logo
العالم

مناورات "زاباد 2025".. استعراض قوة أم بوابة تعاون مع الناتو؟

مناورات زاباد 2025المصدر: جريدة الحرة

تعكس مناورات "زاباد 2025" التي جرت بين روسيا وبيلاروسيا بدعوة مراقبين من دول الناتو، إضافة إلى تبادل المعلومات العسكرية مع بولندا التزام بيلاروسيا بالشفافية والانفتاح رغم الخلافات القائمة.

ويرى المحلل السياسي الروسي، والمدير التنفيذي للمركز الدولي للتحليل والتنبؤات السياسية "ديبيتيس"، دينيس كوركودينوف، في تصريحاتٍ لـ"إرم نيوز"، أن مناورات "زاباد 2025" تأتي ضمن برنامج مخطط له طويل الأمد للتدريب المشترك بين القوات المسلحة الروسية والبيلاروسية.

وأوضح أن الهدف الأساسي منها هو التدرب على عناصر ضمان الأمن العسكري لدولة الاتحاد، وهي بطبيعتها دفاعية بحتة، وتهدف إلى حماية السيادة ووحدة الأراضي من أي تهديدات محتملة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان

بمحادثات سرية.. هل طلبت إيران مساعدة بيلاروسيا لإعادة بناء أنظمة دفاعها الجوي؟

انفتاح موسكو ومينسك على الحوار

وأشار كوركودينوف إلى أن هذه المناورات لا تستهدف أي دول ثالثة، بل تأتي استجابة لتحديات موضوعية في المنطقة، موضحًا أنها تركز على التصدي لعدوان واسع النطاق في المسرح الغربي للعمليات العسكرية، وتشمل العمل في ثلاثة اتجاهات إضافة إلى المنطقة القطبية الشمالية، بمشاركة أكثر من 100 ألف عسكري و10 آلاف قطعة من المعدات الحديثة، من بينها نماذج جرى اختبارها خلال العملية العسكرية الخاصة.

وأضاف كوركودينوف أن حضور مراقبين عسكريين من 23 دولة، بينها الولايات المتحدة وتركيا والمجر من دول الناتو، يثبت انفتاح موسكو ومينسك على الحوار، لافتًا إلى أن ذلك يتماشى مع وثيقة فيينا الصادرة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وأكَّد أن التواصل المباشر بين وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين والملحق الدفاعي الأمريكي برايان شوب ومنحه كامل الصلاحيات لمتابعة المناورات يعكس الشفافية الكاملة في إدارة هذه المناورات.

أخبار ذات علاقة

أفراد من جيش بيلاروسيا

بالمسيّرات.. بيلاروسيا تعلن إحباط تفجير "منشآت استراتيجية"

التخطيط لاستخدام الأسلحة النووية

وفيما نفى الخبير تعرٌّض موسكو لأي ضغوطٍ تكشَّفت في حجم القوات الروسية المشاركة في المناورات مقارنة بتمارين 2021، التي ضمَّت 200 ألف جندي للمناورات، أكَّد أن تقليص عدد الجنود المشاركين إلى 7 آلاف جندي فقط، بينهم ألف جندي روسي، ونقل الأنشطة الرئيسية إلى عمق البلاد، جاء بهدف التهدئة وتفنيد المزاعم حول النوايا العدائية.

وفيما يخصُّ الجانب النووي، أشار كوركودينوف إلى أن التخطيط لاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية وأنظمة "أوريشنيك" الصاروخية يُعد ممارسة اعتيادية ضمن العقيدة الدفاعية الروسية، موضحًا أنه ليس تهديدًا وإنما عنصر ردع لضمان الاستقرار، ولفت إلى أنه وكما أشار رئيس هيئة الأركان العامة البيلاروسي بافيل مورافيكو، فإن الاستخدام العملي لهذه الأسلحة لم يتم التدرب عليه نظرًا لخطورة ذلك على الأمن العالمي، غير أن التخطيط يبقى ضروريًا للحفاظ على الجاهزية.

وأوضح أن نشر أنظمة "إسكندر-إم" في منطقة كالينينغراد ليس جديدًا، إذ يتم منذ عام 2014، فيما تبقى عمليات الإطلاق الإلكترونية للصواريخ ذات طبيعة تدريبية لا تنتهك الاتفاقيات الدولية، وأكد أن تصوير هذه المناورات على أنها "عرض قوة" هو طرح غير دقيق يتجاهل طبيعتها الدفاعية وشفافيتها.

أخبار ذات علاقة

البرلمان الأوروبي

الاتحاد الأوروبي يلغي مناقشة حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا

بيلاروسيا بين موسكو والغرب

وحول دور بيلاروسيا، قال كوركودينوف إن مينسك دولة ذات سيادة وحليف رئيسي لروسيا ضمن دولة الاتحاد، مشيرًا إلى أن سياستها الخارجية ترتكز على التوازن وتعزيز الاستقرار الإقليمي، وأوضح أن خطواتها الدبلوماسية الأخيرة، بما في ذلك الحوار مع الغرب، لا تعني الابتعاد عن موسكو أو خلق توترات داخل الاتحاد، بل تأتي كجزء من استراتيجية مشتركة تهدف إلى خفض التصعيد وبناء علاقات بنّاءة مع مختلف الأطراف الدولية.

وأضاف أن دعوة مراقبين من دول الناتو وتبادل المعلومات العسكرية مع بولندا يعكسان التزام بيلاروسيا بالشفافية والانفتاح رغم الخلافات القائمة، كما أن مشاركتها النشطة في التجمع الإقليمي للقوات المشتركة والتدريب على مهام الأمن يبرز تمسكها بالتزاماتها كحليف لموسكو.

وأشار كوركودينوف إلى أن خطوات التقارب مع الغرب، مثل الرفع الجزئي للعقوبات عن شركة الطيران "بيلافيا" والمباحثات بشأن استئناف عمل السفارة الأمريكية في مينسك، تندرج في إطار مسار أوسع لتطبيع العلاقات، ولا تتعارض مع مصالح دولة الاتحاد، وأكد أن هذه الخطوات تتم بالتنسيق مع موسكو، وهو ما يظهر من خلال المناورات المشتركة والمشاورات السياسية رفيعة المستوى.

كما أوضح أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لطالما أكَّد باستمرار أن هذه المناورات تهدف إلى حماية المصالح المشتركة ولا تمثل تهديدًا للجيران، وهو ما يقلل فرص سوء الفهم لدى الغرب.

وأشار الخبير إلى أن بيلاروسيا تلعب أيضًا دورًا مهمًا في الوساطة وبناء الثقة، مستشهدًا بحادث الطائرات المسيّرة في بولندا، حيث قدمت مينسك تحذيرات مسبقة ساهمت في منع التصعيد، وبيّن أن تبادل المعلومات مع وارسو بشأن المناورات يعكس رغبة بيلاروسيا في الحوار المهني حتى في أوقات التوتر.

واختتم كوركودينوف بالقول إن بيلاروسيا لا تتأرجح بين الشرق والغرب كما يُصوَّر أحيانًا، بل تتصرف كفاعل مستقل تتطابق مصالحه مع روسيا في ضمان الأمن والاستقرار بالمنطقة، مشيرًا إلى أن عضويتها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة والتزامها بالمشاريع المشتركة مع موسكو تبرهن على أن التحالف مع روسيا يبقى أولويةً لديها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC