ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
يشارك الرئيس الصيني شي جين بينغ في احتفالات "يوم النصر" على النازية في العاصمة الروسية موسكو، في زيارة تحمل أبعادًا استراتيجية ورسائل سياسية واضحة، اعتبرها مراقبون دعمًا دبلوماسيًا كبيرًا لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، ورسالة تحدٍ للولايات المتحدة.
وقال خبراء إن حضور الزعيم الصيني شي جين بينغ عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة "يوم النصر" يظهر جرأة الزعيمين، وأنهما يبعثان برسالة قوة إلى الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة إنه بعد وصول شي إلى روسيا في زيارة استغرقت أربعة أيام، تعهد الزعيمان بتعزيز التعاون، وقدمّا نفسيهما كمدافعين عن نظام عالمي جديد لم تعد فيه الولايات المتحدة القوة المهيمنة.
وحاول بوتين تصوير حربه في أوكرانيا على أنها صراع ضد النازيين المعاصرين، بينما ترفض أوكرانيا والغرب بشدة هذا الوصف، متهمة بوتين باختلاق ذرائع واهية لشن غزو على الطراز الإمبراطوري.
وتعطي مشاركة شي في احتفالات هذا الأسبوع دفعة قوية لزعيم الكرملين، في محاولته التعامل مع علاقة متزايدة التقلب مع الولايات المتحدة، وعزلة من قبل معظم أوروبا والغرب بسبب حربه في أوكرانيا.
ويريد بوتين أن يظهر أنه ليس منبوذا، وأنه لا يزال يتمتع بحلفاء أقوياء، وأن سنوات من العقوبات الغربية فشلت في عزل روسيا جيوسياسيا.
وبحسب الصحيفة، يعد الرئيس شي الزعيم الأقوى بين ما يقرب من 30 رئيس دولة يحضرون احتفالات هذا العام، وسيحضر العرض العسكري الضخم الذي يقيمه بوتين في الساحة الحمراء بموسكو يوم الجمعة.
ويؤكد حضوره شعور الصين وروسيا بالجرأة مع وصول العلاقات مع الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها، وفقا لروبرت تولاست، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث مقره لندن.
وقال تولاست: "يبدو الأمر كما لو أنه ليس لديهما ما يخسرانه".
وصرح بوتين بأن الوحدة العسكرية الصينية التي ستشارك في مسيرة الساحة الحمراء خلال العرض ستكون أكبر وحدة عسكرية أجنبية مشاركة في هذه الاحتفالات.
وستشارك في العرض قوات من أكثر من اثنتي عشرة دولة، بما في ذلك وحدات من بيلاروسيا ومصر وفيتنام ومنغوليا ولاوس.
وتأتي زيارة شي في وقت حرج لبوتين، الذي يحاول تصوير روسيا كقوة عالمية موثوقة، مقابل جهود دؤوبة من الغرب لعزلها وإضعافها، وفق رؤيته.
ويعزز هذه الحضور الكبير لقادة من آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا الرواية القائلة بأن روسيا ليست معزولة، وفقا لستيفن هول، المحاضر في السياسة الروسية وما بعد السوفيتية في جامعة باث.
كما تمثل الزيارة طمأنة محلية لبوتين، إذ يسعى لتبرير حربه في أوكرانيا والوضع المالي المعقّد الذي تواجهه روسيا بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة عليها بسبب الصراع، وفقا للصحيفة.
وفي غضون ذلك، تواجه الصين تعريفات جمركية باهظة من إدارة ترامب.
وذكرت الصحيفة أن بكين تصر على موقفها الحيادي تجاه الحرب في أوكرانيا، لكن الصين كانت بمثابة شريان حياة مالي لموسكو، حيث زودتها برقائق دقيقة للطائرات الروسية دون طيار والصواريخ، بالإضافة إلى شراء كميات كبيرة من النفط الروسي.
وقال هول إن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى إلى اتباع نهج "عكس نيكسون" تجاه الصين، فبدلا من فصل الصين عن الاتحاد السوفييتي كما حاول الرئيس ريتشارد نيكسون، يسعى ترامب إلى فصل روسيا عنها.
ويرى هول أن هذا يبدو مستبعدا، والرسالة التي سترسلها روسيا والصين إلى أمريكا هي أن علاقتهما لا تزال قوية كما كانت دائما.
وقال إن المصالح المشتركة بين بكين وموسكو في الأمن والقضايا الاقتصادية وإصلاح النظام الدولي تتسم بطابع طويل الأمد ودائم يصعب على الولايات المتحدة تجاوزه.