"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب

logo
العالم

بعد غياب بوتين وترامب.. هل ولدت محادثات إسطنبول ميتة؟

بعد غياب بوتين وترامب.. هل ولدت محادثات إسطنبول ميتة؟
رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي المصدر: أ ف ب
16 مايو 2025، 11:45 ص

انطلقت في إسطنبول الجمعة جولة جديدة من المفاوضات بين  روسيا وأوكرانيا، وسط غياب للرئيس فلاديمير بوتين، رغم مبادرته بالدعوة لاستئناف الحوار، في مشهد يقول محللون إنه يعكس "هشاشة" الإرادة السياسية لإطلاق مسار تفاوضي جدي. 

واختار إرسال وفد تفاوضي من "الصف الثاني"؛ ما أثار تساؤلات حول جدية موسكو في إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وفي المقابل، رفض الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب المشاركة ما لم يحضر نظيره الروسي، فيما حضرت أوكرانيا على أعلى مستوى بوجود الرئيس زيلينسكي، الذي التقى نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدًا الانفتاح على الحلول السياسية.

توازنات دقيقة 

وفي قراءة للمشهد في إسطنبول، قال د. رامي القليوبي، أستاذ الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن غياب الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب عن مفاوضات إسطنبول ليس مفاجئًا، بل يُعد تطورًا طبيعيًا، خاصة بعدما أوضح الكرملين صراحة أن بوتين لن يشارك في هذه المرحلة، بينما ربط ترامب مشاركته بحضور نظيره الروسي.

وأضاف القليوبي لـ"إرم نيوز" أن المفاوضات الجارية قد لا تختلف كثيرًا عن تلك التي أُجريت العام 2022 وتعثرت، مرجحًا أن يكون التشكيل الحالي للوفد الروسي مشابهًا، خصوصًا مع استمرار رئاسته من قبل شخصية معروفة بانتمائها لأيديولوجية "العالم الروسي"؛ ما يدل على تمسك موسكو بنهجها التوسعي.

وأشار إلى أن كلا الجانبين، الروسي والأوكراني، يوظف مشاركته في المحادثات كرسالة إعلامية لإظهار الانفتاح على التفاوض، بينما يسعى كل طرف إلى تحميل الآخر مسؤولية تعثر العملية.

وأوضح القليوبي أن روسيا أحرزت تقدمًا ميدانيًا ملموسًا في الآونة الأخيرة، في حين ما تزال أوكرانيا تحافظ على سيطرتها على بعض المدن الكبرى وتكثف استخدام الطائرات المسيّرة لتقليل خسائرها، وهو ما يمنح الجانبين أسبابًا للاستمرار في الحرب بدل التسرع نحو تسوية سياسية. 

أخبار ذات علاقة

فولوديمير زيلينسكي وكبير معاونيه أندري يرماك

أوكرانيا تكشف أولوياتها في مفاوضات إسطنبول

 

"تكتيك محسوب"

بدوره، قال د. آصف ملحم، مدير مركز JSM للأبحاث والدراسات، إن غياب الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب عن مفاوضات إسطنبول يندرج ضمن سياقات متعددة، أبرزها أنه يمثل جزءًا من تكتيك تفاوضي محسوب من كلا الطرفين.

وأوضح لـ"إرم نيوز" أن بوتين كان قد صرح خلال لقاء سابق في  إسطنبول بأن أي تسوية حقيقية يجب أن تكون "سلامًا شاملًا" لا مجرد هدنة قصيرة الأجل، وهو ما يفسر تحفظه على المشاركة في هذه المرحلة التمهيدية.

وأشار ملحم إلى أن موسكو أرسلت وفدًا تفاوضيًا من "المستوى الثالث" لاختبار مدى التوافق الفني على عناصر الحوار، وفي حال تحقيق تقدم ملموس، قد يُفعل لاحقًا دور شخصيات رفيعة مثل وزير الخارجية سيرغي لافروف، تمهيدًا لمرحلة أكثر جدية.

وأضاف أن الوفد الروسي من المقرر أن يجتمع مع وفد أمريكي يضم وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، معتبرًا أن نجاح هذه الجولة الفنية قد يمهد الطريق لعقد قمة بين بوتين وترامب، لكن ذلك يظل مرهونًا بحدوث اختراق فعلي في التفاهمات المطروحة.

أخبار ذات علاقة

العلمان الروسي والأوكراني على طاولة المفاوضات

موسكو تكشف عن توقعاتها حيال محادثات إسطنبول

 وبيّن أن تضارب تصريحات ترامب بشأن مشاركته يعكس حالة من التفاوض غير المعلن مع موسكو حول شروط وتوقيت القمة المحتملة، في حين أن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تركيا ولقاؤه بالرئيس رجب طيب أردوغان، تشكّل رسالة دعم واضحة لخيار التفاوض.

وختم ملحم بالقول إن المرحلة الحالية ما تزال في إطار المناورات السياسية وتبادل الرسائل، مؤكدًا أن أي حضور رئاسي سيبقى مؤجلًا إلى حين التوصل إلى تفاهمات أساسية تصلح للبناء عليها نحو اتفاق شامل.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC