قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الجيش الأمريكي، بعد توجيه ضربات لثلاثة مواقع نووية إيرانية فجر اليوم، يعود إلى حروب الشرق الأوسط.
وفي حين أن الرد الإيراني ضد القوات الأمريكية في المنطقة؛ حيث يتمركز أكثر من 40 ألف جندي أمريكي في قواعد وسفن حربية، يبدو شبه مؤكد، رافقت الضربات إعلانًا من البنتاغون بالاستعداد وصولا إلى حالة التأهب القصوى.
وبحسب الصحيفة، تُعدّ الضربات الأمريكية على المواقع النووية في إيران منعطفًا استثنائيًا لجيش كان من المفترض أن يتجاوز عقدين من الحروب اللانهائية في الشرق الأوسط، وقد أعادت الولايات المتحدة إلى حالة التأهب القصوى.
منشأة فوردو
وبينما أعلن الرئيس ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي أن 3 مواقع إيرانية قد قُصفت، بما في ذلك منشأة فوردو الجبلية، يُعتقد أن القنابل المستخدمة في الضربات تشمل "قنابل خارقة للتحصينات"، وهي مصممة لتدمير المخابئ العميقة تحت الأرض أو الأسلحة المدفونة جيدًا في منشآت شديدة الحماية.
وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة معلومات استخباراتية سرية، إن عدة قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل أُلقيت على فوردو، وأن تقييمات الأضرار الأولية أشارت إلى أن المنشأة "أُزيلت من التداول".
وقالت الصحيفة إن هذا الهجوم هو المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش الأمريكي هذا السلاح، قنابل "جي بي يو-57" في القتال.
القواعد الأمريكية
ورجحت الصحيفة أن تُثير الضربات، سواءً نجحت أم لا، ردًا عنيفًا؛ إذ تعهدت طهران بضرب قواعد أمريكية في الشرق الأوسط، وأكدت وكالات الاستخبارات الأمريكية قبل وقوع الضربات أن إيران ستتخذ خطوات لتوسيع نطاق الحرب وضرب القوات الأمريكية في المنطقة.
وفي حين أكد مسؤولون أمريكيون، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المعلومات الاستخباراتية، أن الضربات على المواقع النووية الثلاثة قد اكتملت، أضافوا أنه لا يُتوقع وقوع هجمات لاحقة، على الرغم من أن القادة كانوا مستعدين للرد على أي رد انتقامي إيراني.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول أمريكي إن 6 قاذفات من طراز "بي-2" أسقطت 12 قنبلة خارقة للتحصينات على "فوردو"، وأطلقت غواصات تابعة للبحرية 30 صاروخ "كروز" على نطنز وأصفهان.
وأضاف المسؤول أن إحدى قاذفات بي-2 أسقطت أيضًا قنبلتين خارقتين للتحصينات على "نطنز".
تحصين الدفاعات
ورغم أن هذه الضربات تُعدّ تتويجًا لسنوات من التخطيط من قبل القيادة المركزية الأمريكية، المسؤولة عن العمليات في المنطقة، لكن قلّة هم من توقعوا أن تُنفذ هذه الخطط بهذه السرعة؛ حيث جاءت هذه الهجمات بعد أكثر من أسبوع من شن إسرائيل هجماتها على إيران.
وأشارت الصحيفة، بحسب مسؤولين أمريكيين، إلى أن إيران جهزت مُسبقًا صواريخ ومعدات عسكرية أخرى لشن هجمات على قواعد أمريكية في المنطقة.
وتوقعًا لمثل هذا الهجوم، قامت القوات الأمريكية في الأيام الأخيرة بتحصين دفاعاتها الجوية؛ حيث صرّح مسؤولون أمريكيون بأن طائرات مقاتلة إضافية تابعة لسلاح الجو الأمريكي من طراز أف-22، وأف-16، وأف- 35 عبرت قواعد في أوروبا وتمركزت في الشرق الأوسط، مع وصول المزيد منها.
حاملات الطائرات
ويُضاف إلى ذلك أن الولايات المتحدة أرسلت بالفعل حوالي 30 طائرة للتزوّد بالوقود إلى أوروبا، والتي يمكن استخدامها لمساعدة تلك المقاتلات في حماية القواعد الأمريكية.
وأردفت الصحيفة أن حاملة الطائرات "كارل فينسون"، وعلى متنها 60 طائرة، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز أف-35، تُبحر حاليًا في بحر العرب.
وقال مسؤولون أمريكيون إن حاملة الطائرات الثانية "نيميتز" ألغت زيارة لميناء في فيتنام في وقت سابق من هذا الأسبوع للتوجه إلى المنطقة، ومن المتوقع أن تصل خلال الأيام القليلة المقبلة.
