يعيش الإيرانيون حالة من "جنون ارتياب" من جهاز الموساد، وسط مخاوف من أن يرتدي جواسيس إسرائيليون "أقنعة وقبعات ونظارات شمسية"، وذلك على وقع حملة اعتقالات طالت العشرات لشبهات تتعلق بتعاونهم الاستخباراتي مع تل أبيب.
ومنذ بدء الضربات الإسرائيلية، يوم الجمعة، اعتُقل 28 شخصاً في طهران بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، بينما أُعدم، يوم الاثنين، رجل اعتُقل بهذه التهمة قبل عامين، فيما بدا أنه رسالة موجهة إلى أي متعاون محتمل.
كما اعتقل النظام الإيراني عشرات الأشخاص في جميع أنحاء البلاد بزعم مشاركتهم مقالات على الإنترنت دعماً لإسرائيل، متهماً إياهم بزعزعة "الأمن النفسي للمجتمع".
ووفق تقرير لـشبكة "سي إن إن"، تأتي موجة الاعتقالات في الوقت الذي تعاني فيه طهران من صدمة الكشف عن قيام عملاء الموساد بتهريب أسلحة إلى إيران قبل الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق واستخدامها لاستهداف البلاد من الداخل.
ازدادت الشكوك الإيرانية منذ ذلك الحين لدرجة أن وزارة الاستخبارات تطلب من الجمهور الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه وتُصدر إرشادات حول كيفية رصد المتعاونين.
وحثّ بيان صادر عن الوزارة الناس على توخي الحذر من الغرباء الذين يرتدون أقنعة أو نظارات واقية، أو يقودون شاحنات صغيرة، أو يحملون حقائب كبيرة، أو يصورون في المناطق العسكرية أو الصناعية أو السكنية.
في مكان آخر، نشر موقع "نور نيوز" التابع للدولة، والمقرب من أجهزة الأمن الإيرانية، ملصقاً يُشتبه فيه بمن يرتدون "أقنعة وقبعات ونظارات شمسية، حتى في الليل"، ومن يتلقون "توصيلات متكررة للطرود عبر البريد".
يطلب الملصق من الإيرانييين الإبلاغ عن "أصوات غير عادية من داخل المنزل، مثل الصراخ، وصوت معدات معدنية، والطرق المستمر"، و"منازل ذات ستائر مسدلة حتى في النهار".
ونصح ملصق آخر، نُسب إلى الشرطة ونُشر في وسائل الإعلام الرسمية، مُلّاك العقارات الذين استأجروا منازلهم مؤخراً بإبلاغ الشرطة فوراً.
ونقلت "سي إن إن" عن صحفيين في إيران بأنهم ممنوعون من التقاط الصور في الشارع.
وترى الشبكة الإخبارية الأمريكية أن المخاوف من الاختراق الإسرائيلي تُفاقم قلق قيادة النظام الإيراني المتزايدة العزلة، والتي هزتها في السنوات الأخيرة احتجاجات مناهضة للنظام اندلعت إثر وفاة شابة أثناء احتجازها لدى ما يُسمى بـ"شرطة الآداب".
ووفقاً لوسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، نُشرت قوات الباسيج، وهي الجناح شبه العسكري للحرس الثوري والتي استُخدمت لقمع تلك الاحتجاجات، في دوريات ليلية لزيادة "المراقبة" في أعقاب الاختراق الإسرائيلي.
في بيان مصور نُشر يوم الاثنين، حثّ قائد الشرطة الإيرانية أحمد رضا رادان "الخونة" على الإبلاغ، مشيراً إلى أن من يدركون أنهم "خُدعوا من قبل العدو" قد يتلقون معاملة أكثر تساهلاً و"يُكرّمون" .
ودعا رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجئي، إلى معاقبة "سريعة" للمتهمين بالتعاون مع إسرائيل.