تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
رغم محاولات أنقرة إحياء مسار السلام المتعثر، اصطدمت أول جولة مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ أكثر من 3 سنوات بجدار الخلافات الصلب.
المباحثات الروسية الأوكرانية، التي استضافها إسطنبول، انتهت باتفاق إنساني محدود لتبادل 1000 أسير من الجانبين، لكنها كشفت أن الطريق إلى وقف إطلاق النار ما زال طويلًا، ومليئًا بالألغام السياسية والعسكرية.
وأكد الخبراء أن الموقف الروسي يرتكز على استعداد للتفاوض دون شروط، مقابل ثوابت يعتبرها خطوطا حمراء تتعلق بالأمن القومي الروسي، أبرزها منع انضمام أوكرانيا إلى الناتو والاعتراف بالمناطق التي ضمتها موسكو.
وأشار الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى رغبة روسية في استثمار التوقيت السياسي لإعادة صياغة مخرجات الحرب عبر مسارات دبلوماسية مدروسة، رغم استمرار التصعيد الميداني.
وأضافوا أن المفاوضات، رغم ضغوط واشنطن، لم تكن واقعية، إذ إن روسيا لا تُظهر نية جدية، بل تسعى فقط إلى تجميد الدعم الغربي؛ لذا فإن كييف لاتزال تتمسك بمواقفها السيادية، معتبرة أن أي تنازل عن الأراضي المحتلة يُعد خيانة لمطالب الشعب الأوكراني ومبادئ العدالة الدولية.
وبهذا الصدد، أكد الدبلوماسي الروسي السابق، ألكسندر زاسبكين، أن دوافع التفاوض بين موسكو وكييف لا تزال متباينة، مشيرًا إلى أن روسيا تسعى للعودة إلى مسار تفاوضي توقف منذ ثلاث سنوات بقرار من السلطات الأوكرانية.
وأوضح زاسبكين، لـ"إرم نيوز"، أن الاتفاق كان شبه مكتمل آنذاك، وكان من الممكن أن يُنهي الحرب، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فضّل خيار الحرب مدعومًا من القوى الغربية، حسب تعبيره.
وأضاف أن زيلينسكي يطالب اليوم بوقف مؤقت لإطلاق النار، يراه الروس تمهيدًا لجولة قتال جديدة حين تتهيأ الظروف المناسبة، وهو ما يحظى، وفق قوله، بدعم أوروبي يستهدف استنزاف روسيا.
وأشار إلى أن بوتين أبدى استعداد موسكو للتفاوض دون شروط مسبقة، وهو ما أكده رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، الذي شدد على أن بلاده ستتعامل مع أي مفاوضات بشكل بنّاء.
وأكد زاسبكين أن موسكو متمسكة بجملة من الثوابت التي تعتبرها خطوطًا حمراء في أي تسوية، منها: منع انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وعدم نشر قوات أجنبية على أراضيها، واجتثاث النازية في أوكرانيا، وتقليص الجيش الأوكراني، ومنح اللغة الروسية صفة رسمية، والاعتراف بالمناطق التي ضمتها روسيا مؤخرًا.
وفيما يتعلق بمقترح وقف إطلاق النار، أوضح زاسبكين أن القبول الروسي مرهون بإجراءات تمهيدية والتزام أوكراني، أبرزها وقف استيراد الأسلحة الغربية، ووقف التجنيد والتدريب العسكري.
من جانبه، قال مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني، إيفان يواس، إن مفاوضات إسطنبول لم تكن ضرورية فعليًا لا لروسيا ولا لأوكرانيا، بل كانت حاجة أمريكية.
وأضاف يواس، لـ"إرم نيوز"، أن روسيا تشعر بالثقة في تحقيق النصر، فيما ترى أوكرانيا أنها لن تُهزم؛ لذلك لم يكن لدى الطرفين دافع حقيقي للمفاوضات.
وأشار إلى أن أوكرانيا وافقت على المحادثات فقط بسبب ضغوط أمريكية، رغم أن روسيا لم تقبل بشروط وقف إطلاق النار، التي طرحتها أوروبا والولايات المتحدة كبداية لأي مسار تفاوضي.
وأوضح يواس أن روسيا قررت إرسال وفد تفاوضي وصفه الرئيس الأوكراني بـ"الصوري"، في محاولة لإظهار الاستعداد للحوار أمام واشنطن، دون نية حقيقية، بهدف إقناع الإدارة الأمريكية بوقف الدعم العسكري لكييف، وهو ما تعتبره موسكو هدفًا استراتيجيًا.
وأضاف أن روسيا تسعى إلى استئناف مفاوضات إسطنبول لعام 2022، حين كانت تأمل في فرض شروط استسلام على أوكرانيا عبر القنوات الدبلوماسية، بعد فشلها في تحقيق ذلك عسكريًا.
وأكد يواس أن أوكرانيا لن تقبل بالاستسلام، بل تسعى لاستعادة أراضيها كاملة، وضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبتها روسيا، بما في ذلك القيادة الروسية العليا.
وفيما يتعلق بالخطوط الحمراء، أوضح يواس أن موسكو غير مستعدة للانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها، في حين ترفض كييف أي اعتراف بسيطرة روسيا على أراضٍ تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من سيادتها الوطنية.