كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن حضور ضباط عسكريين أمريكيين لمناورات "زاباد 2025" بين روسيا وبيلاروسيا، التي انتهت أمس الثلاثاء، وسط مخاوف متزايدة من قبل دول حلف شمال الأطلسي.
ووفق "وول ستريت جورنال"، فإن "الضيوف المفاجئين" حضروا في أكبر مناورات روسيا العسكرية السنوية، في ظل "المرونة" التي يبديها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، ورغبته بإصلاح العلاقات مع موسكو.
والمناورات، التي عقدت على حدود روسيا وبيلاروسيا مع الناتو، شملت مشاركة واسعة النطاق من أكثر من 30 دولة، بما في ذلك قوات من الهند وإيران، إلى جانب مراقبين من الصين وكوريا الشمالية.
ووفقاً لوزارة الدفاع البيلاروسية، كانت الدعوة الرسمية صادرة عن مينسك، لكن مراقبين يرون أن موسكو لعبت دوراً في ترتيبها للحفاظ على قنوات الاتصال مع واشنطن.
ونشرت الوزارة مقطع فيديو على "تيليغرام" يُظهر وزير الدفاع فيكتور خرينين وهو يحيي ضابطين أمريكيين، قائلاً: "لا نخفي شيئاً"، مضيفاً أن "الحوار يتحسن" مع الولايات المتحدة، رغم "تلميحات مختلفة" بأن المناورات قد تكون غطاء لعمليات "أكثر شراً".
وأثارت هذه التدريبات مخاوف على الجناح الشرقي للناتو، خاصة بعد توغل طائرة روسية بدون طيار في أراضي التحالف الأسبوع الماضي، الذي أدى إلى أول اشتباك بين مقاتلات الناتو وطائرات مسيرة روسية.
وتُذكّر المناورات بتاريخ روسيا في استخدام التدريبات كغطاء لعمليات توغل، كما حدث في حرب أوكرانيا عام 2022. ومع ذلك، يرى الفريق المتقاعد لانس لاندروم، زميل في مركز تحليل السياسات الأوروبية، أن الدعوة الأمريكية تمثل "طريقة منخفضة التكلفة ومنخفضة المخاطر للتواصل مع الولايات المتحدة ومواصلة العلاقة بين بوتين وترامب".
وشملت المناورات محاكاة لهجمات جوية على الأسطول الشمالي الروسي، الذي يواجه الناتو مباشرة، إضافة إلى تدريبات على معدات الحرب الإلكترونية المستخدمة لتعطيل الطائرات الأوكرانية بدون طيار.
كما أعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية عن وضع خطط لاستخدام صاروخ "أوريشنيك" التكتيكي، القادر على حمل رؤوس نووية، والذي استخدمته روسيا ضد أوكرانيا العام الماضي. ووعد بوتين بنشر هذا الصاروخ في بيلاروسيا، مما يضعه على أعتاب الناتو، في خطوة تعزز الرسائل السياسية للتدريبات.
من جانب آخر، أرسلت مشاركة الهند في المناورات إشارة إلى استمرار علاقاتها مع روسيا، رغم الضغوط الأمريكية؛ بسبب مشترياتها النفطية الروسية.
وجاءت مشاركة نيودلهي بقوة عسكرية قوامها 65 فرداً، بالتزامن مع مشاركتها في مناورات ثنائية مع الولايات المتحدة في ألاسكا، مما يعكس سياستها في توازن العلاقات الدولية.
تعززت العلاقات بين واشنطن وبيلاروسيا تحت قيادة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، الذي أفرج عن 52 سجيناً سياسياً في 11 سبتمبر، في الجولة الثانية من عمليات الإفراج منذ تولي ترامب المنصب. في المقابل، رفعت الولايات المتحدة بعض العقوبات عن بيلاروسيا، بما في ذلك على شركة "بيلافيا".
يقول الملحق العسكري البريطاني السابق جون فورمان، إن بيلاروسيا عملت على خفض التصعيد بسحب التدريبات بعيداً عن حدود بولندا، وتحذيرها من توغل طائرات روسية في مجالها الجوي. ومع ذلك، استغلت روسيا المناورات لتصعيد الخطاب ضد الغرب.
وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بأن الناتو "في حالة حرب مع روسيا" من خلال دعمه لكييف، مضيفاً أن الحلف يقدم "دعماً مباشراً وغير مباشر للنظام في كييف".