توقع تحليل لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن تحتاج منشأة فوردو النووية الإيرانية الحصينة إلى "ضربات أخرى"، بعد الضربة التي نفذتها واشنطن فجر اليوم الأحد.
و"فوردو" المحفورة في جبل وتمتد في عمق الأرض نحو 90 متراً، بحاجة إلى "ضربات متعددة في نفس نقطة الهدف للحصول على فرصة جيدة لاختراق المنشأة"، بحسب "سي إن إن".
وفجر اليوم الأحد، دفعت إسرائيل الولايات المتحدة لاستخدام قنبلتها الخارقة للتحصينات ضد إيران، وهي GBU-57A/B المعروفة بقنبلة "اختراق المخابئ" والتي تزن 30 ألف رطل، وتم الحديث كثيراً عن أنها السلاح الوحيد القادر على تدمير منشأة فوردو لتخصيب الوقود.
وكانت ضربة فجر اليوم الأحد، أول استخدام للقنبلة الخارقة، والتي تحتوي على 6 آلاف رطل من "المواد شديدة الانفجار"، وفقاً لورقة حقائق صادرة عن القوات الجوية الأمريكية.
وقال ماساو دالغرين، الزميل في مشروع الدفاع الصاروخي لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن المتفجرات التي تحتويها القنبلة "تتمتع بقشرة سميكة وصلبة للغاية"، وذلك حتى تتمكن من تحمل تأثير الأرض واختراق الأعماق المقصودة.
وبدأ اختبار القنبلة عام 2004 وسط تزايد القلق بشأن أسلحة الدمار الشامل، وكان أحد العوامل التي أدت إلى تطويرها دراسات أظهرت أن قصف مدخل المنشأة "لن يولّد ضغط انفجار كاف لتدمير المنشأة بأكملها".
وقال دالغرين: "جزء من الحاجة إلى هذه القنابل الخارقة يعود في الواقع إلى صعوبة قصف المداخل والإفلات من العقاب".
وأضاف "يمكنك إبطاء تقدم البرنامج مؤقتاً، ولكن لا يمكنك تدمير الأشياء بالكامل بهذه الطريقة".
ومن غير الواضح عدد الذخائر التي تمتلكها الولايات المتحدة في مخزونها، لكن في عام 2009، سلمت شركة بوينج 20 من هذه الذخائر إلى القوات الجوية، والتي كانت سارية اعتباراً من عام 2015. وقدّر دالغرين أن هناك ما يقرب من 30 ذخيرة في ترسانة الولايات المتحدة.
بعد دقائق من الضربة الأمريكية على ثلاث منشآت نووية، كتب الرئيس دونالد ترامب على منصته "تروث سوشال" إن "موقع فوردو قد دمّر بالكامل".
لتردّ إيران، عبر وكالة أنباء "فارس نيوز" التابعة للحرس الثوري، بإقرار تعرّض "جزء" من موقع فوردو لهجوم أمريكي.
فيما كان النائب عن مدينة قم في البرلمان الإيراني، منان رئيسي، أن منشأة فوردو النووية في هذه المدينة لم تُصب بأضرار جسيمة، مقدّراً أن "معظم الأضرار كانت سطحية وعلى البنى الخارجية فقط، وهي قابلة للإصلاح بالكامل"، وذلك في بيان نشرته وسائل إعلام محلية.
وأضاف "ما تضرر هو جزء خارجي فقط، وقد تم إخلاء كل المواد التي كانت تشكل خطرًا على الأهالي مسبقًا، ولم تُسجَّل أي حالات تسرّب إشعاعي".