"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
قال خبراء سياسيون فرنسيون، لـ"إرم نيوز"، إن التجمع الوطني (يمين متطرف) بقيادة مارين لوبان، تبنى نهجًا لتعزيز موقعه السياسي في البرلمان الفرنسي، يميل إلى الليبرالية الاقتصادية في مناقشة الميزانية، ليظهر بديلاً لليمين التقليدي.
وأضاف الخبراء أن الحزب يستعد للترويج لمشاريع قوانين تشمل طرد الأجانب مرتكبي الجرائم وإعادة فرض العقوبات الدنيا، وهي وعود تاريخية كانت في صميم أجندة اليمين.
وقال أستاذ في العلوم السياسية بمعهد باريس للسياسات، فيليب لاغريف، لـ"إرم نيوز"، إن هذه الخطوة من التجمع الوطني تحمل "استراتيجية سياسية ذكية لتحويل مسار اليمين التقليدي".
إعادة تشكيل المشهد السياسي الفرنسي
وأضاف لاغريف، أن "التجمع الوطني يعتمد على قضايا مثل الأمن والترحيل وتقديمه كحزب ليبرالي اقتصادي، يضعه في موضع جديد يعيد تشكيل المشهد السياسي في فرنسا، ويثير تساؤلات حول مستقبل اليمين التقليدي وقدرته على المحافظة على جمهوره".
وأشار الخبير السياسي، إلى أنه على مدى سنوات، سعت لوبان جاهدة لتحقيق حلمها في منافسة وتفكيك ومن ثم استبدال اليمين التقليدي؛ ومع غياب نواب حزب الجمهوريين وحزب الأغلبية الرئاسية عن المناقشات البرلمانية للميزانية، وجد التجمع الوطني الفرصة المثالية للوقوف كجدار ليبرالي أمام مقترحات فرض الضرائب التي تطرحها الكتلة اليسارية في البرلمان.
وتابع: "بذلك، بدا أن الحزب الذي تأسس على أيديولوجية مناهضة للضرائب الآن يتبنى بعض الجوانب الليبرالية من سياسات ماكرون الضريبية في سبيل كسب المزيد من الناخبين ذوي التوجهات الليبرالية والطبقة البرجوازية".
ووفقًا للاغريف، فإن هذه الاستراتيجية تهدف إلى توسيع قاعدة الدعم للحزب، حيث يسعى رئيس التجمع الوطني، جوردان بارديلا، إلى اجتذاب الناخبين التقليديين الذين دعموا نيكولا ساركوزي سابقًا، وإقناع الطبقة البرجوازية الوطنية والنخبة للانضمام إلى قاعدته الشعبية، مع التركيز على الطبقات الشعبية التي يعتبرها داعمة مسبقًا لمارين لوبان.
سد الفجوة
واعتبر الباحث السياسي في مركز الأبحاث السياسية بباريس، جاك دوبريه، في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "حزب التجمع الوطني يستفيد من نقاط ضعف الجمهوريين في البرلمان ويحاول تقديم نفسه كبديل قوي وفاعل".
وأكد دوبريه أن "التجمع الوطني يسعى إلى سد الفجوة بين الطبقات الشعبية وطبقة النخبة المحافظة، محاولًا الاستفادة من غياب التيارات المحافظة التقليدية عن الساحة البرلمانية".
وتابع أنه "بهذا التحول، يبدو أن حزب لوبان يسعى بجدية لترسيخ موقعه كحزب قادر على قيادة مشهد اليمين في فرنسا، مما قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في التوازن السياسي في الانتخابات القادمة".
وأشار الباحث السياسي إلى أن حزب التجمع الوطني يسعى في هذه المرحلة لتعزيز صورته كبديل لليمين التقليدي عبر تقليص الفجوة بين شرائح مختلفة من المجتمع، معتمدًا على قضايا محورية مثل الأمن وإصلاحات الهجرة، إلى جانب الترويج لسياسات اقتصادية أكثر ليبرالية.
وأضاف أن ما يسعى إليه بارديلا هو كسب تأييد شرائح جديدة من الناخبين الذين ربما يجدون في التجمع الوطني امتدادًا لخطاب يميني جامع بين الاستقرار الاجتماعي والسياسات الاقتصادية التي تضع الأولوية للمصالح الوطنية.
ووفقًا لدوبريه، فإن هذه الاستراتيجية الجديدة للتجمع الوطني قد تكون محورية في مستقبل اليمين الفرنسي؛ حيث إن التخلي عن بعض الثوابت القديمة يفتح الباب للحزب لاقتحام مجالات سياسية واسعة كانت حكراً على التيار المحافظ التقليدي.