصرّون على شروطهم القصوى، خاصة موضوع "التوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم"، وهو شرط لا يمكن لإيران قبوله. وإدارة ترامب لا تعترف بالاعتبارات الدبلوماسية المعتادة، وهدفها الرئيس ليس تقليل التوتر، بل تحقيق السيطرة وإجبار إيران على الخضوع.

إذا توقف الأمريكيون عن المماطلة، فإن الطريق لأي تفاهم سيكون مفتوحًا. إيران لن توافق على تعليق كامل لتخصيب اليورانيوم لأنه حقها، ولكن يمكن اعتماد آلية لبناء الثقة مثل تعليق مؤقت للتخصيب لعدة أشهر؛ ما يساعد على عبور مرحلة حساسة تاريخيًّا وتخفيف الضغوط الاقتصادية.

ماذا عن تأثير الحرب التي استمرت 12 يومًا في مواقف واشنطن؟

رغم مقاومة إيران وصمودها خلال تلك الحرب، فإن أمريكا لم تتنازل عن مطالبها. وترامب شخص غير اعتيادي، ولا يمكن الاعتماد على تصريحاته. والهدف الأساسي لبعض المسؤولين في إدارة ترامب برأيي هو إسقاط النظام الإيراني وتقسيم البلاد، وليس مجرد مفاوضات حول قضايا محددة.

ما الإستراتيجية التي تقترحها إيران لمواجهة هذه الضغوط؟

نحتاج إلى تعزيز "العمق الإستراتيجي" مع الصين وروسيا، ولا يجب أن نقتصر على هذين البلدين فقط، بل يجب توسيع التعاون مع كل الدول التي ترغب في علاقات رابح–رابح مع إيران. وفي ظل الحصار الاقتصادي والعقوبات الصارمة، يجب استثمار كل فرصة اقتصادية مهما كانت صغيرة، وهذا الأمر أصبح ضرورة قصوى.

هل هناك مخاطر محدقة بسبب الانسداد في المفاوضات؟

إذا لم تُدار الدبلوماسية بشكل صحيح، فإن نقطة الانسداد قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة وربما نشوب صراع. هذا أمر مثبت في أسس علم السياسة؛ فغياب الحلول الدبلوماسية يزيد خطر التصعيد العسكري. للأسف هناك نوع من الجمود، ونحن أيضًا تأثرنا بعدم التحرك الكافي في هذا السياق.

وأفضل خطوة الآن هي التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والسماح للخبراء بالعمل وفق البروتوكولات وتقديم تقارير تثبت تعاون إيران. هذا يُعدّ وسيلة لكسر حالة الجمود والحد من الممارسات غير الفعالة. وإذا تمكنا من الوصول إلى تفاهم حدّ أدنى مع الوكالة، يمكننا تقليل حدة التوتر مع الغرب، وهذا يعتبر مبادرة إيجابية وفاعلة.

هل إيران هي الطرف الأكثر تضررًا من الجمود الحالي؟

نعم. الطرف الغربي يواجه انشغالات عديدة، من غزة إلى أوكرانيا وحتى مسائل اقتصادية داخلية، لذا هم يحتفظون بالجمود لمصالحهم. أمّا إيران، فالجمود يفاقم الضغوط، خاصة الاقتصادية، ويزيد صعوبة الموقف.

وبرأيي يجب أن يكون الوضع المعيشي للشعب الإيراني محور أي مفاوضات. التخلي عن الحوار، حتى في الظروف الصعبة، يعني تجاهل مصالح الشعب والمصالح الوطنية. ومن الضروري أن تجري المفاوضات من موقع قوة وبعقلانية، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الخبرات والقدرات الوطنية لتحقيق أفضل النتائج.

وإذا تمكنّا من إقناع الولايات المتحدة بأن يكون موضوع النقاش مقتصرًا على الملف النووي، يمكن لإيران أن تشارك بقوة أكبر في المفاوضات، بما يضمن خروج الشعب من تحت وطأة العقوبات الاقتصادية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC